Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

مينا ماهر يكتب: دردشة بالعربي الفصيح: رواية ”إلى متى تجوع الضباع؟” (1)

 مقدمة: بدأت في كتابة هذه الرواية في مايو ٢٠١١ وانتهيت منها في نوڤمبر ٢٠١١! تدور أحداث الرواية في أول ستة أيام من ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، لذلك يجب أن تقرأ في السياق الزمني والسياسي المناسب لهذه الفترة!  "الى متى تجوع الضباع؟!!" قد يتمنى البعض أن تظل عالقةً في وسط السماء، ولكن ميثاق الطبيعة يحتم عليھا ان تھبط تختفي وتعود مرة أخرى لتستمر الحياة! بغروب الشمس تبدأ ويلات الليل العاتم بأن تصيب المخلوقات بشكل عشوائي؛ وليس من نفس واحدة على وجه الأرض قادرة على توقع ما سيلحق بھا وسط ذاك الظالم الحالك. ومع ھذا - لا ٕارادياً - لا تكف الكائنات عن مزاولة أنشطتھا الليلية، وكٔانھا تعطي مجالاً للقدر ان يأخذ مجراه! خرجت بجسدھا النحيل ساعة الغسق لتلتقط قوتھا مما فاض عن غيرھا خلال اليوم. وثبت من مكان لآخر برشاقة، غير مدركة وجود عينين متربصتين ترصداھا منذ بدأت دأبھا! لكنھا سرعان ما شعرت بحركة مريبة حولھا من بين الأحراش، فتوقفت ورفعت رأسھا و بدأت تتلفت يمينھا ويسارھا ثم ما لبثت ان ركضت سريعا من الخوف، ولكن للأسف لحق بھا راصدھا من مخبأه وھجم عليھا مطيحاً إياها ارضا. لم تكن اللبٔوة جائعة الى ھذا الحد وقتھا، فاكتفت بأكل فخذ الغزالة الضعيفة، ثم انطلقت بعيداً الى حال سبيلھا تاركة المسكينة بين الحياة والموت. حاولت، بدورھا، القيام بصعوبة وھي في غاية الألم آملةً الوصول الى حيث تسكن لولا ذلك الوحش الآخر المجھول الذي استوقفھا من الخلف من حيث لا تدري، مستغلاً اصابتھا وجاذباً ٕاياھا الى الوراء حتى ينھش في لحمھا بأنيابه الحادة. وٕاذ بھا تسلم الروح في ثوان! ھذا بعينه ما يقوم به الضبع عادة عند اصطياد فرائسه. ان الضبع من الحيوانات الليلية المتوحشة المعروفة بـأكل الجيف وبالتطفل على فرائس غيرھا. يتميز بشكله القبيح بل ويزداد قباحة حينما تراه يحوم حول فريسة حيوان آخر - بكل جرأة - حتى و ان كان صاحبھا لا يزال متواجداً و منھمكاً في وجبته؛ فٕان أسلوب الاصطياد في المياه العكرة - كما يقول المثل - ما ھو إلا أسلوب مثير للازدراء و التقزز. لكن ما لا يعلمه البعض ان الضبع - على الرغم مما ذكر - صياد ماھر ومحترف ايضاً اذا لزم الامر! لا يستھان به، ولا بقبضة فكيه. فلا تظن للحظة ان الضبع لقب يطلق على الجبان او الفاشل كما ھو معروف في الأمثال الشعبية العربية، بل بالأحرى يجب عليك الحذر كل الحذر من الضباع، أينما وجدت! لا اود ان أطيل الحديث عن الضباع مقتصراً فقط على ضباع الغابات والبراري! لكني احب ان اتخطى ذلك لأتكلم عن ضباع المدينة! نعم! فإن كنت لا تدري، قد يضاھي تعداد ضباع المدينة تعداد ضباع اي غابة أو برية! والغريب انھم متخفيون في ثياب بشر مثلنا، ولا تستطيع ٔابدا تميزھم عنا؛ والجدير بالذكر، انھم يمارسون على طريقتھم كل صفات الضباع الفطرية - من تطفل، واستغلال الفرص، و افتراس...