إلغاء الفلسفة وعودة الكتاتيب شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة استريحوا قليلا

ابرام مقار يكتب: ”المشير” و”الرئيس” و”الزعيم”

الإثنين السابع والعشرون من يناير الماضي تمت ترقية الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" إلى رتبة "المشير" بقرار جمهوري من الرئيس عدلي منصور، ووسط تحليلات البعض بين النقد والطعن في قانونية تلك الترقية باعتبار أن السيسي لم يشارك في حروب من قبل وتبرير البعض الآخر أن الحرب على الإرهاب وانحيازه للشعب المصري وإسقاطه حكما فاشيا كان أخطر على مصر من كل أعدائها في دار الحرب. وبعيدًا عن النقد والتبرير وبصرف النظر على أن ترقية "السيسي" كانت مطلبًا شعبيًا، إلا أنه بحصول "عبد الحكيم عامر" أو "حسين طنطاوي" على منصب "المشير" يُصبح السيسي يستحق هذا المنصب وعن جدارة. وبعد قرار منصور بساعات وبعد اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة صدر بيان من المجلس بتفويض السيسي للترشح لانتخابات الرئاسة، وبين نفي المتحدث العسكري لكلمة "تفويض" وبين تأكيد مؤيدي السيسي أنه سيرشح نفسه خلال أيام وبين نفي مقربين أنه لن يرشح نفسه، يبقي السؤال الأهم كيف يرى جموع المصريين السيسي في تلك المرحلة: الناصريون يريدونه "عبد الناصر" الذي سيحيي مشروع القومية والأفكار الاشتراكية ولو على أنقاض الدولة الحديثة، ورجال أعمال يريدونه "مبارك" الذي يحمي الفساد والفاسدين ويعمل لهم ولو على أنقاض الدولة نفسها، والأقباط يريدونه المنقذ المعتدل الذي سيعطيهم حريتهم الدينية وحق ممارسة الشعائر وبناء دور عبادتهم، وقيادات وأنصار حزب النور يريدونه صديقا إلى حين يحتمون به حتى لا يلقوا مصير الإخوان، وأجهزة أمنية تريده للعودة بالأداء والسلوك الأمني إلى ما قبل ثورة 25 يناير باعتبار أن تلك الأجهزة خسرت الكثير من كفاءتها بعدما ضاعت هيبتها. وقيادات حزبية ومدنية ترى فيه الأمل أن تعود على يديه الدولة والحياة الحزبية المدنية ويريدونه رئيسا مدنيا بخلفية عسكرية. وحزب كنبة يرى فيه الحاكم الذي سيعود الأمن على يديه بعد حالة من القلق وعدم الاستقرار على مدى أكثر من ثلاث سنوات. وثوار يرونه مقبولًا بشرط تنفيذ مطالب ثورتي 25 يناير "عيش - حرية - عدالة اجتماعية" و30 يونيو من إسقاط للفاشية الدينية وانتخابات نزيهة ومساحة لحقوق الإنسان والديمقراطية. وثوار لا يريدون رؤيته في الحياة السياسية باعتباره جزءا من طريقة حكم ثاروا عليها قبلًا كرجل عسكري، وجماعة إرهابية لا تريد رؤيته في الحياة بصفة عامة هي جماعة الإخوان، وآخرون من محبيه يشفقون عليه من هذه اللحظة من عمر مصر والمصريين. فهم يرونه "مشير" ويرونه "زعيم" لكن لا يريدونه "رئيس" لوطن متعدد المشكلات وشعب متقلب المزاج قام بسجن اثنين من رؤسائه في أقل من ثلاث سنوات، ويخشون على شعبيته، تمامًا كما قالت صحيفة "الوول ستريت جورنال". يخشون عليه من شعب إذا أحب "نافق"، ومعارضة إذا عارضت "أفشلت" وجماعة إرهابية إذا خاصمت "قتلت".... فإلي أي من كل هؤلاء سينحاز السيسي؟ هذا ما سنراه في الأيام القادمة.