Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

الأهلي المصري أصحابنا

- اللايف باقيله 5 دقائق وإنت قاعد تتفرج علي كورة؟

_* إصبر بس خمس دقائق

- ماتش مين ده ؟

_* الأهلي

- الأهلي المصري أصحابنا يحقلك تتفرج عليه

ده كان حوار عابر بين اتنين مراسلين فلسطينيين، اثناء ما كان أحدهم مخطوف ذهنيا بالكامل.. عينه على شاشة كمبيوتر من الوضع واقفا، متوترا، مترقبا، بعد ما لاعبي الاهلي فضلوا على مدار 75 دقيقة سيطرة كاملة كأنهم في حصة تدريبية..لكنهم قرروا أن يعطوا لنهائي كأس السوبر بعض من التشويق والإثارة. وفضلوا أن يجعلوا النهاية ملحمية مثيرة كعادة روح الفانلة الحمراء اللي هتقضي علينا يوما ما، خصوصا بعد هدايا لاعبي الاهلي واخطاءهم القاتلة اللي اتسببت في تعادل مودرن فيوتشر المثير

من ساعة ما شفت الفيديو ده كمصري، ومكانش سهل عليا اتجاوز جماله. ورسالته البسيطة الصادقة، الخالية تماما من المبالغة والرياء والتزويق ..

المراسل ده طالع لايف بعد ٥ دقايق.. ومع ذلك واقف متسمر، يتمنى لو ينزل بنفسه الملعب يحرز هدف الفوز ويهدي فريق لا يمثل بلده لقب بطولة محلية مصرية حتى، مش بطولة قارية كما اعتاد الفلسطينيون تشجيعنا فيها، وتحويل شوارع وأزقة غزة العتيقة لكرنفال احتفالي صاخب بعد تحقيق المنتخب المصري لأي انتصار .. المراسل مش قادر يسيب آخر دقايق في ماتش الأهلي ومودرن فيوتشر وواقف قلقان ورافض يحرك عينه من على الماتش اللي بيتفرج عليه على الانترنت، اللي أساساً واصل له أصلا بشق الأنفس

"الأهلي المصري اصحابنا" ..جملة على قد ما جمالها وحميميتها وصدقها، بيسعدنا ويشرفنا. ومفترض أنها تحسسنا بالفخر والاعتزاز لشعبية أنديتنا ومنتخباتنا عند الشعب العظيم ده .. على قد ما بتجرحنا وتكسفنا وتشعرنا اكتر بضعفنا وقلة حيلتنا. وعجزنا عن مد أيد العون والمساعدة للأبطال الصامدين المرابطين دول .

جملة بتشرح كل معاني الامتداد الطبيعي ، الإنساني والتاريخي والوجودي بين أهل مصر وأهل غزة.. الشعب اللي مصمم على الحياة . وبيسرق من وسط معاناته وأزماته وقت للمتعة والبهجة رغم الألم والحزن والحصار والدمار.. ومعندهمش لسه مانع يناكفوا بعض اهلي وزمالك . ويطلقوا النكات والتحفيل بعد كل ماتش.. زيهم زي أي حي وكفر ونجع في مدن وقرى مصر.. مراسل هيظهر بعد دقايق بخوذته وقميصه الواقي للرصاص .

يقف وسط الركام وأزيز الطائرات القاتلة ، وأصوات القصف تدوي من خلفه ومن أمامه يتحدث عن المعاناة الموت والضحايا والقصف ..ومع ذلك ، الاهلي وعشقه للأهلي ولمصر ، كان له مكان على جدول أعماله الشاقة ، منتظرا هدف يهز الشباك ، وتهتز معاه مشاعره وتخليه يقفز فرحا، وهو المرشح للشهادة زي الصحفيين اللي سبقوه، تحت قصف غاشم وخسيس ، لا يميز بين مدني وعسكري ، جندي وطفل أو امرأة أو صحفي أو مراسل..

فيما كان يفكر من صور ونشر هذا الفيديو ؟؟ هل كانت رسالة خاصة لكل مصري متعاطف ومتضامن ويشعر بالعجز ؟؟ هل تعمد هذا المراسل أن يمسح العار من فوق جباهنا ؟ هل كان يمد يده الشريفة ليرفع رؤوسنا المحنية وأعيننا المكسورة الخجولة بسبب العجز وقلة الحيلة؟ هل كان بيقول لنا انا عارف اللي فيها وملتمس لضعفكم العذر ؟

هذه هي فلسطين.. شبهنا أوي..

بيحبونا ونحبهم.. بيعشقوا اللي بنعشقه..

شيل الأهلي وحط الزمالك ..حط منتخب مصر.. هتلاقي نفس الاهتمام ، نفس الترقب ، نفس الشغف.. بيفرحوا بالحاجات اللي بتفرحنا..واللي بيزعلنا بيجرحهم..

شيل الكورة وحط المسرح ، السينما ، الأغنية والمسلسلات..

شيل حسين الشحات بأسورة فلسطين وشيكابالا برقصة أصحاب الأرض وأبو تريكة بتيشرت تعاطفا مع غزة ..وحط احمد زكي ، فريد شوقي ، نور الشريف، أم كلثوم، نجيب محفوظ، أسامة أنور عكاشة.. هتلاقي الفلسطيني شبهك..طباعه نفس طباعك ، أحلامه زي احلامك .. وجعه يشبه وجعك .. وشوقه للحرية والخلاص من الظلم والاستبداد ميقلش عن شوقك .. بنحبكم والله وآسفين على ضعفنا وقلة حيلتنا.. وعارفين انكم اكيد مقدرين وبتعذرونا.. انتوا اللي أحرار واحنا اللي مخطوفين ومهزومين ومقهورين..حقكم علينا ومبروك عليكم فوز الاهلي لو كان انتصاره هيرسم على وشكم ابتسامة ولو لدقايق.. النصر جاي عن قريب باذن الله.. وابتسامة فوز الاهلي ، هتحل محلها ابتسامة النصر والحرية.