الكورة ونظرية ”الشبهية”!!

بعد انتهاء مباراة إنتر ميلان مع برشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وبعد ما قمت اشرب كوباية لمون ساقع، لمعالجة آثار الهبوط الحاد في الدورة الدموية، نظير المجهود الزائد عن الحد، والنهجان وكرشة النفس المصاحبة للفرجة على المدعكة الكروية دي..
وبعد ما شفت كل المشاهد الخيال العلمي دي من ملاعب وجمهور وجودة نقل تليفزيوني، وكوكتيل الريمونتادات اللي حفلت بيه المجزرة الكروية دي ..
والجرينتا الأزوري اللي فكرتني بعصر ديناصورات الدوري الإيطالي، ومعجنة زمن نيستا ومالديني وكانافارو ، وجبروت الظاهرة رونالدو وسحر روبرتو باجيو وتوتي وديل بييرو..
وهذا الطفل المسمى لامين يامال اللي مشافش بربع يورو تربية، وهو طايح بلا حسيب أو رقيب، ومش معتمد لاعب، ولا بيكبر لمدافعين هم الأعظم في أوروبا وفخر انتاج الكالتشيو الإيطالية، ومنهم اللي حرفيا في سن والده ..
قررت افصل عن كل قلة الأدب دي، وعدت لقواعدي كمواطن مصري طبيعي، بيشجع مهما كان الإنتاج المحلي، وبيدعم متعة الايجيبشان ليج ، وبيستمتع بجودة ال HD ، وجمال وعظمة ستاد برج العرب اللي كابتن مدحت شلبي، وصفه بعدما أقسم بأغلظ الايمانات، أنه أفضل من السنتياجو برنابيو..
فتحت اليوتيوب وشغلت التليفزيون ولفيت على كل القنوات الرياضية، وجدتها ولله الحمد لسه عايشة، ومذيعيها وضيوفها المعروفين بالاسم زي ما هما، وبيتكلموا ويتناقشوا ويصرخوا كمان قبل الفواصل وبعدها دون كلل أو ملل.. لكنهم بيتكلموا في كل حاجة إلا الكورة نفسها ..
لكن وبدون تحامل..واحقاقا للحق.. انا شخصيا استفدت منهم الكثير .. لأني حقيقي مش عارف ازاي عشت العمر ده كله اتفرج على كورة واروح ستاد وأشجع فريقي، وأركز بكل جهل وانانية على شوطة ولا كعب ولا ترقيصة ولا أوڤر، وأتابع تحركات اللعيبة بين الخطوط " إن وجدت" ، واتفاعل مع اساسيات كورة زي مهارات التسليم والتسلم والباص المظبوط "إن وجدت" برضه.. وسايب أهم حاجة كده من غير وعي ولا علم ولا دراية ..اللوائح يا سادة.. اهم شئ حفظ اللوايح لايحة لايحة ، ومادة مادة ببنودها..
افتكرت الراحل الفنان الكبير صلاح السعدني، لما شفت له لقاء نادر زمان، وهو بيطرح في اللقاء نظريته الهامة الواقعية اللي حان وقت دراستها والتعامل معها على محمل الجد في كل نواحي حياتنا في المحروسة.. نظرية "الشبهية" .. وهي اختصارا نظرية بتشرح إن بلدنا الجميلة بتمتلك كل المقومات اللي "تشبه" ما يملكه العالم المتقدم..
وهنا تكمن الأزمة .. إن اللي عندنا "شبه" اللي عندهم .. شبهه بس لكن مش هو .. يعني فيه حاجة في العالم اسمها "كرة" القدم بكل تفاصيلها ..لكن اللي عندنا شبهم ايوه بس اسمها "كورة" .. عندنا اتحاد للعبة وأندية بتتنافس وملاعب ومدربين وحكام.. والكورة عندنا مدورة مش مربعة، واللعيبة 22 لاعب بنفس التيشيرت والشورت.. كل شئ يوحي في الظاهر أنه كرة قدم.. لكنه في الحقيقة fake .. نسخة لا ترتقي حتى لإعلانات قنوات بير السلم وهي بتعرض عليك آي فون 15 برو max ب 1500 جنيه زائد مصاريف الشحن..
ويا ويلك لو كنت مشجع لنادي جماهيري، تشجيعه رغم كل القرف والغثيان والملل ده كله، بيجري في جيناتك غصب عنك بالفطرة مهما حاولت تفصل وتنضف عينك وحواسك وتلحق ما تبقى من مرارتك وتشجع فريق أوروبي مهما كان تشجيعه واستمتاعك باللي بيقدمه لن يغنيك عن متابعته لو بيلعب ماتش ودي مع مركز شباب كفر بطاطا.. هتلاقي نفسك مجبر على طفح الوجبة غير الآدمية بملحقاتها بسلاطاتها ببابا غنوجها ، عقاباً لك على تشجيعك للشئ اللي يشبه تلك اللعبة الجميلة اللي اسمها كرة القدم دي..
هتعيش متعة الخناق والجدال في كل ما هو خارج الملعب .. ستطاردك لعنة انتظارك لماتش كورة يوحد ربنا، وتلاقي نفسك مجبر على التعامل مع رضا عبد العال كمحلل كروي، وسيف زاهر كإعلامي، وكابتن ميدو كخبير كروي .. وكابتن شوبير كراعي للقيم والمبادئ والأخلاق والروح الرياضية..
انسى بقى كل التحليلات الكروية المتعلقة بمباراة لكرة القدم، لأن غالبا مفيش مباراة اصلا ، وركز مع الثلاث نقاط أو الستة ، والأهلي منسحبش لأنه اصلا أعظم نادي في الكون، بصرف النظر إن الزمالك أكبر قلعة رياضية في مصر، واللعنة على عربية الإسعاف البيضا أم خطين حمر، وموعدنا أمام النائب العام وقطع لسان اللي يقول علينا مجانين .