Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

عبد المسيح يوسف: دوائر الأمن القومي ... ما بين الإمارات و أوكرانيا .. وتهديد روسيا لغزو فرنسا !!

حالة من سخونة الأحداث في النقاط الإقليمية الاستراتيجية يمر بها العالم حاليا، ما بين منطقة الخليج العربي، الثرية بالنفط من ناحية. والتوتر الرهيب في العلاقات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية وخلفها الدول الغربية وحلف الناتو "شمال الأطلسي" بسبب أوكرانيا، وهي نفسها الأخرى منطقة ذات حيوية وثقل استراتيجي، خاصة لروسيا، التي تريد تمريد الغاز الطبيعي الخاص بها إلى أسواقها الأوربية في الغرب.

الإمارات، تعد وبلا شك، من دول الخليج الحيوية والمهمة مع السعودية، وتعرضت الإمارات مؤخرا لأحداث وهجمات إرهابية من قبل ميلشيات قوات الحوثي في اليمن. ومن هنا كانت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس مصر، على مدار عدة ساعات التقي خلالها، أخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وزير الدفاع الإمارات وولي عهد أبو ظبي، والصديق القرب للرئيس السيسي. والعلاقات بين بين أبوظبي والقاهرة، لا تحتاج إلي توصيف من حيث كينونتها الاستراتيجية والأخوية، علي مدار السنوات، منذ أيام المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي ورث أبنائه حب مصر. 

وتعتبر مصر، "رومان الميزان" بالنسبة للأمن القومي الخليج، ولا يخفي علي أحد ما تعبث به ميليشيات الحوثي الشيعية المدعومة من إيران، الذي تمثل تهديدا حقيقيا لأمن ورفاهية واستقرار الخليج. وبالتالي، كان من الطبيعي والمنطقة، ورسالة قوة لتلك الزيارة القصيرة، التي امتدت لساعات قليلة من الرئيس السيسي، أن مصر حليف استراتيجي وأخ يقف في ظهر أخيه وقت الحاجة، خاصة وأن الإمارات لم تتخل في أي مناسبة من المناسبات عن مصر، عندما مرت بمرحلة وهن مؤقتة بعد أن وثبت قوى الظلام من التيارات الدينية المتشددة والمتطرفة علي حكم مصر لعدة شهور، بعد أن سرقوا ثورة يناير المباركة، وتم تصحيح الأحوال في ثورة يونيه؟ 

 الاجتماع الرئاسي الرباعي الذي تم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإخوانه الشيخ محمد بن زايد وزير الدفاع الإمارات وولي عهد أبوظبي، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات حاكم دبي، وانضم إليهم الملك حمد ملك البحرين، يؤكد أن الاجتماع يعبر عن موضوعات استراتيجية، تم وضع النقط علي الحروف بالنسبة لها، في مقدمتها أمن الإمارات والخليج، والموقف من قوى الإرهاب، ومنها ميلشيات الحوثي اليمنية، التي تهدد استقرار ورفاهية الإمارات والسعودية، وغيرها من الدول الخليجية الشقيقة. مصر أكدت وتؤكد أنها تقف دائما في الصف العربي الخليج، قلبا وقالبا ضد اي تهديد للأمن الإقليمي العربي في منطقة الخليج. وهذه رسالة قوية لإيران.

صراع روسيا وأمريكا علي أوكرانيا .. الأمن القومي الروسي .. مناطق الغاز والردع العسكري !!

على الجانب الآخر من العالم، نجد أن تطورات الأحداث تكشف عن اشتعال الموقف علي أوكرانيا بين روسيا الاتحاد من ناحية والولايات المتحدة الأمريكية وبقية دول حلف الناتو من ناحية أخري، لدرجة أن أمريكا بجلالة قدرها فرضت عقوبات شخصية واقتصادية علي شخص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الرجل القوي والسياسي الماكر، مما دفع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يعبر عن استيائه، وأن الموقف الغربي غير الرشيد حسب وصفه يجب أن تكون له حدود.

يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت عدد من الدول منها أمريكا وكندا وبريطانيا وإيطاليا وغيرها من رعاياها وأعضاء بعثاتها الدبلوماسية في أوكرانيا "كييف" إلى مغادرة البلاد بسبب عدم استقرار الأمور، مخافة أن تقدم روسيا الاتحادية علي غزو أوكرانيا، في موقف لن تقف فيه واشنطن وحلف الناتو مكتوفي الأيدي.