الخ - دون علمھم بأنھم ضباع. بل ھم متيقنون تماماً انھم بشر، معتبرين، عبثا، ان البقية ھم الضباع؛ حتى وان ووجھوا بحقيقتھم الرذيلة - للأسف - فلن يتغيروا! قد يُكونون جماعات، او يتواجدون گٔافراد مستقلين. يصعب تفريقھم اذا ما اجتمعوا، و يستحال تجميعھم اذا ما اختلفوا إلا ان كانت تربطھم مصلحة واحدة (و قوية). يَرثون ويُورِّثون النجاسة من اجيال إلى أجيال على الدوام. منذ بدء الخليقة وھم كائنون، متعطشون لافتراس الأشلاء و العيش على بقايا الغير، وھا نحن لا نزال نتساءل آملين: الى متى؟...الى متى تجوع الضباع؟   "جمعة سعيد الدباغ" في وسط تخشيبة قديمة ضيقة، تفوح منھا رائحة نتنة من تأثير الرطوبة ومزيج الأنفاس المختلفة المحتوية على الكحول والسجائر والبانجو...الخ، استطاع جمعة اخيراً ان يخلد الى النوم. لم تمض نصف ساعة حتى فتح باب التخشيبة مصدرا صرير مزعج أيقظ المساجين إلا جمعة الذي كان قد بدأ يشخر بشكل منفرد من كثرة التعب. ظھر العسكري كشبح أسود وسط ضوء ساطع في الخلفية تسبب في انقشاع الظلام الدامس المھيمن داخل التخشيبة، وصاح بصوت أجش: - جمعة الدباغ!؟ مثل جمعة وھو نصف نائم أمام ضابط قسم شرطة المقطم بالقاھرة؛ نظر إليه الضابط متفحصاً اياه وكٔانه يود أن يفاتحه في موضوع ثم عاد ونظر في الدفتر الذي أمامه وقال بصوت مسموع: - تم الافراج عن جمعة سعيد الدباغ، الشھير بجمعة الضبع، في مساء يوم الأثنين الموافق ٢٤ يناير ٢٠١١ لعدم إثبات التھمة الموجھة إليه. اتسعت عينا جمعة فجٔاةً فھلل بسعادة: - ربنا يخليك لينا يا باشا...ظھر الحق. قاطعه الضابط بحزم ممزوج بسخرية: - حق ايه يا روح امك...ايش حال ماكناش ظابطينك جوه شقتھم؟...ماتسوقش فيھا قوي... دي بس جدعنة مني بمناسبة عيد الشرطة. - كل سنة و انتم طيبين يا باشا! - باقولك ايه يا جمعة...ما تيجي تشتغل معانا! ً انفرط جمعة في الضحك ؤاجاب معلقا: - سيادتك فاھم غلط...ٔانا جمعة الدباغ...مش "جمعة الشوان!" منع الضابط نفسه عن الضحك واكتفى بابتسامة باردة وقال: - ما تبطل لماضة يالَه. ٔانا بتكلم جد! - جد ايه يا باشا؟ تف من بقك...انا حرامي حر...حرامي قطاع خاص... ما ينفعش ابقى حكومة. - مع الحكومة حا تكسب اكتر! دا غير اننا حانحميك... ما ٔانت هتبقى بتاعنا. - و حاشتغل ايه معاكوا يا باشا؟ ٔانا حرامي ابن حرامي. - و ٕاحنا مش عايزينك غير حرامي...! تجھم وجه جمعة للحظة، فما عسى ان تكون ھذه العبارة المقتضبة و المبھمة؟! ٔاجابه الضابط وكٔانه كان يقرٔا افكاره: - ما تستغربش... وافق انت بس و ٔانا اشرحلك اللي فيھا. لم يطمئن جمعة للفكرة تماماً فرفض العرض بكل صراحة: - سعادة الباشا ٔانا اتربيت من صغري ٔاني ٔاطيق العمى و لا أطيقش الحكومة...فما اقدرش لا موٓاخذة ٔابقى معاكم!   يتبع في الحلقة التالية من العدد القادم!