Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

زينب علي البحراني تكتب: رفع سن التقاعُد وعبوديَّة الوظيفة

من المُلاحظ رفع السن المُحدد لتقاعُد الموظفين في كثير من بُلدان العالم خلال السنوات الأخيرة بذريعة ارتفاع متوسط العمر الذي يعيش فيه الأفراد بصحةٍ جيدة، ما شكَّل صدمةً نفسيَّة هائلة للموظفين الذين كان منهم من يعد الشهور والأسابيع والأيَّام بانتظار اليوم الذي تتم فيه إحالته إلى التقاعُد، لا سيما أولئك الذينَ ينتظرون – بفارغ الصبر- نيل حُريتهم بعد عقودٍ من عبوديَّة استنزاف أرواحهم واستهلاك أجسادهم لمصالح المُستفيدين من تلك العبوديَّة، وبينما كان حلم التحرر يقترب ببطءٍ زاحِف إذا به ينأى بنفسه مُبتعدًا سنواتٍ كاملة! في الماضي كان الموظفون – لا سيَّما الرجال منهم- يرون في التقاعُد شبحًا مُرعبًا يحولهم إلى كائنات غير مُفيدة، لذا كانوا يتشبَّثون بالوظيفة حتى آخر لحظة مُتاحة من عافيتهم، وإذا جلسوا في منازلهم شعروا بالضياع والفراغ، أما مع مُعطيات العصر الجديدة المُتمثلة بانفتاح نوافذ نحو فُرص متنوعة لإكمال ما تبقى من الحياة بارتياح وإنجاز حتى بعد التقاعُد، ومع تضاعُف الأعباء والجهود والأوقات التي تستهلكها الوظائف هذه الأيام مُقارنة بما كانت عليه قبل عشرين وثلاثين عامًا؛ لم تعُد روح الإنسان وجسده يتحملان عبودية الوظيفة ومُتطلباتها المُتزايدة حتى بلوغه سنًا يعجز فيه عن خدمتها. من الردود غير المُقنِعة التي يتم تقديمها كذرائع لرفع سن التقاعُد هو أن هذا الرفع يُحافظ على استقرار الموازنة العامة للدول وخفض تكاليف نظام التأمين الاجتماعي، وهنا ينبثق تساؤلٌ يقول: "أين ذهَبت إذن تلك الأموال التي يتم استقطاعها من رواتب الموظفين شهريًا على مدى كل أعوام عملهم ثم يتم استثمارها عبر صناديق الاستثمار العامة للدولة؟ إن العائد من استثمار أموال كل أولئك الموظفين يكفي لدفع رواتب تقاعدهم ويزيد، إنهم يستردُّون ما قدَّموه على مدى سنين من الكدح بصبر!".. أما ارتفاع موسط الأعمار فهو الآخر ليسَ عُذرًا يُمكن اقتناع العاقِل به، لأنه لا يعني أن طاقة الإنسان لا تنفد ولا تنضب وصحته لا تتداعى قبل الوصول إلى سن السبعين! كما أن ارتفاع مُعدلات البطالة حول العالم تجعل من من الأجدى وضع خيارات التقاعد المُبكر للموظفين الراغبين به بعين الاعتبار لإحلال الشباب العاطلين السَّاعين لدخول سوق العمل مكان أولئك المُتقاعدين، مع إيجاد خُطط إرشادية بديلة متنوعة للمُتقاعدين التقليديين الذين لا يمتازون بعقليات إبداعية تُساعدهم على ابتكار حلول مناسبة لمواجهة المتطلبات المادية للمعيشة بعد التقاعُد كي لا تنطلِق صيحاتهم شاكيةً مُطالبةً بالعودة. نحنُ في عصرٍ لم تعُد فيه المُتطلبات الوظيفة تسمح للموظف بالتنفس، فلا وقتٌ كافٍ لقضائه مع أفراد أسرته، ولا وقتٌ لاهتمامه بنفسه، ولا وقتٌ لممارسة هواياته الإبداعية إن كان مُبدعًا ويستعين بالوظيفة لكسب لقمة عيشه لا أكثر، ولا وقت لعلاقته الروحانية بربِّه إن كان مؤمنًا، ولا وقت لمشاعره إن كان عاشقًا، إنه يُعامل باعتبارهُ "روبوتًا" يجب أن يعيش ويموت لأجل الوظيفة وأهدافها ومصالحها، وكل ما تبقى من انسانيته لا يهُم.