جود نيوز الكندية

أشرف حنا يكتب: يلا نرجع مصر

-
لا اعرف ماذا اصابني و انا اتابع حفل تتويج الرئيس في مصر. حاولت ان اكتم دموعي كرجل شرقي امام افراد عائلتي. لم اعرف اذا كانت دموع فرح ام مشاعر افتقاد للوطن الأم. بعدها بيومين و اثناء قيادتي السيارة في شوارع تورنتو  اتصل بي احد اصدقائي اثناء مارثون السيسي  الشهير بالدرجات و هو متأثر بما يراه و يسمعه و قال "يلا نرجع مصر" .  لكل مهاجر قصه و سبب دفعه للتفكير في الهجره و دفعه لبذل الوقت و المال و المجهود للهجرة الي دوله اخري. و كلما بعدت المسافات و طال زمن الاغتراب  كلما ازداد الحنين الي الوطن. و عند اي مواجهه لصعوبات الحياة يلتفت بوجهه الي وطنه الأصلي. و مهما حقق من  نجاحات لا تكتمل سعادته بها لبعده عن وطنه. لا يفهم من حولنا في بلاد المهجر سر متابعتنا اليوميه لأحداث و طننا و انشغالنا الدائم بما يحدث فيه. و رغم سرعة الحياة و تراكم الارتباطات للمهاجر لا يستطيع ان يفصل نفسه عن الاحداث. و حقاً نفهم الان مقوله قداسه البابا شنودة الشهيرة "ان مصر ليست وطناُ نعيش فيه بل وطناً يعيش فينا ". انها جذورنا التي لا نستطيع اقتلاعها و إلا دبلنا و انعدمنا. فمهما وجدنا من مغريات خارج وطنا فلن نشعر بالراحة و الامان و الدفء الحقيقي إلا في احضان بلدنا. قد لا يدرك من هو في داخل مصر واقع هذا الكلام و قد يستقبله بنوع من التهكم او السخرية. و هو كالذي لا يدرك حنان الأم إلا بعد الحرمان منها. اتفقنا ام اختلافنا. فهذه هي بلدنا. و أن كانت قد قست علينا يوماً ما او لم نجد فيها الحضن الامن او تولد لنا احساس انها تميز بين ابنائها فلن ينقص هذا من حبنا لها و انتمائنا اليها. كثيرا ما ننتقد الاوضاع بها و لكن نتباري جميعا للدفاع عنها اذا هاجمها احد بالقول او الفعل. بمجرد تٌولد بصيص من النور في مصر و بمجرد احساس اولادها في المهجر ان الام تعود لفتح احضانها الي اولادها. تهلل اولادها من جديد و انسكبت مشاعرهم قبل عيونهم حنينا و حباُ. قد تكون مشاعر مبالغ فيها و لكنه اشتياق الي الوطن و حلم نحلم بتحقيقه.  نحلم بمصر الجديدة التي تضم كل ابنائها في احضانها بلا تمييز و لا تفرقه. نحلم بدوله القانون و بقضاء عادل. نحلم بدوله العمل و النظافة في الاخلاق قبل الشوارع. نحلم و نصلي ان يتحقق حلمنا مهما صعب او كان بعيد المنال. نسمع البركه و الوعد السماوي " مبارك شعبي مصر "  فهل يتحقق الحلم و يأتي اليوم الذي نستطيع فيه ان تقول "يلا نرجع لمصر"؟.