Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

مصري هيشجع مين يعني !! بوركينافاسو طبعا !!

وقت نشر المقال ده، هتكون انتهت مباراة مصر وموزمبيق، في افتتاحية مشوار المنتخب المصري بكأس الأمم الأفريقية، واللي بتمناها تنتهي بفوز الفراعنة أكيد، واستكمال مشوارنا للقب اللي استعصى على رفاق ابو مكة في البطولة الماضية أمام الواد المنفسن الاصفراوي ساديو مانيه.. لكن خلينا نسأل السؤال اللي مينفعش نتغافل عنه وندفن راسنا في الرمل، ونتعاطى معاه باستهانة، وأحياناً باستنكار وغضب وإدانة، بل أحيانا يتطرف البعض في رد فعله وبيوصل للاتهامات والطعن في الوطنية>
السؤال هو : هل فعلا هناك مصري بيتمنى خسارة فريق لكرة القدم بيمثل بلاده في محفل دولي أو قاري؟ .. الحقيقية إن السؤال هنا هيبقى مجتزأ وغير كامل، وغير ملم بجوانب الموضوع.. لانك لما تسأل.. لازم تعرف الأول إن المجتمع المصري متنوع ومتباين، ومش مصبوب كله في قالب واحد.. هتلاقي غير المتابع اصلا، اللي كرة القدم مش من ضمن قائمة أولوياته، وشايفها مجرد لعبة ومجال ترفيهي في الأساس، لا يحتمل من الأصل أي عركة أو تشنج أو تحميله أكبر مما يحتمل .. وبالمناسبة، هو منطق احيانا بيكون مقبول بيني وبينكم.
وواحد زيي انا على سبيل المثال، مضروب بالكورة، مفتون بتلك اللعوب المستديرة، اللي قادرة بكل تجبر وخبث ولوع، تتحكم في حالتي المزاجية سلبا أو إيجابا، وتنكد عليا عيشتي حينا، وتخليني اتنطط واصرخ كالأطفال حينا آخر .. أتمنى لو يرجع بيا الزمن، وأرفض اغراءات والدي، واتمرد على ورثه اللي سابهولي من العشق الممنوع، اللي كفاءة يظبط يومي لو ضحك لي، وكفاءة برضه يحرق أعصابي ويعليلي الضغط .
وفيه فئة تانية من غير المكترثين، على منهج اللاعب "باسم مرسي" ..لما قال جملته التاريخية "مش متابع والله" .. دول بيبقوا كرويين بامتياز، بس اتمحورت علاقتهم بالكورة واتلخص تماما مفهوم التشجيع والانتماء للنادي دونا عن المنتخب.. ممكن يسيب نهائي كأس العالم، لو تعارض وقت المباراة مع ماتش فريقه الودي أمام مركز شباب ميت ابو مصيلحي.
وفيه فئة أخرى أخدت الموضوع من زاوية سياسية أو اجتماعية أو نفسية.. ما بين قلة حاقدة في المطلق، بنشوف منهم شماتة لا تخطئها عين، في أي انتكاسة أو أزمة أو مشكلة تخص مصر على كافة المستويات.. لكن أسوأ ما في الموضوع، هو اللي بيقع فيه كتير مننا، لما بيمارس التنميط والأحكام المسبقة، على الغير مهتم، أو اللي أعلن أنه مش هيشجع المنتخب، بل وذهب البعض منهم إلى اختيار أنه يشجع فريق تاني غير فرقة بلده في نفس البطولة.."حالة جنوب افريقيا في موقفها التاريخي ضد الكيان الصهيوني مثال" .
ايوه يا جماعة، فيه ناس كتير معادتش مهتمة بمنتخب بلادها، وفقدت كتير من الشغف والحماسة والتشجيع. وانتظار مباريات المنتخب بنفس لهفة وشوق وترقب مباراة ناديه جوه نفس الوطن.. الحالة دي بقت الأكثر وضوح الفترة الأخيرة.. لكن على مهلنا شوية، لأن مش صح ابدا لما نواجه ظاهرة، نمارس عليها الحكم النهائي في انعدام الوطنية كده في المطلق .
