عبد المسيح يوسف يكتب: عدالة السماء نزلت على استاد لوسيل .. ميسي يفوز بكأس العالم 2022
حتى مدرب المنتخب الفرنسي قالها، "أعلم أنها هناك فرنسيون يريدون أن يحمل ميسي كأس العالم .. المباراة صعبة والمنتخب الأرجنتيني قوي للغاية"، وقبلها قالها حارس مرمي المنتخب الأرجنتيني إيمانويلو مارتينيز "لا يهمنا المنتخب الذي يلعب ضدنا علي كأس العالم، كل ما يهمنا أن يعرف أنه سيواجه مجموعة من المجانين، تريد أن تهدي كأس العالم لقائدهم" .. وعندما سئل "من هو قائدكم"، ضحك وقال "بالتأكيد الكل يعرف إنه ميسي .. أعظم لاعب كرة قدم". هذه المقدمة تكشف لنا إلى أي مدى الحب الذي يحظي به لونيل ميسي، هذه الأيقونة الكروية، التي لن يجود الزمان بمثلها كثير، إنه ظاهرة، إنه مصدر للبهجة الكروية، ينتظره العالم حينما يلمس كرة القدم، ليستمتع بما يري من فن وسحر كروي. هل تتخيلون ماذا يقول كبار الخبراء والمحللين في كرة القدم عنه "أن كرة القدم تحب أن تداعب قدميه".
حطم العديد من الأرقام القياسية، عدد المشاركات والأهداف بكأس العالم المسجلين باسم مارادونا، وسيصبح أكثر اللاعبين خوضا للمباريات بالبطولة يوم الأحد، متجاوزا الرقم القياسي المسجل باسم لوثار ماتيوس، 25 مباراة. فاز بجائزة الكرة الذهبية سبع مرات وهو رقم قياسي، كما أنه الهداف التاريخي للأرجنتين، متغلبا علي المهاجم الفذ باتيستوتا. حصل ميسي على حوالي سبعة ألقاب مع برشلونة في الدوري الإسباني وأربعة ألقاب في دوري الأبطال الأوربي. وفي كأس العالم بقطر سجل ميسي 7 أهداف، وأهدي 3 مساعدات لإحراز أهداف لزملائه.
ميسي بطل قومي أهم من كأس العالم في الأرجنتين، ودلل علي ذلك الصحفية الأرجنتينية صوفيا مارتينيز ماتيوس، عندما أنهت مقابلة تليفزيونية مع ميسي، لتوجه له كلمة نيابة عن الأرجنتين، قبل المباراة أما فرنسا علي كأس العالم: "النهائي قادم، وبالطبع نود جميعنا الفوز، لكن أريد أن أخبرك أنه بغض النظر عن النتيجة، هناك شيء لا يمكن لأحد سلبك إياه، أننا جميعا نحبك، وسواء فزت بالكأس أم لم تفز، سيبقي حبك في قلوب كل الأرجنتينين، فكل واحد، وكل طفل يرتدي فانلة ميسي، لأنكم بطلنا القومي، وستبقي كذلك، سواء فزت بكأس العالم أم لا". وكان التأثر واضحا جدا علي ميسي، لأنه يدرك تماما المسؤولية الملقاة عليه من جانب زملائه اللاعبين، وملايين الأرجنتينين، والمليارات في العالم، يريدون أن يروا ميسي ينهي آخر كأس عالم يلعبه، وهو يحمل هذه الكأس، حتي يكتمل اللون الأخير، في الأيقونة المبدعة لميسي، ساحر كرة القدم، ومصدر بهجة المليارات حول العالم من عاشقي الساحرة المستديرة.
