Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

دردشة…بالعربي الفصيح:

حدوتة مصرية!

ولد الطفل حمدي في بيت مستقرٍ مادياً، لكن لما ابتدأ يكبر شيئاً فشيئاً، تغيرت ظروفهم المعيشية تدريجياً إلى الأصعب! وحينما ضاقت الدنيا بوالده جداً، جمع الأب جميع أفراد الأسرة وقال لهم:

- بكرة ان شاء الله لما نفتح السندرة، الدنيا هتبقى أحلى!

لم يكن حمدي مدركاً معنى كلمة سندرة؛ لكن مع الوقت ومع كثرة تكرار تلك العبارة بين أفراد العائلة من وقت لآخر، عرف إنها هي هذا المخزن العلوي المثير الذي تجمع فيه "كراكيب" المنزل! فبات دائماً ينظر إليها بشغف ملحوظ؛ وتحولت تلك السندرة القديمة في مخيلته إلى حلم رهن التحقيق!

ومع مرور الزمن، تطورت جملة السندرة البسيطة إلى شعار مقدس للعائلة؛ لكنها أصبحت عبارة سطحية تردد على لسان كل العائلة بلا وعي، بما فيهم حمدي نفسه! تماماً كالعبادات الميكانيكية التي تخلو من الأحاسيس والمعنى وتغدو مجرد ألفاظ لا تأثير لها على ناطقها!

كبر حمدي وورث شقة والده وتزوج فيها وأنجب؛ وكان هو أيضاً متوسط الدخل، وبدلاً من أن يقال له: " بكرة ان شاء الله لما نفتح السندرة، الدنيا هتبقى أحلى" أصبح هو من يقولها لأولاده! وكبر أولاده بدورهم يورثونها أيضا لأولادهم…وهكذا!

وفي يوم من الأيام، كان أحد الأحفاد الصغار من الجيل الرابع يلعب مع ابن الجيران في نفس الشقة، وببساطة الأطفال قال الحفيد لابن جيرانه:

- انت عارف، انا لما أكبر هابقى حاجة كبيرة قوي... ان شاء الله بكره لما نفتح السندرة دي، الدنيا تبقى أحلى!

نظر ابن الجيران إلى السندرة القديمة المُغَلَّقة وقال له:

- هي فيها كنز؟

- مش عارف! بس اللي اعرفه انها لما تتفتح…بكره هيبقى أحلى!

- طب مابتفتحوهاش ليه؟ معاكوش مفتاح؟

- لا معانا أكيد…بس لو فتحناها دلوقتي، مش هيبقى عندنا أمل في بكره!!!

من المفترض أن تنتهي القصة هنا لتتركك متفكراً عزيزي القارئ فيما قرأت! لكن خوفاً من استنكار البعض للنهايات المفتوحة بحجة أن الكاتب لم يحبك قصته، فها أنا أكملها لأوضح أننا ضحية مجتمع خامل استبدل الطموح والسعي بالوهم والتواكل؛ فعوضاً عن زرع روح العمل من أجل تحقيق الذات، حولنا أحلامنا إلى مجرد أوهام عبر مثبتة، بل ونتفادى حتى التنقيب حولها لئلا يخيب أملنا؛ وهذا بالضبط ما حدث مع حمدي وأحفاده، فقد تمحورت أحلامهم حول مخزن علوي عتيق مهمل مجهول المحتوى.

وبكل اسف صار هذا المخزن مصدر للأمل الذي بلا عمل؛ مجرد ستار استترت خلفه كل عيوبنا وسلبياتنا نتمنى من خلاله النهايات السعيدة دون السعي الدؤوب للوصول إليها! لذا بقيت وستبقى هذه السندرة مغلقة إلى الأبد، وسأستمر أنا أيضاً في شرح مغزى مقالاتي حتى لا يحزن البعض!