احتفاء كبير بالكاتب خالد منتصر والكاتبة سماح أبو بكر عزت في كندا ”لامين” و ”ويليامز”... وخيانة الوطن The Erosion of Civility, A Canadian Crisis للمرة الـ4 في تاريخه.. منتخب إسبانيا بطلاً لـ”يورو 2024” رسميا... ريال مدريد يعلن موعد تقديم كيليان مبابي جوارديولا ... أفضل مدرب كرة قدم في العالم محامي اللاعب المصري الراحل أحمد رفعت يكشف تفاصيل الأزمة لماذا ينبغي تغيير ملابس السباحة المبتلة فوراً؟ هل يساعد خل التفاح على التنحيف؟ دراسة تؤكد ارتباط مضادات الاكتئاب بزيادة الوزن ما أسباب تشنجات باطن الساق؟ غزوة موتيابا

زينب علي البحراني تكتب: ما فيش فايدة!

قبل كتابة هذه السطور خطرت لي ثلاثة أفكار لمقالات باستطاعتها أن تٌقدم فائدة جمَّة للقارئ العربي، توجه انتباهه إلى ما لم يكُن يُبصر وتفتح له أبوابًا نحو أسرار قد تُحسن معرفتها من حياته ويُغيّر ما بنفسه، لكنني في كُل مرَّة كنت أتذكر العواقب في زمننا الحاضِر، وكيف أن انسان اليوم في عالمنا العربي صار يُفضل العيش في حالة إنكار دائمة بدل الاعتراف بأخطائه ومواجهتها بهدف تصحيحها ومن ثم الانعطاف بدفَّة حياته إلى مُستقبل أفضل، فأقرر الاحتفاظ بأفكاري وأسراري الثمينة لنفسي بدل بذلها لمن لا يستحقونها فيختارون مُهاجمتي واعتباري فريسة سهلة لسُخريتهم وتبديد أوقاتهم الرخيصة في شتمها والتندُّر عليها. لم يتقدم بلدٌ أو مُجتمع إلا بوضع ملفات اخطائه ومواجهتها على طاولة الإصلاح، وما دام عدم ضبط ظاهرة التصفيق للخطأ بجنون عندل الإشارة إليه بدل محاولة تصحيحه هو السائد فلا أمل بالتقدم، ويُمكن استنتاج مدى قتامة السنوات القادمة بسهولة، سيطحنون بعضهم بعضًا بلذّةٍ وسعادة وما يتبقى منهم على قيد الحياة سيبكي على أطلال الماضي بغباء لأنه سيُكرر تاريخًا اسوأ مما مضى! لا فائدة من الكلام ولا التحذير ولا النصيحة، ربما حان وقت صمت العقلاء أمام الطوفان القادم لا محاله لابتلاع غير العُقلاء وإسدال الستار على هذه المهزلة، وإذا عاشوا فلتبقَ حياتهم احتضارٌ يومي بالتقسيط، يواجهون مُشكلات لا يفهمون من أين تأتي ولا يعرفون كيف يمكنهم حلها، يستحقون نيل جزاء احتقارهم تحذيرات المُفكرين وذوي البصائر النافذة كما احتقرت أمم سبقتهم وصايا الأنبياء وسخروا من دعواتهم. كان مع الشاعر أحمد مطر كُل الحق حين قال: "قال أبي: في أي قُطرٍ عربي/ إن أَعلَنَ الذكيُّ عن ذكائِهِ/ فهو غبي!"، أليسَ غبيًا من يُعرِّض نفسه لسهام المُغفلين والأغبياء في سبيل نُصحهم، أليسَ غبيًا من يختار لُغة الكلام للتحاور معهم باعتبارهم بشرًا مُتحضرين بينما يتجاهلون تلك اللغة كما تتجاهلها مخلوقاتٍ من فصيلةٍ أدنى؟ لكن كيف لا يكون غبيًا وهو مُبتلى – منذ الولادة- بالعيش مع كل أولئك الأغبياء والتقاط عدوى انغلاق الفكر وبطء حركة الدماغ منهم؟ لله ما أعطى ولله ما أخذ، ومادام الفرار من مُلكه في الأرض والسماء مُستحيلاً فليس لنا إلا قبول هذا القضاء والقدر، والصبرُ عليهما بصمتٍ وترقُّب!