لماذا تثير خطة ترامب لبيع طائرات F-35 للسعودية جدلا واسعا؟

كان من المفترض أن تُحدث هذه الصفقة تغييرا جذريا في الشرق الأوسط، ممهدة الطريق لعلاقات أوسع مع العالم الإسلامي.
وفي المقابل، سيحصل السعوديون على حزمة أمنية أمريكية تشمل طائرات F-35 الشبحية المقاتلة- وهي طائرات من الجيل الخامس تعزز علاقة الرياض بواشنطن، مع فتحها صفحة جديدة مع إسرائيل.
ولكن، بناء على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العلنية حتى الآن، من المرجح أن ينفذ نصف هذه الحزمة فقط.
وأعلن ترامب في المكتب البيضاوي أن السعودية ستحصل على الطائرات المقاتلة التي طالما رغبت بها، ووصف السعودية بأنها "حليف عظيم": "سنفعل ذلك، سنبيع طائرات F-35"، فيما غاب عن البيان أي ذكر لإسرائيل.
ومن المرجح أن تغير هذه الصفقة ميزان القوى في المنطقة، معززة مكانة السعودية كقوة عظمى في الشرق الأوسط، وأول دولة عربية تتسلم أحدث الطائرات المقاتلة الأمريكية.
ولا تزال الصفقة تتطلب مراجعة من الحكومة الأمريكية وإشرافا من الكونغرس، لكن إدارة ترامب قادرة على تمريرها خلال السنوات الثلاث المقبلة، مما قد يُغيّر التوازن العسكري لصالح الرياض، خاصة في ظل أي اعتراضات قد تبديها إسرائيل.
وتعد الرياض أكبر مشترٍ للأسلحة الأمريكية منذ سنوات، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وفي الأشهر الأخيرة من إدارة ترامب الأولى، وافقت الولايات المتحدة على بيع طائرات F-35 للإمارات، وهي صفقة كانت ستجعل جارة السعودية الصغيرة أول دولة عربية تمتلك مقاتلات الجيل الخامس.
وفي المقابل، أصبحت الإمارات أول دولة عربية منذ 26 عامًا تُطبّع العلاقات مع إسرائيل- التي وافقت على البيع- مما منح ترامب فوزا كبيرا في السياسة الخارجية.
لكن الصفقة انهارت في نهاية المطاف خلال إدارة بايدن بسبب مخاوف بشأن التعاون العسكري المتنامي بين الإمارات والصين.
ولم تكن الولايات المتحدة لتخاطر بالسماح بوقوع التكنولوجيا وراء أكثر طائراتها المقاتلة تطورا في أيدي بكين، ولم تكن الإمارات مستعدة لقبول ما وصفه مسؤول إماراتي بأنه "قيود تشغيلية سيادية" أمريكية على استخدامها.
وقال دانيال شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل والذي شارك في المفاوضات مع الإمارات، إن المخاوف نفسها تنطبق على الرياض أيضًا.

