Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

عاطف حنا يكتب: كَفَاكُنا دَوَرَانٌا (3)

يقول القديس بولس الرسول أية من أجمل آيات الكتاب المقدس كدستور لنا في مسيرتنا في هذه الحياة، لأن كل ما سبق فكتب كتب لأجل تعليمنا، حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء. (رومية ١٥: ٤)، فقصص وأمثال الكتاب المقدس لا تؤخذ على محمل القراءة العابرة ولا تقرأ كقصص وحكايات كما تعلمناها في مدارس الاحد سابقاً، مع كل الأسف، ولكنها دستور وسند ومرجعية لتكون لنا تعزية ورجاء في تفاصيل حياتنا اليومية وكيفية اتخاذ قرارتنا واختيار مع من نسير وإلى هدف نحو نصبو وتعلمنا أيضاً كيفية اختيار الرفيق في الطريق.

إن قصص وأمثال الكتاب المقدس تستحق أن نقف عندها كلا على حدة لنعرف ماذا يقول الكتاب ولماذا ذكر الكتاب المقدس هذه القصة أو المثل بذاك التفصيل، عزيزي القارئ إنها كلمة الله التي تبقي إلى الأبد التي قال عنها الرب نفسة السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول.(متى ٢٤: ٣٥)، فان كنت بدأت  اتحدث معكم في سلسلة "كفاكم دوران" (التثنية ٢: ٣)، أرجو أن لا تأخذ هذه السطور التي سوف اتحدث فيها عن بعض شخصيات الكتاب المقدس الذين دارو ولفوا في طريق حياتهم كمثال لنا، أرجو أن لا تأخذ هذه السطور على محمل القراءة العابرة أو القصص لكن ضع نفسك داخل المشهد سوف تكتشف أننا جميعاً هنالك جوانب في حياتنا نتمثل بالذين دارو و لفوا في دوائر ، وانتهي بهم الحال إلى حالة ليست حسب قلب الله- وهذا أمر يحزن قلب الله لو جاز التعبير - لان وإن إلتمسنا العذر لمن هم في العهد القديم، فأي عذر لنا بعد شركة و موهبة وعطية الروح القدس الساكن فينا!

فشخصية لوط، منا من يعرف أو لا يعرف أنه ابن اخو إبراهيم أبو الإيمان كما يلقبونه رجال الله وشراح الكتاب المقدس، خرج لوط مع ابراهيم من أور الكلدانين إلي حاران إلى كنعان، نفس مسيرة إبراهيم، فذهب أبرام كما قال له الرب وذهب معه لوط. وكان أبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران.

(التكوين ١٢: ٤)، لكن في تكوين اصحاح ١٣ هناك أية لا يذكرها الكتاب المقدس اعتباطا فيقول ولوط السائر مع أبرام، كان له أيضا غنم وبقر وخيام. (التكوين ١٣: ٥) ... ولوط السائر مع إبراهيم، هنا بيت القصيد، مع من تسير؟! من تتبع؟! هي في مسيرتك تتبع شخص من رجال الله أو الكنيسة حتى لو كان في مرتبة إبراهيم؟! أم تتبع وتسير مع الرب يسوع نفسه، وهنا يتوقفني إعلان داخلي عن شخص قيل عنه أن صار مع الله ولم يوجد!! وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد لأن الله أخذه. (التكوين ٥: ٢٤)

إبرام سمع صوت الرب وخرج من أرضه وعشيرته إلى الأرض التي دعاه الرب لكن لوط خرج مع إبرام، لم يسمع صوت الرب بشكل شخصي له، إلى هنا لم يرتكب لوط خطأ، فحسنا أن تسير مع رجال الله وفي صحبتهم ولكن إلى حين...سنفهم لاحقاً!!! فأعظم خادم وأعظم رجل لله في حياتك وضعه الرب فقط كبوابة تقودك إلى أن تضع يدك في يد الروح القدس ليشير لك عن الطريق الحقيقي "يسوع"، هنا أنتهى دور الخادم في حياتك، نعم يجب أن يكون لك مرشد روحي كما يقول الكتاب المقدس، اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم.

(العبرانيين ١٣: ٧) ولكن أي كانت قامته الروحية فهو مجرد مرشد عيني ولكن الشركة والعلاقة الحميمة مع صديق حميم هو الروح القدس لا غنى عنها في مسيرتك الروحية، بل بدونها انت تسير في موكب لا تعرف من وإلى اين!!

مسيرتك وصداقتك مع الرب الروح القدس هي مقياس وترمومتر حياتك الروحية، فمثلا لوط كان له غنم وبقر، إشارة إلى الغني المادي وهذا ليس دليلاً إطلاقا على سلامة العلاقة مع الرب، فكثيرين ممن هم اغنياء في هذا العالم لم يعرفوا الرب إلى الآن لكن دليلك إنك تعرف الرب هو أن تسمع صوته وتعرف أن تميز بين صوت الروح القدس والصوت الذي من العالم أو من عدو الخير فاسمع الرب يسوع يقول في إنجيل يوحنا "خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني" (يوحنا ١٠: ٢٧).

فالتبعية للرب وليس لأشخاص حتى لو كان أبو الإيمان ابراهيم حيث إذ سرت وراء إبرام سيأتي اليوم وتعتزل عنه لسبب أو لآخر ولكن إذ سرت وراء الرب نفسه، فالأشخاص عندك هم أعضاء في جسد المسيح، سواء كانوا بالقرب منك او اعتزلوا عنك.

وهذا ما ذكره الإصحاح الثالث عشر من سفر التكوين، عندما حدثت مخاصمة بين رعاة إبرام ولوط، اذ يقول "فحدثت مخاصمة بين رعاة مواشي أبرام ورعاة مواشي لوط. وكان الكنعانيون والفرزيون حينئذ ساكنين في الأرض 

فقال أبرام للوط: لا تكن مخاصمة بيني وبينك، وبين رعاتي ورعاتك، لأننا نحن أخوان". (التكوين ١٣: ٧، ٨)

فهنا يظهر التباين بين موقف إبرام وموقف لوط في المخاصمة والاعتزال واختبار اين يسكن كل منهما، وهذا ما سوف نناقشه في المقال القادم، لكن اختم حديثي بهذه الآية من سفر هوشع تقول "لنعرف فلنتتبع لنعرف الرب. خروجه يقين كالفجر. يأتي إلينا كالمطر. كمطر متأخر يسقي الأرض." (هوشع ٦: ٣) ..  يا ليت يكون اختبار تبعية الرب اختبار شخصي ليس بما سمعت من شخص ما أو ما نسمعه على القنوات أو الميديا، والمثل الشعبي يقول "فلان تعرفه ...تجيب نعم.!! هل عاشرته؟! لا!! إذن ما تعرفهوش".

إن لم تكن لك شركة شخصية مع الرب الروح القدس، صلي الآن بكلمات بسيطة أيها الملك السماوي، المعزّي روحُ الحقْ، الحاضرُ في كلِّ مكانْ والمالئُ الكلّْ كنزُ الصالحاتِهلم تعال واسكنْ فيّ وطهّرني من كلِّ دنسٍ وخلّصني... تعال الآن.