ولكن المتابع لهذه الأحداث، يجد أنها تحتاج للنفس الطويل، والتي هي سمة بوتين، الرئيس الروسي، ذو الخلفية المخابراتية، خاصة وأن روسيا ترفض رفضا تاما أن تنضم أوكرانيا أو أي من دول الاتحاد السوفييتي سابقا إلي حلف الناتو، ومن بينها كذلك بيلا روسيا "روسيا البيضاء". الأمور بالنسبة لموسكو مسألة أمن قومي استراتيجي لا يمكن التنازل عنه، وأي مساس بأمنها سيجعلها تعيد العالم وليس منطقة القرم إلى آتون نار من كبريت. روسيا قد تكون دولة غير متقدمة اقتصاديا، لكنها لا تزال قوة وقطب عسكري قادر علي ردع ليس فقط الولايات المتحدة، ولكن كل الغرب.

الإدارة الأمريكية، لا حول لها ولا قوة، يرقد على قمتها، رجل عجوز للغاية، أكل منه الدهور وشعب، لا تفارقه الأمراض، وبقية فريق الإدارة الأمريكية علي المستوى الخارجي لم نر لم أي انجازات لا داخلية ولا خارجية. داخليا حالة من الاستياء العام بسبب الفشل في مواجهة كورونا والمتغيرات الخاصة بها وآخرها أوميكرون، وعادت الولايات المتحدة تتصدر أعلي الدول من حيث اصابات أوميكرون، أو من حيث ارتفاع الأسعار والتضخم بصورة كبيرة، علاوة علي ركود كل ملفات السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية التي تعاني من الشيخوخة.

"العنجهية الأمريكية" لا تترك الساحة لتدير دول غربية أخري الصراع مع روسيا، مثل بريطانيا أو فرنسا أو إيطاليا، لتدير بالشراكة مع أمريكا الصراع مع روسيا، التي تستطيع أن تقفل حنفية الغاز الطبيعي عن أوربا الغربي، فتؤثر سلبا علي المجتمع والاقتصاديات الأوروبية. كما أن بوتين قادر علي قمع أي مسؤول غربي، ويكفي أن نعرف أنه في احد الاجتماعات السابقة، عندما كان نيكولا ساركوزي رئيسا لفرنسا، وما أدراك ما قوة ووزن فرنسا الاقتصادي والعسكري، خلال احدي زياراته لموسكو، تحدث مع بوتين عن حقوق الإنسان بصورة لا تعجبه، فلم يكن من بوتين إلا تهديد ساركوزي صراحة في اجتماع مغلق تم تسريب محتواه، بأن ساركوزي إن لم يتوقف علي التدخل في شؤون روسيا، فإن روسيا قادر علي غزو فرنسا خلال أيام. وبعد الاجتماع المغلق، كانت علامات التوتر واضحة علي ساركوزي، وتحديد سلوكيات ساركوزي، حصد وقت كبير من البرامج السياسية علي القنوات الفرنسية المختلفة.

الخلاصة أن روسيا دب عظيم، التعامل مع يجب أن يكون بحساب، ووفق قواعد الأمن القومي والمصالحة الوطنية، لأن روسيا، حتي لو واهنة اقتصادية، فهي قادرة علي ردع أمريكا التي تعاني إدارتها من الشيخوخة، ومن خلفها كل دول حلف الناتو الغربية، خاصة وأن لكل منهم، أو بعضهم، قصصا شبيه بما حدث بين ساركوزي ورجل روسيا القوي فيلاديمير بوتين.

فهل يتوصل الطرفان إلي حل وسط يرضي احتياجات الأمن القومي الروسي، دول أن يظهر الناتو وأمريكا بموقف المذل، خاصة وأن روسيا قادرة علي غزو أوكرانيا، وتهديد استقرار كل أوروبا الغربية والشرقية، والعودة إلي القطبية الثنائية والحرب الباردة في الثمانينيات، وحلف الناتو تدخله سيكون محسوبا للغاية وإلا ستكون هناك حرب عالمية جديد. وهذا بالطبع احتمال بعيد جدا، لكن الخلاصة أن روسيا قادرة علي ملاعبة أمريكا والغرب وحلف الناتو، فلماذا تستفز أمريكا والناتو .. موسكو بالسعي لضم أوكرانيا أو روسيا البيضاء أو غيرها من دول الاتحاد السوفييتي السابق، إلي هذا الحلف، في وقت انتهي فيه زمن الأحلاف العسكرية، وتطرح التساؤلات حول الجدوى من حلف الناتو، بعد انتهاء الحروب، وإدراك العالم ويلاتها، وتفضيله التنمية الاقتصادية علي الحروب الإقليمية...... فلنراقب ونتابع الأحداث في هذه المناطق الساخنة والمتوترة بشدة.

عبد المسيح يوسف - مونتريال

عضو نقابة الصحفيين المصريين