الصلاة على قارعة الطريق!

شاهدنا العديد من الصور والفيديوهات لدول في أوروبا والولايات المتحدة حيث يستغل البعض من الجاليات الإسلامية هناك حرية الرأي والتعبير وممارسة التعبد، بان يضيق بهم كل الأراضي والمناطق الخضراء والجبال وغيرها، ولا يحلو لهم الصلاة إلا في قارعة الطريق ليوقفوا الطرق العامة وشبكة المواصلات الحيوية في بعض المناطق تحت ذريعة الصلاة.
والكل يعلم علم اليقين أن الهدف ليس الصلاة في حد ذاتها أو التعبد أو المرائية حتى التي يفضلها البعض خاصة في الدول العربية حيث يزايدون في المرائية بينهم وبين بعض وكان الله لا يعلم قلوبهم، ولكن هدفهم هو أمرين: أولا نشر الدين الإسلامي بـــــ"بجاحة" و"لزوجة"، ثانيهم: فرض سيطرتهم وأفكارهم على المجتمع الغربي، المجتمع الذين يرونه مثال لجهنم وفيه كل الفحشاء والمنكر، فإن كنت ترى ذلك فلما سافرت إليه وأنت تعلم بواطنه وظواهره قبل السفر إلا إن كانت هناك نية مبيتة أو فلنقل مخطط أوسع واشمل لتحويل أوروبا وأمريكا إلى دولا إسلامية تقلدا بدولة الأندلس التي يتحاكون بها حتى اليوم. وان كنت اشك إن كان لهم تدخلا في حضارتها، بل على العكس تماما، كانت حضارة الأندلس سابقة لهم وبعد فتحها تعلموا منها الكثير.
كل تلك الأمور والأفعال الغير حضارية دفعت بالرئيس ترامب لوقف الهجرة لمعظم الدول الإسلامية وكذلك عودة انتصار التيار اليميني المحافظ على الدول الأوروبية ووضع اطر قاسية لإبقاء المهاجرين من العرب ولاستقبال مهاجر جدد من تلك الدول الإسلامية. وعادت "الاسلاموفوبيا" تسمع في الأرجاء خاصة بعد حوادث الدهس المتعددة في أكثر من دولة أوروبية.
عودة لموضوعنا وعن الصلاة في قارعة الطريق، ففي مصر خاصة يتم غلق الشوارع يوم الجمعة لتأدية صلاة الجمعة، رغم أن المساجد من الداخل خاوية ولكن الصلاة في الشارع وغلقه له مذاق خاص عند المصريين، وارتضوا المصريين بهذا الأمر، واعتدنا الشوارع مغلقة حتى تنتهى صلاة الجمعة، وقبل الصلاة وحتى نهايتها يكون الشارع مصيبا بالشلل ولابد أن تكون عارفا وحافظا للشوارع، أي شارع مغلق "حيث يوجد به جامع (وفي الأغلب معظم الشوارع) وأيهم مفتوح (لا سمح الله نسوا بناء جامع أو زاوية به).
وتطور الأمر إلى إيقاف العمل في المصالح الحكومية حتى انتهاءا الصلاة جماعة، وتطور من بعدها لتخصيص ركن للصلاة في تلك المصالح حتى في محطات مترو الأنفاق تجد ركن للصلاة، ثم تطور الأمر أيضا إلى الصلاة داخل القطارات، حتى القطار الكهربائي الجديد الذي يصل للعاصمة لم ينج من تلك الأفعال الغير حضارية.
وانتهى الأمر عشية حينما قام ركاب ميكروباص صغير بالوقوف على محور المريوطية والنزول لتأدية فرض الصلاة في قارعة الطريق في مصر بحجة أن الطريق واقف أو بطيء بعض الشيء، وبفلتهم هذه فقد اغلقوا الطريق، ورسخوا للذهن أن هذا الفعل جائز.. ولما لا؟!
ولا يهم إن كان على الطريق سيارة إسعاف أو طالب ذاهب للامتحان أو شخص يريد اللحاق بالطائرة أو أي شيء طارئ أو حتى غير طارئ، وانتشرت تلك الصورة انتشار الجمر في الذرة، بعضهم استنكارا والغالبية تشجيعا مع الأسف.
وهنا من المفترض أن يأتي دور وزارة الداخلية (المحايد) للقبض على هؤلاء لتعطيلهم الطريق العام، أما أنت فيا من تصلى على قارعة الطريق إلى ربك.. ادخل إلى مخدعك وصلى هناك... وراعي ربك فيمن حولك.. فربك يريد بكم اليسر لا العسر.. فلا تصعب الحياة علينا فهي صعبة بما فيه الكفاية.

