جود نيوز الكندية

نظرية التطور لا تتعارض مع قضية الإيمان بوجود الخالق

-

تعتبر نظرية التطور من أهم النظريات العلمية في العصر الحديث والتي يوقن بصحتها الغالبية الكاسحة من العلماء وهي تشرح تنوع الكائنات الحي/ تغيّرها عبر الزمن/ أصل الصفات المشتركة بينها.

ويعتمد التطور أساسًا على:

١- الطفرات (تغيّرات في المادة الوراثية).

٢- الانتخاب الطبيعي (البقاء للأصلح وليس للأقوى لان الأصلح يتكاثر أكثر).

٣- الانتقال الوراثي عبر الأجيال.

الأدلة التي تؤيد نظرية التطور:

١- علم الحفريات: طبقات الأرض تمثل صفحات مسلسلة لكتاب يشرح تطور الكائنات ويؤكد على وجود تسلسل تاريخي يبين كيف تطورت الكائنات.

٢- وجود أشكال انتقالية: بين الأنواع تؤكد على تطورها مثل: تطوّر الحوت من أسلاف برية وتطوّر الطيور من الديناصورات (تتكاثر بوضع البيض وتحتوي أجنتها علي الريش).

٣- دراسة علم الوراثة (DNA) وهو أهم الأدلة على الأصل المشترك لكل الكائنات. والذي يظهر تشابها كبيرا في الجينات بين الأنواع المتقاربة والاهم هو وجود شيفرة واحدة لجميع الكائنات الحية والذي يؤكد علي هذا الأصل المشترك لجميع الكائنات هو أن الأمر الجيني الواحد mRNA ينتج نفس البروتين في جميع الكائنات. مثال أمكن إنتاج الأنسولين البشري من البكتيريا والطحالب بتعريضها لنفس الأمر الجيني للأنسولين في البشر.

٤- التشريح المقارن يظهر وجود أعضاء متشابهة في أنواع مختلفة مثال: يد الإنسان، جناح الخفاش، زعنفة الحوت جميعها تظهر تركيب واحد لأغراض مختلفة.

٥- المشاهدة المباشرة اليومية لبعض التطورات السريعة مثال تطوّرالبكتيريا لأنواع أكثر مقاومة للمضادات الحيوية. وايضًا التغيرات السريعة التي تحدث في فصائل الطيور والحشرات

٦- علم الأجنّة يظهر تشابها كبيرا في المراحل المبكرة للجنين بين أنواع مختلفة تماما من الفقاريات.

أوجه القصور في نظرية التطور:

١- نظرية التطور لا توضح أصل الحياة (كيف بدأت الحياة؟)

٢- التطور لا يفسّر لحظة نشأة أول خلية حية.

٣- التطور الكبير (Macro-evolution) أي الانتقال من نوع لآخر ما زال يكتنفه بعض الغموض وهو موضع دراسة مفصلةً

٤- تعقيد الأعضاء مثل العين والجهاز المناعي يطرح سؤالاً يحتاج إلى إجابة؛ وهو كيف ظهر هذا التعقيد خطوة بخطوة عن طريق التطور؟

٥- التطور لا يفسر كيف تطور السلوك والوعيً فهناك قصور في فهم تطور العقل البشري والقيم الإنسانية

والسؤال الأهم الآن هو: هل الاعتراف بصحة نظرية التطور يتعارض مع الإيمان بالخلق الإلهي؟

الإجابة ومن وجّهت نظر شخصية تحتمل الصواب او الخطأ - واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية- هي:

الله سبحانه وتعالي (الخالق) قام بتجهيز البيئة المناسبة (الأرض) للكائنات الحية التي قدر الله لها الحياة عليها. ثم خلق الله الخلية الحية الأولى بكل تعقيداتها بطريقة إعجازية خارج نطاق إدراكنا المحدود ثم كان التطور بعد ذلك (وهو الجزء الوحيد الذي أدركه العلماء من البشر) هو الوسيلة التي اختارها الخالق لتطوير وتنوع مخلوقاته وصولا بها إلى خلق الإنسان المدرك للقيم الإنسانية وقادر على تمييز الخير والشر والإيمان بوجود الخالق. أما الخريطة الزمنية والترتيب الإلهي لها فهذا أيضا من شأن الخالق.

وفي الخلاصة فان التطور يدفع ويؤكد على ضرورة الإيمان بوجود خالق مقدر وقادر لهذا الخلق وليس إلى العكس فالإيمان يبحث في الغاية والهدف من الخلق بينما العلم يبحث في الوسيلة التي تم بها تطوير هذه المخلوقات وصولا إلى الإنسان.

هل يمكننا تجاهل نظرية التطور والاستغناء عنها: في الحقيقة هذا غير ممكن لان تطبيقات نظرية التطور لازمة لاستمرار الحياة ونذكر منها الاتي:

أولا: في مجال الطب:

١- مكافحة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية: البكتيريا تتطور بسرعة وعليه معرفة آليات التطور يساعد في تطوير أدوية جديدة واستراتيجيات علاج فعالة ضد الأمراض البكتيرية.

٢- إنتاج اللقاحات وضرورة تطويرها المستمر نظرا لتطور الفيروسات المستمر، مثل تطوير لقاحات الإنفلونزا وكوفيد.

٣- فهم الأمراض الوراثية وذلك عن طريق مقارنة جينات الإنسان مع الكائنات الأخرى وذلك لاكتشاف وظائف الجينات المسببة للأمراض.

٤- علاج السرطان: الخلايا السرطانية "تتطور" داخل الجسم وعليه لابد أن يأخذ العلاج في الاعتبار التطور والانتخاب الطبيعي للخلايا السرطانية.

٥- تطوير العقاقير الطبية: حيث يتم استخدام كائنات نموذجية مثل الفأر وذباب الفاكهة تتشابه في التركيب الجيني للإنسان تبعا لنظرية التطور.

٦ التجريب التطوري لفهم كيفية تحوّر البروتينات ومسارات الأيض الغذائي.

ثانيا في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني:

١- بفضل التطور عن طريق الانتخاب الاصطناعي تم تطوير نباتات محسّنة لإنتاج محاصيل أكثر وفرة ومقاومة للآفات والجفاف والملوحة وفي إنتاج حيوانات أكثر إنتاجا للحوم والألبان وهذا ساهم في إنهاء المجاعات في معظم أرجاء العالم رغم التزايد السكاني الرهيب.

٢- مكافحة تطور الحشرات والآفات التي تقاوم المبيدات.

ثالثا: حماية البيئة والحياة الحيوانية:

١- معرفة العلاقات التطورية تحدد الأنواع المهددة بدقة وتعمل على عدم انقراضها.

٢- إعادة توطين الأنواع في بيئات أكثر ملائمة بفهم أصولها الجينية.

٣- فهم تأثير تغيّر المناخ على التكيّف الحيوي والعمل على تقليل آثاره الضارة.

رابعا: علم المخ والأعصاب والسلوكيات:

١- وذلك لتفسير تطور الدماغ والإدراك واللغة.

٢- دراسة أصول التعاون والأخلاق والسلوك الاجتماعي

خامسا: في البحث العلمي:

١- الخوارزميات الجينية في الحوسبة: تستخدم مبادئ التطور لحل مشكلات معقدة (مثل الذكاء الاصطناعي وتصميم والطائرات).

٢-الهندسة الوراثية يتم تطويرها بتتبع تاريخ الجينات وأدوارها التطورية.