Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

نعمات موافي تكتب: أبو العلاء شاكر فشخور

 في يوم مشمس جميل من أيام الربيع التى تختال فيه الفراشات هائمة بين الزهور قررت أن أقف مكاني لأرفع قلبي ويداي شاكرة لمبدع الخليقة ومصور الأكوان..  وبينما قلبي يفيض بالحمد ولسان يلهج بالترنم والتسبيح لأعظم رب وأحن أب أحاطني بحبه الفائق للمعرفة.. وأنا مسبية فى نهر محبته أخذتني روحي لتريني معمماً يقف فى ساحة الصلاة.. يرفع يديه ورأسه مبحلقاً فى سماء السماوات مقدماً تشكراته بكل جسارة وهمس جهور مملوء بالثقة والخيلاء قائلاً فى نفسه متفشخراً: " اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ وأقدم لك كل الحمد، أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ المُجْرمين المُستبِحين المُرتَشين الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ الفَاسقين، وَلاَ مِثْلَ هذَا اللص الخائن الْضال الذي يحتال على عبيدك من الفقراء والمساكين، فأنا لا أدينه، بل وأعرف أن لك أعين تخترق أستار الظلام وكل شيء مكشوف وعريان أمامك لأنك أنت علام الغيوب، وتعرف نيات القلوب، وأنت عالم بأنني أَصُومُ لك مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، بل وَأُتَصِّدقُ عن كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ، وعلى رأس المُتبرعين فى كل الجمعيات الخيرية ويداي لا تبخل عن العطاء للجميع، بل وأشكرك على كل ابتلاء أبتليتني به لتمحصني بالتجارب والأمراض والفقر، بل وأنني أقبل من يدك الشر كما أقبل الخير منك، فأنك على كل شيء قدير، وتهديني للطريق المستقيم ولا تزغ قلبي بعد أذ هديتني.. ولتكن مشيئتك، بالشر أو بالخير، كله بأمرك وما يحسن فى عينيك أفعل يا كبير.... ". وبسرعة شدتني روحي من أمام أبو العلاء شاكر فشخور المكسور.. لتريني اللص الخائن الضال الواقف فى آخر الساحة من بعيد ولاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، وفى بكاء المنسحقين يقَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً بصوت حبيس: " اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ... خرج الأثنان من الساحة وقد ذهب التائب صاحب الروح المنسحقة لبيته والبهاء النوراني يملء وجهه وثمر الروح ينضح منه على كل من حوله بالمحبة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف والصلاح والأمان والتعفف والوداعة، ليس لأهل بيته فقط بل مع الجميع، ظهرت فيه الصورة الإلهية بمجدها وبهائها وكل ما أعده الله للذين يحبونه..  وبينما كان أبو العلاء شاكر فشخور المكسور راجعاً إلى بيته، وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآتهُ زوجته فصرخت فى أولادها أن ينتشروا اتقاء شره وكيده ونكده وتكديره للجميع، وعندما ألق السلام عليها من العلياء، قالت.. "سلام قولاً من رب رحيم"، حتى إذا أحتجب ترى الخير والبركات أمامها..  وأنا فى حيرتي سألت روحي.. لماذا نَزَلَ اللص إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا دُونَ ذَاكَ الفشخور؟ .. فتنهدت وهي تصرح لي بأن أبو العلاء يقف أمام الله بأعماله وهو لا يعرف أن كل أعماله بطالة بلا نفع، بل ويرى نفسه أبر من الله وينتظر الأجرة كأجير مستحق الثواب عن كل الفرائض وتكاليف العبادات التي فعلها أمام الله، وكل حسنة عملها ينتظر أن تُذهب سيئة من شرور قلبه غير الكامل فى المحبة.. بينما التائب الأواب اي العائد إلي الأب بكل أتضاع سيجد الأحضان الإلهية تحتضنه فيذوب فى محبة الله ويحيا نهر الحب اللانهائي فى الحلة الأولي يحكم فى كل شيء ولا يحكم فيه من أحد، أي يحيا سِمات وصورة الله، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ مفتخراً بأعماله وحسناته يَسَّقِط ُفى مزالق الحضيض، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ بالاتضاع أمام إله المحبة يَرْتَفِعُ مًحلقاً فى أمجاد الحياة الإلهية.. دمتم آوابين لمحبة الله متنعمين بسماوات مجده فى ارضكم وأجوائكم، يحيطكم بسور نار محبته وكل البركات فى داخلكم.. مع جزيل المحبة لكم ووافر الشكر وأمنياتي لكم بالانطلاق فى الرفعة والنجاح ودوام التوفيق ويدير سلامكم كنهر وملء الأفراح..