Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

ابرام مقار يكتب: البابا تواضروس و العشرية الأولي

في العام الأول لهجرتي وباحدي الكنائس القبطية بتورنتو وجدت كنيسة البدروم مضاءة، ففتحت الباب لأجد أسقف يعظ وكان أمامه ستة افراد فقط يسمعونه بينهم كاهن الكنيسة، وكان هذا هو الأنبا تواضروس الأسقف العام للبحيرة. وبعدها بسنوات وبعد تنصيبه بطريركاً وحينما حضر لنفس الكنيسة لم يكن بالكنيسة مكان لقدم من كثرة الحاضرين. تباين بين مشهدين لتعرف الفارق بين الانبا تواضروس والبابا تواضروس وتعرف أهمية وخطورة هذا المنصب، ولهذا وبعد مرور عشر سنوات علي تنصيبه بطريركاً وجب علينا تحليل تلك العشرية، ما لها وما عليها خصوصاً بعد أن تجاوز هذا المنصب الدور الروحي إلي دور إداري سياسي اقتصادي اجتماعي

وفي رايي يُحسب لقداسة البابا تواضروس ما يلي:

- الرغبة في الإصلاح، بحسب العديد من تصريحاته، فالبابا تواضروس يريد خروج الكنيسة من دائرة الجمود النصي والانحياز للإنسان قبل السبت والعهد الجديد وليس القديم

- عدم وجود مراكز قوى حوله سواءً من أفراد سكرتارية أو من أساقفة مقربون ذوي سلطات خاصة

- اختياراته في الاساقفة لم يعتمد فيها علي أهل الثقة والولاء لشخصه فقط

- إعطاء الفرصة للاساقفة والكهنة والخدام في الاختلاف في الرأي وطرح رؤي مختلفة وعلى الملأ، ففي حبريته حدث تخفيف لوطأة السلطان الكنسي مع المعارضين وتراجعت محاكم التفتيش الكنسية والمحاكمات الكنسية والتي كانت تحدث في عقود سابقة

- البابا تواضروس لديه مساحة كبيرة من التسامح تجاه النقد بل والهجوم علي شخصه من قبل كهنة وأحياناً أساقفة ومعهم مجموعات علي مواقع التواصل وغيرها رغم الصلاحيات والسلطات التي يمنحها له وضعه البطريركي وخاصة تجاه من يرأسهم

أخيراً يُحسب لقداسة البابا تواضروس عدم إقامة الاحتفالات لشخصه ورفضها مثل عيد جلوسه والتي كان البابا شنودة سلفه يحرص علي إقامتها

علي الجانب الآخر ومع تقديرنا لما سبق لكن هناك ما يحتاج إلي مراجعة وإعادة نظر كالتالي:

- البابا يملك الرغبة في الإصلاح والتغيير نعم ولكن لا يملك الارادة ولا القدرة علي تحويل الرغبة إلى واقع، فتراجع عن عدم إعادة المعمودية مع الكاثوليك ، وعن تغيير مدة صوم الرسل ، وعن تحسين قوانين الأحوال الشخصية لتكون أكثر إنسانية ومنطقية، وغيرها الكثير، ويبدو أن قداسته يخشى الاصطدام بمعارضي قراراته من مجموعات داخل مجمع الاساقفة وعلي الفضاء الاليكتروني، وربما بمرور الوقت يفقد البابا شعبيته بين أنصار الإصلاح وبين من يرونه أملاً في أي تغيير منشود

- إلغائه للمجلس الملي وضع الأقباط في مشكلة كبيرة، فإذا كنا دائما ما نطالب بألا تمثل الكنيسة الاقباط سياسياً إلا أنه بإلغائه المجلس الملي لم يعد للاقباط أي ممثل او كيان، فحدث فراغ قيادي وتمثيلي كبير لدى أقلية كبيرة مثل الاقباط

- عدم الاستعانة بمستشارين ومساعدين أكفاء من علمانيين دارسين محترفين قبل إتخاذ القرارات

- رغم ووعود المقربين من قداسته وقت جلوسه علي الكرسي المرقسي بتغيرات إدارية كثيرة وكبيرة علي يد البابا تواضروس، إلا أنه وبعد عشر سنوات لا نرى أي تغيير إداري يُذكر سواءً علي مستوى المجمع أو علي مستوي إدارة الكنيسة أو مجالس الكنائس ولجانها

- استمرار حالة الجفاء والنظرة الطبقية بين الاكليروس والعلمانيين، وقناعة السلطة الكنسية أن الكنيسة هي الاكليروس فقط والعلمانيين فقط تابع، تلك الحالة التي بدأت منذ عقود ومستمرة حتى الآن

- بعض تصريحات البابا السياسية تحتاج للمراجعة علي مستوى المضمون أكثر من نظم الكلام، فبعض التصريحات لا تحفظ التوازن بين التأييد والمجاملة من جهة والوضع الديني وهيبة الكرسي المرقسي من جهة أخري

- هناك تراجع للخدمات الاجتماعية والمالية لفقراء الكنيسة في هذا العهد، فتم إلغاء لجنة البر والتي كانت معنية بالفقراء لسنوات طويلة، وتراجع دور أسقفية الخدمات الاجتماعية، وتوجه له انتقادات بالغياب عن تجمعات بسطاء الأقباط لصالح الظهور في تجمعات ومناسبات الصفوة

- البابا تواضروس يُصر دائماً علي الترويج علي مصرية الكنيسة القبطية، ولكن تلك النظرة لا تأخذ في الاعتبار أن للكنيسة ملايين من الجيل الثاني والثالث في قارات العالم الست، فلا تجد في خطابات البابا وطروحاته التزاماً ولا اعتباراً لملايين الأقباط في الخارج، فالكنيسة القبطية شعبها -والمسئول عنها قداسة البابا- ليس داخل الحدود المصرية فقط بل يمتد في بلاد العالم أجمع، فمنصب البطرك ومسئولياته مرتبط بالكيان الروحي وليس بالمكان الجغرافي، وقداسة البابا ليس مسئول مصري محلي بل مسئول روحي عالمي

ما سبق هي رؤية محايدة للعقد الأول لرئاسة البابا تواضروس للكنيسة، دون الدخول طرفاً في صراعات موجودة بالفعل، ودون التحيز لصالح أطراف مؤيدة أو معارضة لقداسته، فقط نتناول حقبة في عهد بطرك الكنيسة القبطية الـ ١١٨