جود نيوز الكندية

وعادت مصر إلى مربع الصفر!

-

وجوة جديدة، وأخرى قديمة، نفس الكلام، الوطنيين والأحرار لا يملكون المال، والأحزاب تبيع مقاعدها بمئات الملايين، فمن يقوى على الترشح إلا تجار الموت، وتجار الآثار، ومصاصي دماء الشعب، لو سألنا أي ممن ضحوا بحياتهم في الميادين من اجل سواد عيون بلدهم لكي تصبح حرة وقوية وصاحبة سيادة عن رأيهم فيما آلت إليه طريقة الانتخابات واختيار المرشحين لتأسفوا انهم ضحوا بحياتهم لكي يعود مثل هؤلاء إلى مجلس الشعب ويختاروا ويحددوا مستقبل مصر.

وحسرتاه على هذه الفوضى وهؤلاء المرشحين الذين أضحوا وصمة عار في جبين الحياة البرلمانية لدرة البلاد، أما مقولة "وإن عادت ... نعود" فقد تحققت تماما في مصر الآن، ها مصر قد عادت وهم أيضا أوفوا بكلامهم وعادوا، فها درة البلاد عادت إلى سابق عهدها إلى الانفلات في كل شيء: انفلات أخلاقي، وانفلات مروري، وانفلات طائفي، وانفلات سياسي، وانفلات إعلامي، وانفلات رياضي.

فسمح ذلك بعودة البلاد أسوء حالا حتى قبل يناير ٢٠١١ فالبرلمان الذي كان يشترى بكرتونة زيت وسكر، الآن أصبح له تسعيرة أخرى، وتسعيرته الجديدة لا يقوى عليها إلا تجار الآثار وتجار المخدرات ولواءات الجيش والشرطة، وأخر تسعيرة لدخول مجلس الشعب كانت خمسين مليون جنيه ادفعها وستكون عضوا لمجلس النواب.

لا يهم من تكون، لا يهم ماضيك، لا يهم برنامجك الانتخابي، ولا يهم من سيترشح أمامك، وفى الحقيقة هذا مبلغ قليل جدا لما ستقدمه لك الحصانة لأنك ستغسل وتبيض أموالك، وبدل من أن تعمل تحت الأرض ستعمل في العلن ولا يهمك شيء، فكل أمورك ستسوى، فأسرق كما تشاء، تاجر في المخدرات، تاجر بأثار بلدك، تاجر بدم وأعضاء أولاد بلدك، ولا تخشى شيء فانت محمى بالحصانة.

عار على هذا المجلس الذي كان يوما يقف في ساحاته النحاس باشا وفكري مكرم عبيد والسنهوري وغيرهم من قمم الحياة البرلمانية الذي علموا الدنيا وكتبوا دساتير دول أن يخلفهم ويتردى ببلدنا الحال ليمثل الشعب هؤلاء الجهلة، ولكن هذه هي النتيجة الحتمية لشعب لم يتعلم من دروسه القاسية، ولا يمكن أن يتعلم، فكما باع البلد للإخوان في غزوة الصناديق باعها لمثل هؤلاء ولكنه في النهاية شعب يعشق من يضحك عليه، مرة باسم الدين، ومرة بوعود مادية، وفى النهاية الكل يعمل لمصلحته ولا عزاء للجهال.

عندما خرج علينا الرئيس السيسي ليعلن انه سمع صوت الشعب وعرف حجم التجاوزات في هذه الانتخابات، توقعنا إلغاء كل نتيجة الانتخابات وعمل تحقيق ودراسة لماذا وصلنا في مصر إلى هذه الفاجعة الانتخابية المذلة للشعب، ولكن يا سيادة الرئيس أنت تعرف كل شيء عن ما جرى ومن دفع ومن يستحق ومن يصلح ليمثل الشعب ومن دخل الانتخابات لأغراض شخصية، أنت يا سيادة الرئيس تدير كل منطقة الشرق الأوسط وتعرف أدق تفاصيل ما يحاك ويدبر في كل المنطقة، فبالأولى انك تعرف تماما ما حدث في هذه الانتخابات في بلدك وكمًا عاهدناك ستتدخل لصالح مصر والشعب المغلوب على أمره.

إن دولة مصر وفيها برلمان ومعارضة قوية هو استكمالًا لصورتك الجميلة التي يعرفها العالم عن فخامتكم، وجود مثل هؤلاء الذين اشتروا مقاعدهم بالأموال سيجعل الأجيال القادمة لا تثق بالحياة السياسية في المجمل، ولا بالانتخابات ولا بما سيقرره هذا المجلس، إن مصداقية السيسي القوي القادر على حماية بلده بل وكل بلاد العرب ستتأكد وتترسخ في وجدان الشعب المصري اذا كانت الحياة النيابية نزيهة وشفافة، نحن لا نريد ولا يحق لنا وخصوصا في هذا التوقيت الحرج أن نقارن مجلس الشعب في فترة رئاستك وبين فترات أخرى لأننا نعرف جيدا انك تحب هذه البلد وتعمل في صمت وبإخلاص ولكن لا تمكن هؤلاء من شعبك الذى يحبك.