رسالة في قلب البيضة… ابتكار من القرن السادس عشر

في زمن كانت فيه محاكم التـفتيش تراقب الرسائل بدقة وتمنع أي اتصال مع السـجناء، ظهر العالم الإيطالي جيامباتيستا ديلا بورتا بحيلة غير مألوفة على الإطلاق:
إخفاء رسائل سرية داخل بيضٍ مسلوق.
هذا الأسلوب الغريب نشره ديلا بورتا عام 1563 في كتابه المعروف «السحر الطبيعي» (Magia Naturalis)، وشرح فيه طريقة علمية دقيقة تعتمد على خصائص البيض نفسه... كيف تُكتب رسالة داخل بيضة؟
1. الكتابة على القشرة بمحلول خاص
يبدأ الأمر ببيضة نيئة تُكتب على قشرتها كلمات باستخدام خليط مكوّن من: مادة الشب (alum) وبعض الأصباغ النباتية، هذا المزيج المُعدّ بعناية قادر على اختراق القشرة.
2. الحبر يتسرب عبر المسام الدقيقة
قشرة البيضة ليست كتلة صلبة، بل تحتوي على آلاف المسام الصغيرة جدًا.
هذه المسام تسمح للحبر بالتغلغل تدريجيًا من السطح الخارجي إلى البياض الداخلي.
3. غلي البيضة… خطوة تمحو كل الآثار
بعد أن يجف الحبر على القشرة، تُسلق البيضة في الماء المغلي.
وهنا يحدث أمران في الوقت نفسه:
يزول أثر الحبر من على القشرة الخارجية بفعل الحرارة.
يتجلّـط بياض البيض، وتظهر عليه الكتابة مطبوعة بشكل دائم في الداخل.
4. قراءة الرسالة دون إثارة الشبهات
عند وصول البيضة إلى السجين، تبدو كبيضة مسلوقة عادية تمامًا.
لكن بمجرد تقشيرها، يجد المستلم العبارة أو الرسالة مطبوعة بوضوح على بياض البيضة الصلب.
وبذلك تصل المعلومات إلى داخل السجون دون أن يشك الحراس في شيء، لأن الطعام كان آخر ما يخطر ببالهم أن يكون وسيلة للاتصال.

