Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

ملكوت الله: أزلي... أبدي

لم يأت الرب يسوع إلى عالمنا منذ أكثر من عشرون قرنا ليؤسس دينا جديدا، ولم يأت كمعلم ليعطي العالم تعاليم خارجة عن الإنسان، لقد كان الناموس ملئ بالتعاليم والوصايا والشرائع والأحكام حتى أنه إذ حصرنا وصايا الناموس سنجدها تحوي ما يقرب من ٦١٣ وصية.

أيضا لم يأت الرب إلى عالمنا بالجسد ليصلح ما قد فسد في الوعاء الإنساني الذي قد فسد وأصبح طبيعة غير قابلة للإصلاح، إذ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. (رو ٣: ١٢)

وأيضا يقول النبي اشعياء "عَلَى مَ تُضْرَبُونَ بَعْدُ؟ تَزْدَادُونَ زَيَغَانًا! كُلُّ الرَّأْسِ مَرِيضٌ، وَكُلُّ الْقَلْبِ سَقِيمٌ.مِنْ أَسْفَلِ الْقَدَمِ إِلَى الرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ، بَلْ جُرْحٌ وَأَحْبَاطٌ وَضَرْبَةٌ طَرِيَّةٌ لَمْ تُعْصَرْ وَلَمْ تُعْصَبْ وَلَمْ تُلَيَّنْ بِالزَّيْتِ". (إش١: ٥-٦)

بل جاء المسيح إلى عالمنا بجسدنا ليؤسس مملكة وملكوت الله على الأرض.. وهذا يظهر جلياً في أول جملة نطق بها الرب نفسه في بداية خدمته في إنجيل الخادم (إنجيل مرقس الرسول)

وَيَقُولُ: "قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ". (مر ١: ١٥)

قد جاء الرب يسوع في الجسد ليؤسس ملكوته الذي كان قد رسم أول صورة له في جنة عدن. فقد خلق الله كل شيء ستة أيام وأخيرا خلق سيد وكاهن وملك الخليقة الإنسان ... ادم الأول.

وملكوت الرب هو من طبيعة الرب نفسه، فاذ كان الرب هو الروح أو الله روح ..."اَللهُ رُوحٌ" (يو ٤: ٢٤)

إذن فطبيعة الملكوت من نفس طبيعة الرب نفسه أي هو ملكوت روحي، وكما قال الرسول العظيم بولس في رسالتي رومية وكورنثوس "لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ". (رو ١٤: ١٧)

لأَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ لَيْسَ بِكَلاَمٍ، بَلْ بِقُوَّةٍ. (1كو ٤: ٢٠)، إن تعبير ملكوت الله او ملكوت السماوات هو مرادفات لنفس المعنى، ورسالة الإنجيل من بدايته إلى نهايته تتمحور حول رسالة ملكوت الله، وإذ بحثنا بتدقيق حول أكثر تعبير مكرر في الأربعة أناجيل بالإضافة إلي سفر أعمال الروح القدس في الكنيسة (سفر أعمال الرسل) سنجدها أنه تعبير "ملكوت الله".

وتأسيس ملكوت الله ليس فكرة مستحدثة في فكر الرب في العهد الجديد، لكنه هو هدف الله منذ أن اختار الرب أبرام في القديم لينتخب له شعبا، ففي أول لقاء لإبرام بعد هزيمة الملوك الخمس في عمق السديم الذي هو عمق الملك، (تكوين ١٤) في مقابلة خاصة جداً بين أبرام وملكي صادق فأعطاه إبرام عشرا من كل شيء وهو ما وضحه الرسول بولس في رسالته إلى العبرانين مؤكدًا أن ملكي صادق يشير إلى الرب يسوع في الجسد "مَدْعُوًّا مِنَ اللهِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ" (عب ٥: ١٠).

لأَنَّ مَلْكِي صَادَقَ هذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعًا مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، (عب ٧: ١)

أيضا يقودنا الوحي الإلهي في سفر الخروج في الإصحاح ١٩ إلى صورة وظل آخر لملكوت الله حينما أراد الرب أن يؤسس ملكوته بين شعبه فقال الرب لموسى اصعد أنت وكل الشعب إلى جبل سيناء ليجعلهم مملكة كهنة أو بلغة العهد الجديد ملوك في ملكوت، لكن الشعب ارتعب وخاف من صوت الرب الذي ترائ لهم في الجبل وبالتالي رفضهم للرب ترتب عليه أن لا يقبلوا مٌلك الرب نفسه عليهم، لأنه حيثما وجد الملك فهنالك مملكته وسلطانه.

إذن تأسيس وامتداد ملكوت الله هو الهدف الأسمى من الإرسالية العظمى التي وضع أساسها الرب يسوع في متي ٢٨-١٩:٢٠ .

ملكوت الله ليس تعبير مجازي نعبر عليه عبور الكرام في قراءتنا لكلمة الله، ولا هو مجرد آمر سيأتي لاحقاً في السماء إن شاء الله - إن جاز التعبير-، بل هو أمر حقيقي جدا بل هو الحق نفسه، ملكوت الله داخل كل مؤمن حقيقي نال بالحق معمودية الماء والروح واختير الولادة الجديدة كما قال الكتاب "لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ". (لو ١٧: ٢١).

ومنذ ذلك الحين وخلال صفحات العهد القديم مرورا بأسفار موسى الخمسة وأيضا الأسفار الشعرية وكذا أسفار الأنبياء الكبار أو الصغار هنالك موضوع الكتاب المقدس المحوري إلا وهو الملك وملكوته الذي سيمتد ولنمو رئاسة لا نهاية.... الأزلي... الأبدي.