Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

رامز ارمانيوس يكتب: الموت المطوب

تحدثنا كثيرا وفي أعداد سابقة عن الصليب وكيف نحيا الصليب بطريقة عملية. وأوضحنا أن في الصليب قوة التغيير وكذلك فيه أيضا شفاء من مشاعر الرفض وعقدة الذنب التي قد تصيب الإنسان. بنعمة الرب، نتطرق إلى جانب آخر من جوانب الصليب وهو جانب الموت. لا تنزعج عزيزي القارئ فهذا الموت ليس موتا للفناء بل موتا للحياة. ففي الصليب نحيا الموت المزدوج. والموت المزدوج هو موت العالم في نظر المؤمن، وموت المؤمن في نظر العالم، وهذا ما يقوله الرسول "الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم" (غل ٦ : ١٤)، فالمؤمن ينظر إلى العالم فيراه مصلوباً أمامه، ولا يجد فيه إغراء أو جاذبية لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة وهذه كلها قد صلبت في الصليب، ونرى مثالا لهذا في احتقار موسى للعالم كما يقول كاتب العبرانيين "بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون مفضلا بالأحرى أن بذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة" (عب١١ : ٢٤ – ٢٦ ). فموسى حسب عار المسيح الذي هو الصليب غنى أعظم من خزائن مصر، وكان الصليب هو سر انتصاره على العالم، ولذا فالرسول يحضنا على السير في ذات الطريق قائلا "لذلك يسوع أيضاً لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب فلنخرج اذاً إليه خارج المحلة حاملين عاره لأن ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة" (عب ١٣: ١٢- ١٤) فهل صلبنا الجسد مع الأهواء والشهوات وخرجنا وراء ربنا خارج المحلة؟ حينما نتكلم عن موضوع صلب الجسد ينزعج البعض فهم يشعرون إنها عملية قاسية جدا لما فيها، حسب اعتقادهم، من حرمان للمتع والملذات. ولكن في هذه النقطة يشرح القديس يوحنا ذهبي الفم فكرة الموت عن العالم قائلا: "ما يدعوه هنا بالعالم لا يعني السماء ولا الأرض، وإنما يعني شئون الحياة ومديح الناس والأعوام والمجد والغني وكل هذه الأمور التي تبدو للإنسان سامية. أما بالنسبة لي فكل هذه الأمور ميتة...وأنا ميت عنها، لا تأسرني ولا تغلبني، لأنها ماتت مرة بالنسبة لي وإلى النهاية. إنني لا اشتهيها، لأني ميت عنها. ليس شيء يمكن أن يكون مطوبا أكثر من هذا الموت (عن هذه الأمور)، فإن هذا هو أساس الحياة المطلوبة. "انه حقا الموت المطوب!! إن أساس الموت عن العالم هو الشبع الحقيقي. فالإنسان حينما يستعلن له موت المسيح على الصليب وإن هذا الموت لحياة الإنسان حينئذ يملك المسيح على حياة الإنسان ويكون هو المحرك والمشبع للإنسان، فيتصاغر جدا العالم في نظر الإنسان، ويشعر الإنسان بعجز العالم بل وبفقر هذا العالم، فيموت العالم في نظره لأنه قد قبل أن يموت هو عن العالم. إن في الصليب دعوة للموت المطوب. في الصليب نجد شبعا لا نهائيا عن كل ملذات ومسرات العالم. فبارتفاعنا على الصليب ونحن في شخص المسيح نجد إن هذا العالم لا يساوي حبة رمل واحدة. عزيزي القارئ، هناك من ينوحون ويبكون عند موت الأحباء ودفنهم في التراب، أما من يدفنون رغباتهم وشهواتهم فيتهللون فرحا لأنهم قد دفنوا ذواتهم في شخص المسيح المصلوب فطوب موتهم وأعطاهم أن يرثوا معه وفيه كل شيء.