«الملحد».. من حجز قضائى لـ «إفراج جماهيرى»

بعد أكثر من عام على منع فيلم «الملحد»، أصدر القضاء المصرى رفض كل الدعاوى المقدمة لمنع عرضه فى السينمات أمام الجمهور، ليتحول الفيلم من ساحة القضاء إلى انتظار الحكم من الجمهور على الفيلم الذى يناقش قضية الإلحاد وحصل على التراخيص والموافقات اللازمة من الجهات الرقابية والمصنفات الفنية.
قبل منع عرض الفيلم فى شهر أغسطس عام 2024، واجه العمل بعض المشكلات الفنية التى علقت عليها الرقابة على المصنفات الفنية، إذ طالبت الجهات الرقابية بحذف بعض المشاهد وتعديلها وهو ما أثر على موعد طرح الفيلم فى السينما، إلا أن منتج الفيلم أحمد السبكى بُلغ بعدم عرضه فى السينما انتظارا لحكم القضاء نظرًا لوجود عدد من البلاغات والدعاوى لمنع الفيلم من العرض، الأمر الذى التزم به السبكى حتى لا يقع تحت المساءلة القانونية والرقابية.
الأمر لم يتوقف أمام فيلم «الملحد» فحسب، ولكن أمام المساحة التى يتناولها الفن فى التعبير عن القضايا الشائكة التى تواجه المجتمع المصرى، إذ تعجز السينما والدراما أيضًا فى تناول هذه القضايا بسبب ثقافة وعادات المجتمع من جانب، والقيم والثوابت الدينية من جهة أخرى، حيث تقف الجهات المعنية أمام كل عمل فنى قد يؤثر فى المجتمع، فى حين أن هناك أعمالًا فنية تناقش قضايا حساسة وتشير إليها حتى توضح الصورة بشكل كامل لدى الأسر والعائلات وحماية ذويهم من الوقوع فى الأزمة أو التأثير بها.
وقال أحمد السبكى، منتج فيلم «الملحد»، إنه تم إجراء كل التعديلات التى طالبت بها الرقابة، والفيلم مر بجميع الإجراءات القانونية، واستوفى كل التصاريح اللازمة قبل بدء التصوير وبعد الانتهاء منه وحصل على الموافقات والتصاريح، وبالرغم من ذلك احترمت انتظار عرضه منع لحين الفصل القضائى فى الدعاوى المقدمة والتى رفضها القضاء المصرى، فى لافتة تعبر عن نزاهة وعدالة القضاء المصرى وحرية التعبير دون المساس بالثوابت الدينية، حيث يناقش الفيلم أساليب التربية، قائلًا: «سننظم حملة دعاية جيدة للفيلم، ونحدد موعدًا قريبًا لعرضه، لأنه عمل مهم يناقش تربية الأب لأولاده، وإلى ماذا يقودهم، وهو فيلم مع الدين وليس ضده، ولو كان فيه شيء خلاف ذلك لم يكن سينتجه، ولم يكن سيحوز موافقة رقابية من البداية».
تعود الأزمة إلى أغسطس 2024، وذلك بعد ما حدد المنتج أحمد السبكى موعد عرض فيلم الملحد فى السينما، الذى حقق حالة واسعة من الجدل بعد طرح البرومو الدعائى للعمل، ولكن ظهرت مجموعة من الأصوات على منصات التواصل الاجتماعى تطالب بوقف عرض الفيلم بسبب موضوعه، معتبرة أنه يروج لأفكار تتعارض مع الدين، رغم أن الفيلم لم يكن قد عُرض ولم تعلم حقيقة القضية التى يطرحها ويناقشها.
وعلق الكاتب والإعلامى إبراهيم عيسى، مؤلف فيلم «الملحد»، أن القضاء المصرى رفض كل دعاوى منع عرض، قائلًا: «قضاء مصر العظيم يحكم حكمًا ساطعًا ناصعًا بعرض فيلم (الملحد) ويرفض كل دعاوى منع عرضه، الكلمة الآن فى يد أجهزة الدولة التنفيذية.. قضاء مصر أعلن قضاءه لا تجعلوا الفيلم ينتظر قدره».

