Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

نعم... فشل التنويريين المصريين

في بلدي مصر، وكما هو متوقع تراجع التيار الإصلاحي المصري، وضاع وتبدد أمل كل التنويريين المصريين ابتداء من الشيخ محمد عبده ومرورا بالمفكر العظيم فرج فوده والدكتور سيد القمني والرائع إبراهيم عيسى إلى الدكتور خالد منتصر وإسلام البحيري... كلهم فشلوا في نقل جبل الجهل الثقافي والفكري من صدور وعقول المصريين، والأهم الجهل الديني، ولم يشفع لهم انهم في عهد رئيس مستنير ونشهد انه أعطى مساحة من الحرية للتنويريين في حدود المسموح به لتلك المرحلة.

ويحسب له انه امر بعفو رئاسي للمبدع إسلام البحيري، وكان ذلك العفو ضد مشيخة الأزهر الذي طالما حثها الرئيس شخصيا على تجديد الخطاب الديني، وتمكين التفكير العقلي، والمناهج المستنيرة للشعب المصري الذي استبيحت عذرية مكنونه الثقافي والديني على يد علماء الدين المتسعودين وقيادات الكنيسة المتعاليين.

وبالرغم انه ظاهريا يبدو المجتمع المصري متدين أو كما يقولون إن المصريين مجتمع متدين بالفطرة إلا أنه تدين ظاهري وهش، وأفضل تعريف للتدين المصري هو تجييش ديني مرضى، والدليل على ذلك إنك أن سألت ٩٠٪؜ من الشعب المصري في خصوص دينه سواء كان مسيحي أو مسلم ستجده إما لا يعرف أو يفتى بجهل، كما إنك في مصر يمكنك أن تبدأ النقاش في أي موضوع في أي مجال وتأكد أن نهاية هذا النقاش سيكون عن الدين.

وفى بلدي ليس مهم أن تعرف عن الشخص الذى أمامك إن كان مثقف رقيق رفيق طيب أو حالم ولكن المهم هو أن تعرف ديانته حتى تحدد قربه أو بعده منك، هذا ما انحدر إليه مجتمعنا المصري المتدين بجهل، ولكن ما حدث ليس خطأ الشيوخ والقساوسة فقط بل هو بالأكثر خطأ من هم يعتبرون خط الدفاع الأول عن هوية وثقافة مجتمع كان من ارقى مجتمعات الدنيا، واقصد بهم الكتاب والمفكرين ابتداءا من ثلاثينيات القرن الماضي الذين اغلبهم ارتموا في أحضان خطيئة مناصرة التوجه نحو سيطرة القيادات الدينية المتعطشة إلى حب الظهور ولم يقاوموا الخرافات والأفكار المتطرفة الموروثة من المجتمعات الغير مصرية، والمنسوبة زورًا وبهتانًا إلى الأديان السماوية.

فاخلوا هؤلاء المدافعين عن الوجدان والثقافة والفكر المصري المستنير الساحة بل سلموها تسليم أهالي إلى علماء الدين المتطرفين الذين لم يفوتوا الفرصة واستماتوا في تعاليمهم الشيطانية وبنوا قلاع الجهل الديني المقدس حتى استعبدوا كل المجتمع المصري لأفكارهم المدمرة، وهم الآن يحصدون ثمار تعبهم من مجتمع مستقطب دينيًا وعقائديًا، كما لعبت التوازنات السياسية لقيادات مصر منذ عهد الملك فؤاد حتى الرئيس الراحل حسنى مبارك دورا حاسما في تمكين هذا الفكر المتطرف من المجتمع المصري.

والآن إن قلنا إن التنويريين المصريين فشلوا فلا نحكم بافتراء عليهم لأن ما بناه دعاة التطرف والجهل من قلاع وحصون داخل العقل والوجدان الجمعي المصري يحتاج إلى عشرات السنين ومجهود أقرب من المستحيل للشفاء منه وإذا نظرنا إلى المجتمع بنظرة عامة نجد أنه حتى القوى الناعمة التي هي أساس التوجه الفكري المستنير للمجتمع هي نفسها قد تطرفت حتى إننا نخشى أن يتحول المستنيرين المصريين رويدا دويدا وينزلوا تحت تأثير الإحباط والتطرف في مجتمعنا إلى نفس الفكر فيصبح النور الذي في مجتمعنا ظلام فيكون ويلا لنا وشر عظيم.