Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

إبرام مقار يكتب: سيادة الرئيس .. أنت قُلت!!

بعيداً عن التهوين من زيارة السيسي للكاتدرائية ليلة عيد الميلاد ووصفها "بالعادية" ، أو التهويل منها بالمبالغة في وصفها ووصف السيسي نفسه بعبارات تضر أكثر مما تفيد، تبقي تلك الزيارة هي زيارة غير عادية وتحمل رسائل في منتهي الاهمية للخارج والداخل. فزيارة السيسي حملت رسالة تهدئة لجماعات في الغرب - لا تريد الدولة الدخول في معارك معها الأن - عن وضع الأقباط داخل "مصر الجديدة" وما بعد الثلاثين من يوينو، وها هو رئيس الدولة يذهب إلي أكبر كنائس الأقباط ليهنئهم وجهاً لوجه. وكذلك رسالة أخري للخارج عن الحالة الأمنية في مصر وسط حديث بصحف غربية شهيرة - علي مدي الأيام السابقة لعيد الميلاد - عن مخاوف وتهديدات في محيط الكنائس وقت الصلوات، فها هو رئيس الدولة يذهب إلي القداس بالكنيسة فقط بسيارتين ووسط الإجراءات الأمنية العادية والمعتادة لهذا الإحتفال.
بينما حملت الزيارة للداخل عدة رسائل .. اولها رسالة "رد إعتبار"، لأقلية مسالمة تحملت الكثير علي مدي عقود وتحملت أكثر بعد ثورة 30 يونيو، وكانوا في حاجه إلي تلك "الفرحة" التي شاهدناها جميعاً داخل وخارج الكاتدرائية. والثانية رسالة بدأت من حديث السيسي بالأزهر عن ثورة دينية متزامنة مع دعوات ترفض تهنئة الأقباط في عيدهم أو تهنئتهم بما لا يخالف العقيدة الإسلامية بحسب بيان الأزهر نفسه، لتكون الرسالة أن الرئيس السيسي قد اختار أن يكمل طريق الدولة المدنية الحقيقية، والذي بدئه بحديثه عن ثورة دينية في خطاب الاحتفال بالمولد النبوي وإستكمله بزيارة الكاتدرائية وقت الصلوات، تلك الزيارة والتي خشي كل الرؤساء السابقين القيام بها. بينما الرسالة الثالثة كانت صوتية وقالها الرئيس بنفسه حسبما قال "مهم جدا أن الدنيا تشوفكم يا مصريين مينفعش حد يقول غير كده احنا المصريين"، كلمة "المصريين" التي كررها السيسي 15 مرة خلال 5 دقائق فقط مع عدم ذكر لكلمة مسيحي او مسلم ولو لمرة واحدة، ستجعلنا لا نمررها مرور الكرام بل سنطالب الرئيس السيسي نفسه بها. هذه العبارة والتي تُحمل الرئيس والحكومة ضرورة وجود حقيقي لها علي ارض الواقع عن طريق اليات وأفعال. فبالطبع لا يمكن أن نكون "كلنا مصريين" وبطاقة الدولة الرسمية تحمل " خانة للديانة "، نريد أن نري "كلنا مصريين" في تعيينات المحافظين ورؤساء الجامعات، في الأجهزة الامنية الحساسة والمخابرات العامة والمخابرات العسكرية والتي لم يدخلها قبطي واحد. وفي الهيئات القضائية ورؤساء الجامعات ورؤساء تحرير صحف قومية وغيرها من المناصب العامة. نريد أن نري "كلنا مصريين" في قانون عادل موحد لدور العبادة يسمح بحق المصريين لعبادتهم، وقانون مكافحة التمييز، يجبر المجتمع علي تغيير افكاره وعنصريته، وقوانين إزدراء الأديان تُطبق علي الجميع أو الغائها، لا يمكن أن نكون "كلنا مصريين" ويحدث جلسات "صلح عرفية" مرة أخري، يزعن فيه الطرف الأضعف علي مرأي ومسمع من الدولة. لا يمكن أن نكون "كلنا مصريين" ولا يكون لدينا لاعب قبطي واحد وكأنها مصادفة،
سيادة الرئيس .. أنت الذي قُلت وليس نحن ، أنت الذي وعدت وليس نحن، أنت الذي رفعت سقف التوقعات امام الملايين من الأقباط بأنهم سيكونون لأول مرة منذ عقود مواطنين "طبيعيين" في دولتهم ، أنت الذي ستحمل الذنب أو الفخر أمام التاريخ والمصريين في حالة تنفيذ ذلك من عدمه ، فما فعلته وقلته بالأزهر والكاتدرائية ، وما شاهدناه من سعادة غمرت النسبة الأكبر من المصريين بهذه الخطوات الهامة وغير المألوفة علي طريق دولة مدنية حقيقية تحتاجها مصر اليوم قبل غد، يكون ليس امامك وامامنا إلا الاستمرار في السير فيه سوياً