محاولة لتوصيل النقاط أيمن الظواهري دراسة حالة قد يكون في الجحيم نافذة علي الجنة .. من الكيبيك وفي الانتخابات الكندية أنا الذي والذين وكله موجود في كتابي! يا عزيزي كم من زواهي حولنا‎؟! هل تحتاج الكنيسة إلى مراجعة صلواتها ؟! ثقيلة هي ثياب الحملان! (قصة قصيرة) (9) بأي حقٍ الهُجوم على النُّجوم؟ الكورة ونظرية ”الشبهية”!! روح الفاشل عبد الناصر تحيا بأرض مصر الآن‎ الافراج عن العلم! Digital Vendettas: When Online Reviews Become Tools of Revenge معك لا أريد شيء

دردشة…بالعربي الفصيح:

ثقيلة هي ثياب الحملان! (قصة قصيرة) (9)

ملخص ما سبق: اختار الباشمهندس صاحب الشركة المراقب الشاب أبو صلاح ليحل محله مؤقتاً خلال سفره ودربه بنفسه. لكن بعد فقدان طائرة الباشمهندس، أصبح أبو صلاح مديراً رسمياً للشركة وبدأ تغييرات في هيكلة الشركة، استقال بسببها المراقب كاظم اعتراضاً. وتجاهل أبو صلاح توسلات المراقب نزيه لإعادته لكنه رقى صديقه أكرم مراقباً جديداً على موقعين، ورقى المراقب حسني رئيساً للمراقبين، مما أثار استياء المراقبين الآخرين: بدوي ونزيه. واكتشف نزيه بعدها كذب أبو صلاح بشأن محاولته الصلح مع كاظم وواجهه بذلك.

حلقة ٩

ما أكبر صغر النفس!

لم أكن أعلم يا نزيه أنك تستطيع أن تشهر عن أنيابك!! ظننتك إنساناً طيباً يعبر بوداعة عن رأيه …لكني أبداً ما توقعت أن تواجهني وتتهمني بالكذب أيضاً! أتنتظر مني رداً يا ترى…أم أنك فقط تستعرض ذكائك أمامي؟! لا مانع عندي أن أعطيك إجابة مع إطراءٍ لدهائك! نظرت في عينيه المتحديتين وأجبت:

- طب بس هدي نفسك كده!! فعلاً انا ما كلمتوش…حقك عليَّ…بس لو صبر القاتل عالمقتول… ما أنا كنت هاكلمه… بس مستني الوقت المناسب!

- طب حلفت ليه وقلت انك كلمته و رفض؟!

- لاني لو كنت كلمته وقتها كان هيرفض!!

- و انت ايش عرفك…هو انت ربنا؟ تعرف في الغيب؟!

- أستغفر الله العظيم…لأ لأني أنا عارف كاظم كويس!!!

- طب جرب كلمه كده و احنا قاعدين؟!

- جرى ايه يا نزيه؟…خلاص أنا قلت هاكلمه! هو انا هأكدب عليك؟

نظر لي و أصدر ضحكة متهكمة خبيثة و قال:

- طيب امتى؟

- بعد بكره…بعد بكره هييجي هنا ان شاء الله و نمضي العقد…و لو عايز تعالا إحضر معانا بنفسك!

***

وجود حسني كرئيس مراقبين لا يكفي لصد هجوم المعارضين! هو ضعيف الشخصية، مع الأسف، تخترقه الضربات القوية لتصل إليَّ!! هو لا يزال نافعاً لتصدي اللكمات السريعة فقط…لكن وجب إضافة جبهة دفاع أخرى… أحتاج نائباً لي…شخصاً يخضع لقراراتي وقادر على تلقي الهجمات العشوائية ولا خوف منه!!!

قطعاً استثني بدوي ونزيه…فهما السبب الرئيسي في تغيير هيكلة الشركة… من حيث القدرة على الإدارة هما قادران…محنكان، صاحبا رأي، ولكنهما يناقشان قراراتي كثيرا… وهذا ما لا أريده…

أكرم…هو النائب الأمين…حتى لو لم تكن له خبرة؛ سأدربه على السمع والطاعة…وعلى الإدارة بقضيب من حديد! لا بد من التحرك بسرعة!

***

ما بالي أنظر إلى عقارب الساعة وكأني في سباق مع الزمن؟! ليس شغفاً…بل القلق! كاظم على وشك الوصول إلى مكتبي ولا أعلم عما ستسفر المقابلة! أسمع صوته وصوت نزيه بالخارج يتحدثان مع السكرتيرة؛ وها أزيز هذا الجهاز المزعج يود إخباري، فأذنت لهما بالدخول!

