جود نيوز الكندية

بسام عبد الملك يكتب: ثوره جديده أم تنفيس عن غضب

-
ما بين 2011,2013 ....2019 ما ستقرأه ربما سيروق لك او يُغضبك كما هو الحال مع أى إخوانى ...سيساوى...مثقف... حقوقي أو حزب كنبه كل واحد سيجد ما يوافق رأيه و ما يعترض عليه بشدة. حاول أن تنسلخ من تصنيف وضعت ذاتك فيه أو وضعك الاخرون فيه كما تعودنا في الأونه الأخيرة ....حاول أن تبقي مصري...مصري و بس . أيضا حاول أن لا تنشغل بمن كاتب هذا الكلام حتى لا تبنى رأى مسبق . ما حدث في عام 2011 عندما حدثت الثورة ..كان معظم الذين خرجوا شباب و مثقفين و حفنة من السياسين ولم يظهر الأخوان الا بعد أن تأكدوا أن الثورة ستنجح...كانوا ينادون عيش حرية عدالة إجتماعية كانوا يمثلون فئات من المجتمع يعيشون معظمهم حياة مقبولة معظمهم من أبناء الطبقة المتوسطة تنحصر أزماتهم في أنهم يريدون حياة سياسية على الطريقة الغربية في بلد لم يعرف الديموقراطية إلا في عهود محدودة، خرجوا في توقيت كانت فيه قوى غربية توجهاتها أن يرحل مبارك و قوى داخلية مسيطرة لا تري أن جمال مبارك هو البديل المناسب فتخلت عن مبارك إبنها و نجحت الثورة لأن كثيرون أرادوا لها أن تنجح و أهمهم أمريكا و الجيش. و شباب الثوره، أما بقية الشعب فقد شجع اللعبة الحلوة. و طبعا لأننا شعب لطيف بطبعه جلسنا شهور ننتظر أموال مبارك ترجع و نتنغنغ إلى أن ادركنا الفنكوش و تدهورت حالة البلد و ابتدأ البعض يقول ولا يوم من أيامك يا مبارك .....و ده كان مقصود . ماحدث في 30 يونيو ثورة شعبية تاريخية خرج فيها جميع أطياف الشعب مثقفين شاهدوا إنحدار و تشويه لثقافة وطن، أقباط أيقنوا أن لا حياه لهم في بلد يحكمه الاخوان، قضاة وجدوا تدخل سافر في قراراتهم من وزير إخوانى ، رجال جيش صاروا شهوداً على إعتلاء قتلة قائدهم الأعلى صاحب نصر أكتوبر منصة كبار المُحتفلين بنصر اكتوبر ، شعب وجد نفسه أما أن يكون في قطيع الجماعة و يُقسم على السمع و الطاعة و يُسبح بحمد المرشد او يهاجر كندا ( و هذا لن يحدث) فعليه أن يرضخ و يرى رئيسه المنتخب يتلقي تعلمياته من المقطم و يشاهد تخاريف إجتماعاته السرية على الهواء ثم يتابع زياراته الدولية و كل ما بها من عدم تقدير المضيف او ركاكة الضيف. ثم جاءت حركه تمرد بكل ما تملك من تعضيد من جهات سيادية في الخفاء جاءت في توقيت كان الشعب يتمخض، و الجميع شعب و جيش و شرطه و رجال دين و رجال قضاء جميعهم غير راضيين عن سياسات الاخوان و رئيسهم و حلفائهم، و قد كان للثوار ما أرادوا ولم يتحقق ذلك الا برضاء و تعضيض بل و ربما تخطيط كامل من الجيش لانها كانت إرادته إيضا ليتخلص من رئيس كان يقود البلاد الى حاله انقسام ربما سوف تؤدي إلى حرب اهليه لو استطاع الشعب حمل السلاح أمام سلاح جماعة الرئيس. اما ما يحدث في 2019 فهو تنفيس لبعض الشباب الذى تم تكميمه فلا يستطيع أن يتظاهر وإلا سوف يُحبس .....لم يعد يشاهد صوت معارض في جميع القنوات المصرية...... لم يعد يقراء إلا لصحفيين الحكومة و حتى الصحف الخاصة تم تحييدها بعد شرائها من قبل رجال اعمال محسوبين على النظام . شباب وجدوا في خلال سنوات كل رموز ثورة يناير و 30 يونيو التى مهدت لإنتخاب السيسى أما هاربين من ملاحقات قضائية لقضايا رفعها سمير صبري و من هم على شاكلته أو محبوسين في قضايا تظاهر أو محبوسين في قضايا تهمتها الإنضمام لجماعة محظورة مع أنهم هم أنفسهم من ثاروا على نفس الجماعة أو محبوسين في منازلهم لا لشئ سوى أنهم لم يستطيعوا الهروب أو فضلوا الإبتعاد او الإستفاده من حملهم جوازت سفر أخرى أو حق إقامة في بلد آخر. الجديد فيما يحدث حالياً أن من أحدث الحراك ممثل غير معروف و مقاول معروف هرب من مصر بملايينه و سياراته الفارهة و طفق يسجل فيديوهات يهاجم فيها القيادة السياسية، أعترف في أولى فيديوهاته أنه عمل لسنوات مع الجيش و أنه هرب بعدما كون ثروه هائلة من أعماله مع الجيش لكن بعد أن توقف الجيش عن سداد مستحقاته لأسباب لا نعرفها و مع لهفة المصريين لسماع صوت معارض تحول من مقاول يطالب بحقه إلى ثائر يطالب المصريين بالنزول للشارع ...و أستجاب لهذه الدعوة أعداداً ليست بكبيرة و طبعاً لأن الاخوان عايزين جنازة فتلقفوا الدعوة و نزلوا إيضاً. الأعداد قليلة و لكن أحدثت لغطاً... و جميع من تكلم عنها و صورها على أنها حراك شعبي هم المطرودين خارج مصر او المحبوسين داخل مصر . في إعتقادي أن الامر لن يتطور كثيراً ولن يخرج إلى الشارع إلا من خرجوا ليتم تصويرهم. لقد أيقن حزب الكنبة و هو صاحب اليد العليا في الانتخابات أن ثورة آخرى معناها كارثة إقتصادية جديدة ، معناها رجوع الاخوان ...و ما أدراك من الاخوان ، ثورة أخرى معناها سجون مفتوحة ... محلات منهوبة... غياب الامن و الأمان. لن يتعدي الأمر سوى مناوشات فيسبوكية تويترية مع كام فيديوا إحترافي مفبرك للجزيرة يظهر عدد المتظاهرين بالألأف ...أما نحن معشر المتابعين حتى و لو من بعيد يجيب أن نتيقن مما نسمعه و نحكم عقولنا قبل أن تنجرف البلاد ، أما القيادة السياسية. فيجب أن يتعلموا من نظام المخلوع و يعطوا متنفس للشباب ..أستعيدوا روح 30 يونيو حين كانت مصر كلها خلفكم. و تيقنوا أنه عندما تشاهدوا الجزيره و الشرق و مكملين و رصد يداً واحداً ضد مصر فهناك علامات إستفهام كبيرة