Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

دردشة…بالعربي الفصيح:

هل أنت Social Christian؟

منذ أكثر من أربعة أعوام، كنت منتظراً دوري عند الحلاق، فتجاذبت أطراف الحديث مع رجل لبناني كان بجانبي وكنت أعرفه معرفة طفيفة! ومن ضمن المواضيع التي قمنا بفتحها كان موضوع الارتباط بالكنيسة وخلافه، وفي وسط حديثه قال لي ملحوظة تركت أثر في مسامعي:

- انتو الأقباط مرتبطين بالكنيسة اكتر من اللبنانيين... احنا اللبنانيين “social Christians “!!

وبرغم فهمي لما يقصد، وددت أن اسأله:

-تقصد ايه بـ social Christians (أو المسيحيين الاجتماعيين)؟

فقال لي بكل ثقة (ولكن باللكنة اللبنانية):

- يعني احنا اتولدنا مسيحيين وفضلنا مسيحيين بحكم الظروف الاجتماعية اليومية بس...يعني زي اي واحد اتولد على دين وبحكم ظروف اجتماعية أو سياسية تم ارتباطه بهوية الدين دا...

بمعنى آخر، مسيحي بالاسم فقط! يمكن أن يذهب إلى أو يواظب على الكنيسة، ويصلي ويتقدم للتناول الخ، لكن علاقته بالله تعتبر ضعيفة وسطحية! تماماً كمشجعي الفرق الرياضية؛ قد يهتفون، ويفرحون ويدافعون ويغضبون، لكن في النهاية ليست لهم علاقة أو تواصل مباشر بالفريق! فهم مشجعون فقط لا لاعبون! مع العلم إن الارتباط الرياضي أقوى بكثير من الارتباط الكنسي، مع الأسف!!!

وفي هذا الصدد أود أن أصحح معلومة، وهي أن عدداً كبيراً منا نحن الأقباط أيضا هم مسيحيون بالاسم فقط، لكنهم لا يدركون هذا. فالمسيحي الاجتماعي بشكل عام، بإمكانه جيداً التعايش في الشرق الأوسط حيث أن الفكر الإلحادي والايديولوجيات المتحررة الأخرى ليسوا سائدين في المجتمع الشرقي (على الأقل في الوقت الحالي)! لكن هذه العقلية لن تصمد كثيراً في بلاد المهجر!

حينما يعيش المسيحي الاجتماعي في مصر او اي بلد عربي، في الغالب سيكبر أطفاله ليكملوا مسيرته السطحية؛ وماداموا يداومون مثله على الذهاب إلى الكنيسة والتناول وكذا وكذا فهو لا يشعر بمشكلة، بل كل شيء يبدو على ما يرام! لكنه قطعاً سيدرك هول الموقف عندما يهاجر! فنحن نشعر بهويتنا أكثر في الغربة، وأولادنا يصطدمون بنا وبثقافتنا أكثر في المهجر!!

ليست الهجرة مجرد تحسين مستوى معيشة أو تغيير أسلوب حياة، بل يجب أن ينظر لها أيضاً من خلال علاقتنا بالله. فالبعض يهاجر دون أن يفكر أساساً فيما إذا كانت هناك كنيسة في بلد المهجر! أو قد يؤخذ هذا في عين الاعتبار لكنه يحتل آخر قائمة أحلامهم. على العكس تماماً، فالهجرة تحتم على الفرد التعمق في عقيدته وليس السطحية، حتى يستطيع أن يجيب على أسئلة أولاده ويساعدهم أن يخوضوا حرب الأعصاب التي سيواجهونها كل يوم، بحكم أنهم سيصبحون أقلية مرئية!

أنصحك عزيزي المسيحي المهاجر أن تتعمق في مسيحيتك، إن كنت تريد أن يظل أولادك مرتبطين بـمسيحيتهم ولا ينجرفون مع التيارات المختلفة؛ فعليك أنت أيضا أن ترتبط بالمسيحية أشد ارتباط من أجل بنيانك في المقام الأول، وبالتالي بنيان أولادك في المقام الثاني!!! أما إن كنت مصراً على السلوك السطحي، ضارباً بنصيحتي عرض الحائط، فعليك إذن أن تتمسك بتلك السطحية إلى درجة البرود الروحي، لأنك إن لم تفعل، يوماً ما، ستنعي يوم ترك أولادك المسيحية أو ابتعادهم عن الكنيسة! فالمسيحية ليست بنزهة يا اعزائي، بل هي قصد وهدف الله من الخليقة ولا يجب أن يستهان بها ولا يصح تسطيحها أبداً! لذلك انصح بالتعمق في المسيحية بشكل عام، ولا تهاجر كمسيحي اجتماعي، إلا إن كنت مستعداً للعواقب!

بالمناسبة، قد نسيت أن أذكر في أول المقال لماذا فتح الرجل اللبناني موضوع الارتباط الكنسي بلا مبالاة، رغم أن به الإجابة على كل تساؤلاته ومخاوفه؛ لأنه كان يشكو لي من أولاده واصدقائهم الذين بدأوا يتركون الكنيسة، وفي القريب العاجل ستصبح بلا مستقبل!

الكنيسة الحقيقية يا اعزائي تبدأ من البيت!!!