قابلني كاظم بوجه عبوس برغم الترحاب المفرط الذي استقبلته به، أما نزيه فقد عادت إليه ابتسامته الطيبة…فطلبت منهما الجلوس وعرضت عليهما أن يشربا شيئاً لكنهما رفضا بأدب؛ واستدعيت السكرتيرة للقدوم بالعقد الجديد حتى نقوم أنا وكاظم بإمضائه.

تفحص كاظم العقد بعناية بينما كنت أقول له:

- شفت…مكانك لسة محفوظ يا كاظم وبنفس المرتب كمان!

وإذ به يرفع عينيه من العقد ليتفرس في وجهي ووجه نزيه وقال لي مستنكراً:

- إيه الكلام الفارغ دا؟!

- كلام فارغ ايه لا سمح الله؟!

- أكرم فتيحة العامل بقى نائب المدير؟! ليه وامتى؟ وكمان يقوم بكل صلاحياته كنائب حتى في وجود أبو صلاح؟!

ثم نظر إلى نزيه، الذي فوجيء هو الآخر، ملوحاً بالعقد وقال:

- انتو ازاي توافقوا عالكلام دا؟

فأجاب نزيه وهو ينظر لي بتعجب:

- انا اول مرة اسمع الكلام دا؟ حصل امتى دا يا أبو صلاح؟

- إيه يا جماعة؟! فين المشكلة؟! أكرم بقى النائب بتاعي، زي ما الباشمهندس خلاني أنا النائب بتاعه…لأي ظرف أنا مشغول…او مش فاضي….غبت او لا قدر الله حصلي حاجة ما سيبش الشركة لايصة كده! ماحدش عارف الظروف!!!

- و اشمعنى أكرم يعني؟! ليه مش حسني ولا بدوي؟! قول بلاش أنا عشان أنا عمري ما كنت بأطلبها…

- يا عم نزيه…انت وحسني وبدوي على راسي من فوق طبعاً…بس انتم مشغولياتكم كتير و مسؤولياتكم اكبر و اكثر من مجرد المواقع بتاعتكم…إنما أكرم دا لسة صفحة بيضا و عايز اودكه!

قام كاظم من على كرسيه وقال بجفاء:

- متشكر قوي يا أبو صلاح على العرض المغري دا…وأشكرك ان مكاني لسة محفوظ…بس أنا متنازل عن الشرف الكبير دا!

فقام نزيه بدوره وقال:

- ايه اللي بتقوله دا يا كاظم؟! بقى احنا جايين مخصوص و معطلين ابو صلاح عشان في الاخر ترفض!!

- معلش…اصل انا استغنيت!

ثم نظر نحوي وأنا لازلت جالساً:

- متشكرين يا ابو صلاح…معلش ضيعت وقتك ووقت نزيه…سلام عليكم

بوقاحة رمى القلم الذي في يده على المكتب ومضى…لكنه أغلق الباب خلفه في هدوء…

في الحقيقة لم أكن أتوقع ردة فعله تلك! ظننته سيقبل بالوظيفة في ظل الهيكلة الجديدة، لكن ما قد حدث قد فاق كل توقعاتي …حمدلله…"همٌ وانزاح"!

لا سيما تظاهرت أمام نزيه بالاستياء لما حدث وعلقت:

- عاجبك كده يا عم نزيه؟! أديه رفض بكل وقاحة زي ما قلتلك!! كانت لازمتها ايه قلة القيمة دي؟!

نظر لي نزيه بحسرة وسأل:

- ليه؟!

- ليه ايه؟! ما تسأله هو!!!

- ليه عملت كده…انت قاصدها صح؟!

- قاصد ايه؟! ما توضح كلامك يا نزيه؟!

- قاصد تطفشه….

- ايه الكلام دا؟! ما قدامك جبت له العقد وهو اللي رفض!

- وكان لازمته ايه تعيين أكرم نائب ليك في الوقت دا بالذات! عملتها امتى دي؟ و ازاي ما نعرفش؟! حقيقي…لعبتها صح!!!

- لا…من فضلك…لحد هنا ومالكش حاجة عندي…مش عاجبك اتفضل حصله…إنما عايز تاكل عيش…تسمع وتقول حاضر وبس!!!

تلعثم نزيه أمام حدَّتي المفاجئة…فقال مغصوباً وهو يحاول الانصراف:

- ماشي…مقبولة منك يا أبو صلاح…

أما أنا فانتفضت من على الكرسي واستوقفته:

- استنى عندك!!!

فألتفت إليَّ صامتاً فقلت بحزم:

- أبو صلاح بيه…ابو صلاح بيه من هنا ورايح!

يتبع في الحلقة التالية من العدد القادم