ميسي ظاهرة كروية، ربما لا تتكرر خلال السنوات القليلة القادمة، كان غالبية العالم يتمني ويدعو فوز ميسي بكأس العالم. ميسي يعني منتخب الأرجنتين، والأرجنتين تعني ميسي، يصورنه ليس فقط على أنه بطل قومي، ولكنه أيضا أيقونة كرة القدم، الفريدة، التي جاد بها الزمان. المنتخب الأرجنتيني كله يعمل من أجل أن يفوز ميسي بكأس العالم، قبل أن تفوز الأرجنتين، وميسي يصلي ويلعب ويجتهد ليفوز فريقه وبلده بكأس العالم، حتي تتوقف الانتقادات اللاذعة، التي كانت توجه إليه بأنه لا يلعب في منتخب بلاده مثلما يلعب مع فريقه، سواء كان بالذات برشلونه أو باريس سان جيرمان.
فاز ميسي مؤخرا بكأس أمريكا الجنوبية، كوبا أمريكا، واليوم يفوز بكأس العالم، أصبح ميسي وعن استحقاق، اللاعب المفضل للمليارات في العالم، أصبح الأيقونة، التي تستحق ما حصلت عليه من قامة ومكانة في قلوب المليارات ممن يتابعون ويحبون كرة القدم. أثبت ميسي أنه غير قابل للمقارنة مع رونالدو، أو نيمار، أو مبابي، نعم هم كلهم لاعبون متميزون، ولكن ميسي حالة خاصة.
وقال عنه لويس إنريكي مدرب برشلونة والمنتخب الإسباني "ميسي يفعل ما لا يستطيع فعله أوليفيه أتون "شخصية كابتن ماجد في الإعلام العربي". وشبهه الفرنسي مدرب الأرسنال السابق آرسين فينجر: "ميسي لاعب بلاي ستيشن، هو وحده الذي يجعل المستحيل ممكنا". وقال عنه بيب جوارديولا مدرب برشلونة السابق ومدرب مانشستر سيتي الحالي: " ميسي ما يقدمه لاعب في عمره هو شيء استثنائي بكل المقاييس، وميسي عندما يريد شيئا، فهو قادر علي تحقيقه، هذا ما عهدته فيه على مدار سنوات". وأكد سبيشيال وان جوزيه مورينيو: "الطريقة الأفضل لإيقاف خطورة ميسي، هي تخصيص عدد كبير من اللاعبين لمراقبته دائما .. لكن الخبر السيء، هو بأنك لا تنجح في إيقاف خطورته". وقال مدرب برشلونة الحالي تشافي: "من الواضح أن ميسي هو فوق الجميع.. من لا يرى ذلك هو أعمى".
كان النهائي بين الأرجنتين وفرنسا، مباراة مجنونة، فازت الأرجنتين 2-0 في الشوط الأول، ليفرح المليارات بقرب فوز ميسي بالكأس المجنونة، إلا أن بدءا من الدقيقة 79 من المباراة عادت فرنسا للتعادل 2-2، ثم في الشوط الإضافي الأول تتقدم الأرجنتين 3-2 ، ولكن في الشوط الإضافي الثاني تتعادل فرنسا مرة ثانية 3-3، في مباراة تستحق بأن تكون نهائي كأس العالم، والكاميرات مسلطة علي ميسي، والمليارات تضع يدها علي قلبها مخافة أن يضيع الحلم، ويفقد ميسي فرصة فريدة للفوز بكأس العالم. إن أن عدالة السماء، بأن تكون كرة القدم لعبة غير ظالمة، وحالف التوفيق حارس مرمي الأرجنتين الرائع والمبدع في صد ركلتي جزاء من لاعبي المنتخب الفرنسي، وانقذ انفرادا للاعبي المنتخب الفرنسي في الدقيقة 119، كان كفيلا بأن تحزن المليارات من عاشقي كرة القدم وميسي، بأن تذهب كأس العالم إلي فرنسا، التي فازت بنسختها الأخيرة في روسيا 2018. وكما قالها إيمانويل مارتينيز أن فرنسا كان بالفعل تلاعب "مجموعة من المجانين "المبدعين" الذي هدفهم الفوز بكأس العالم ليهدونها إلي قائدهم .. ميسي". وقد كان. وكانت الفرحة والبهجة عارمة شعبيا وإعلاميا علي المستوي الدولي بفوز ميسي بكأس العالم لكرة القدم 2022، مع منتخب الأرجنتين.