الظاهرة لها أسباب كتير، ومش كلها حقد وغلو وكراهية وخيانة زي ما بيصورها البعض .. جزء كبير منها بيرجع لمظالم وغبن وقع على جمهور الكورة الفترة الأخيرة.. التضييق على المشجعين.. الزيادة المبالغ فيها لأسعار التذاكر، في المرات النادرة اللي بيسمح فيها بحضور الجمهور اصلا في ملاعب كما الصحراء، ترمي الإبرة فيها ترن ..حبس بعضهم .. اختطاف حبيبتهم المدورة ، ومعاها اختطاف المدرج، إحساسهم بأن المنتخب ده مبقاش بتاعهم .. بقى بتاع الفنانين والفنانات.. الإعلاميين والاعلاميات.. رجال الأعمال والرعاة.. وبطولة محلية بقت أشبه بدوري الشركات.
أنديتها معظمها بقت مؤسسات وشركات وبنوك وحتى أحزاب، مع الانطفاء والخراب اللي حل على الأندية الشعبية الجماهيرية في الأقاليم، اللي اختفى منها من اختفى. الباقي بيصارع ابضيات البيزنس والملايين وقابعين في المراكز الأخيرة بيصارعوا يدوب للهروب من شبح الهبوط.
اكتب لكم المقال وانا قاعد على كافيه وباقي أقل من نص ساعة على مباراة مصر وموزمبيق.. أين الناس وزخم الكراسي المتراصة وحالة التأهب القصوى، اللي شفتها شخصيا من ايام بسيطة خلال منافسات الاهلي في كأس العالم للأندية؟؟ كنت بقعد قبل الماتش بساعة ونص عشان الحق كرسي في مكان مميز!! اتفرجت على إعلان لإحدى شركات الاتصالات. .وعجبني جدا ختامه بأن صلاح وزمايله خطفوا الفنانين في طيارة لبلد بعيدة .. عشان وشهم "نحس" .. هما مش نحس ولا حاجة، ولا فيه في الكورة نحس .. بس جمهور الكورة البسيط، رواد الدرجة التالتة، العاشقين بالفطرة، المحبين لوقتهم القليل اللي بيفصلوا بيه عن مشاكلهم واحزانهم ومسئولياتهم الخانقة.. حسوا إن لعبتهم المحبوبة بقى ليها حبيب تاني ، فارض نفسه عليهم، وطبع اللعيبة بطباعه وسلوكياته واستعلاؤه المعتاد على الجمهور .
فئة الفنانين اللي بقوا يشخطوا ويشتموا ساعات الجمهور لو معجبوش فيلم ولا مسلسل.. أو معجبوش انحيازاتهم اللي كول الوقت مش للشعب اللي بيتنفس كورة.. جمهور المنتخب كتير منه مجروح من نجمه المفضل، اللي ياما بلعوله الزلط وتجاوزوا دعمه للاعب متحرش في ٢٠١٩ ..البطولة اللي كانت على أرضنا، عملت حاجز نفسي بين المنتخب والجمهور.. شفنا لعيبة بتزغر لنا في المدرج، وبتعلن علينا العصيان وهما بيرفعوا تيشرت لاعب محكوم عليه أخلاقيا أنه سئ السلوك، وبيشاوروا لينا برقمه كأنه مناضل ثوري.. شفناهم بيصوروا اعلان بيعتذروا فيه مقدما على الخروج من البطولة قبل ما تتلعب.
على اي حال.. المصريين غلابة وطيبين ..وقمصتهم دايما من بلدهم أو ولادهم أو منتخبهم، قمصة العاشق المحب ، اللي لما يلاقي حبيبه بيقدم له خطوة، بيروح له هو عشر خطوات.. بكرة إن شاء الله ننسى كل حاجة، مع كل كفاح وإجادة وعرق وإصرار.. وكعادة المصريين، زعلهم من بلدهم مبيطولش، وهيلتف الجميع حوالين العلم، وهنشجع وندعم كلنا طبعا مصر، في الكورة ...وغير الكورة ..بس هي ترضى علينا، وتضحك لنا وتبطل تلطيش فينا شوية.. أفريقيا يا مصريين