محاولة لتوصيل النقاط أيمن الظواهري دراسة حالة قد يكون في الجحيم نافذة علي الجنة .. من الكيبيك وفي الانتخابات الكندية أنا الذي والذين وكله موجود في كتابي! يا عزيزي كم من زواهي حولنا‎؟! هل تحتاج الكنيسة إلى مراجعة صلواتها ؟! ثقيلة هي ثياب الحملان! (قصة قصيرة) (9) بأي حقٍ الهُجوم على النُّجوم؟ الكورة ونظرية ”الشبهية”!! روح الفاشل عبد الناصر تحيا بأرض مصر الآن‎ الافراج عن العلم! Digital Vendettas: When Online Reviews Become Tools of Revenge معك لا أريد شيء

شهادة الوفاة تصدر الآن‎

في ذلك الصباح، كانت حجرته كئيبة تحمل رائحة الموت، النوافذ مغلقة، الضوء خافت، باب الحجرة مغلق وشعاع الشمس المشرقة لا يستطيع الاقتراب من الغرفة ربما خجلاً من هذه اللحظات التي فيها تغرب فيها شمس حياته، عقارب الساعة تصدر صوتاً حزيناً يمزق قلبه كشفرات هنبازين تمر على جسده الضعيف المسن، كل دقة من دقات الساعة تعلن عن اقتراب ساعة الرحيل، بجوار سريره منضدة صغيرة عليها بعض الأدوية وجريده تتصدر صفحتها الأولى أخبار لم يلتفت لها طوال حياته.

نظر إلى سقف الحجرة ويمر شريط حياته أمام عينيه كمحطات تقاسمت جميعها كلمة واحدة هي "الخوف" ولكنها تختلف في الحجم بتتابع محطات حياته، فكلما تقدم في العمر كلما كبرت كلمة "خوف" في حياته، وجد نفسه في طفولته يخشى أبيه وأمه وأساتذته وحتى زملائه، في شبابه يخشى أبيه وأمه وأساتذة وزملائه والعادات والتقاليد، يخشى الفشل، يخشى الحديث في السياسة وفي الدين وفي الحب وفي الجنس وفي الغيبيات، يخشى المغامرة، يخشى كلام الناس، يخشى القدر، والمرض يخشى حذائه المقلوب على الأرض، يخشى صمته ويخشى كلامه، يخشى الغرباء والأقربون، يخشى مديره ويرتعب من مديره ويموت خوفاً لو جلس في مجلس وتحدث أحدهم في السياسة.

تزوج فأضاف خوفاً على خوفه حتى أصبح يخشى من كل شيء، ظل يكبر ويكبر وخوفه يكبر ويتعاظم حتى أصبح "يعيش ليخاف"، فقط يعيش ليخاف، كان الخوف يلازمه في كل ركن من أركان حياته، وكأنه صديقه الصدوق الذي لم يفارقه أبداً، كان إن لم يجد ما يخاف منه يختلق الخوف اختلاقا في كل موقف وكل لحظة يعيشها، حتى أنه شعر أنه عاش ليخاف وحياته ضاعت بينما هو خائف من ضياعها، التفت على الجانب الآخر من السرير ووجد أبنه ينظر إليه ويبكي، فقال له، علام تبكي؟ أتظن أنني أرحل الآن؟ يا ولدي لقد مت يوم ولدت، لقد عشت خائفاً من كل شيء فمت عند الولادة ولكن شهادة وفاتي تصدر الآن .