Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

مجدي خليل يكتب: نُدعم البابا تواضروس في مواجهة الحرس القديم

منذ ثلاث سنوات نشرتُ مقالًا على صفحتي بالفيس بوك تحت عنوان "جماعات إرهاب البابا" وأشرتُ في هذا المقال إلى الدور الذي تلعبه مواقع "مسيحيو مصر، ورابطة حماة الإيمان، والأرثوذكس الحقيقيّون، وعظمة زرقا....إلخ". واليوم أحدّثكم بصراحة أكثر، هذه الجماعات المُختلفة يقف ورائها بعض رجال الدين فى الكنيسة القبطيّة يطلق عليهم "الحرس القديم" وهُم مجموعة معروفين بالاسم يُشكّلون جبهة فريسيّة خطيرة داخل الكنيسة، وهم قساة وغلاظ القلوب، ومنغلقون ويجهلون كثير من الميراث المسيحيّ العالميّ والجديد في اللاهوت، وجعلوا من ميراث البابا شنودة صنمًا يُعبَد، وكُلّ منهم يتصوّر نفسه أثناسيوس الرسوليّ. ويؤخَذ على البابا تواضروس أنّه خضع لابتزاز هؤلاء وأصبح مثل البطة العرجاء في تعامله معهم، وفضيحة سحب التوقيع على المعموديّة المُشتركة مع الكاثوليك بعد أقل من ٢٤ ساعة من توقيعه، هو خير دليل على خوفه من تكتُّلهم الشرير. هل يُعقل أن يناقش مجمع أساقفة الأقباط عام ٢٠١٧ سؤالً "هل المرأة الحائض من حقِّها أن تتناول من الأفخارستيا أم لا؟! وهل يُعقل أن يخضع مجمع مكوَّن من ١٣٠ أسقفًا لرأى شاذ يحرم المرأة من التناول لأنّها "نجسة" في عقل هؤلاء ؟! هل يُعقل أن يتقدّم ثمانية أساقفة بأبحاث عن معموديّة الكاثوليك وهل هي مقبولة مسيحيًا أم لا؟ هل الكنيسة الكاثوليكيّة منتظرة من مجموعة أساقفة فريسيّين أن يعترفوا بقانونيتها مسيحيّا؟! لقد جاء البابا فرنسيس في رحلة تعضيد لكنيستنا النازفة في مواجهة الإرهاب الإسلامي، ولم يكن ليفكر لحظة في أن هناك حرسًا قبطيًا قديمًا مُتطرّفا تُراثيّا إلى هذا الحد؟! فهل يتصوّر أحد أن يُلقى الأنبا بيشوي مُحاضرة تمتلئ بكلام غث هُجومًا على الكاثوليك على طريقة التكفير الإسلامي؟! وهل يُعقل أن ينشر أسقف بيانًا يرفض فيه معموديّة الكاثوليك لأنّهم "هراطقة"؟! هل يتصوّر عاقل أن أحد أساقفة الحرس القديم يُقدّم استقالته، فإذا بزملائه من نفس الحرس يرفضون استقالته لأنّه مُتزوّج أبروشيته في عُرفهم المُتخلّف؟! وهل يُعقل في القرن الحادي والعشرين أن يرفض كاهن قبطيّ الصلاة على جُثمان شاب إنجيليّ مات في ظروف بشعة في اليوم التالي لزواجه رغم توسُّلات الناس بإجراء الصلاة عليه؟! هل توجد كلمات تصف هذا التصرُّف الأحمق اللاإنساني؟! لطالما كنتُ أتساءل "لماذا لم تحدث مصالحة بين الكنيسة البيزنطيّة والكنيسة القبطيّة على مدى مائتي سنة تقريبًا؛ من مجمع خلقدونية ٤٥١ ميلاديّة وحتى الغزو العربيّ الإسلاميّ ٦٤٢. ولكن عندما قرأت لمؤرِّخين عالميّين مُستقلين عرفتُ أن محاولات عديدة تمّت ولكن الحرس المُتطرّف من الرهبان أجهضها وقتها، حتى محاولات البطاركة الأقباط من خلفاء البابا ديسقورس غير الملكانيّين، أفشلوها بالمزايدات وادعاءهم الكاذب المُزيّف بأنّهم "حُماة الإيمان" وقتها، بنفس طريقة المُتطرّفين حاليا. ولقد قرأتُ بحثًا للأنبا غريغوريوس الراحل في موضوع الخلاف في مجمع خلقدونيّة أنّه كان خلافًا لفظيًا تافهًا، وحقا كما ذكر الكثيرون أنّه كان خلافًا لفظيًا بالفعل. وكان السؤال المطروح: لماذا لم يحلوا هذا الخلاف اللفظى على مدى هذه القُرون؟ وكانت الإجابة الواضحة: المزايدات من المُتطرّفين من الأساقفة والرهبان. والغريب أنّ هؤلاء المُتطرّفين الذين حرّضوا على الامبراطوريّة البيزنطيّة المسيحيّة حتى سقطت، هُم أنفسهم الذين خرسوا أمام سُيوف العرب، بل تفنّنوا في دعوة شعبهم للخنوع والمذلة! تخيّل عزيزي القارئ: إنّ عشرات الآلاف من الأقباط دفعوا حياتهم ثمنًا لخلافًا لاهوتيًا لا يعرفون شيئا عنه، ولكنهم ماتوا نتيجة الشحن من المُتطرّفين الرهبان! لقد ساهم سُقوط مصر في أيدى العرب إلى سُقوط شمال أفريقيا كُلّها، وبعد ذلك ضعفت الامبراطوريّة الرومانيّة الشرقيّة حتى سقطت، ويتحمّل المُتطرّفون القبط جُزءا من المسئوليّة التاريخيّة عن هذه المحنة التي أوقعت ثُلثيّ العالم المسيحيّ القديم في يد المسلمين البربر. لقد نجح الرُهبان المُتطرّفون في عزل المسيحيّة المصريّة عن المسيحيّة العالميّة، وما يقومون به حاليًا هو فصل جديد في هذا المسلسل الشرير! ما نشاهده حاليا هو فصل من تاريخ التطرّف القبطيّ التراثيّ السلفيّ الجامد المعزول بدون فهم لروح المسيحيّة ولمدرسة الاسكندريّة اللاهوتيّة، وللكنيسة القبطيّة في قُرونها الثلاثة الأولى. نعم نحن نختلف مع البابا تواضروس سياسيًا ولكننا ندعمه في مواجهة هذا الحرس القديم الذى فاق قساوة الفريسيّين الذين أمطرهم المسيح بالويلات، بل إنّ الفريسيّين هم مجموعة من الملائكة إذا ما قورنوا بهذا الحرس القديم الذى يحكم قبضته على الأقباط في القرن الحادي والعشرين. يا غبطة البطريرك، تقوّ وتشجّع في مواجهة هذا الحرس القديم المُتطرّف، لأنّ الشعب القبطي سئمَ من تطرُّفهم ودفع ثمنًا باهظًا حين عزلوه عن المسيحيّة العالميّة قديمًا وحديثًا. نتمنّى كذلك أن ينتفض الشعب القبطيّ ضد فريسيّي العصر، لأنّه يكفينا ما نُواجهه من الاضطهاد الإسلاميّ، ولا نُريد مزيدًا من المُعاناة من أساقفة حادوا عن رُوح المسيحيّة الحقيقيّة.