Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

رامز ارمانيوس يكتب: يدق ناقوس الخطر بشدة!

 نشر الكاتب البرازيلي الشهير "باولو كويلو" قصة قصيرة كتب فيها: "كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة، ولكن ابنه الصغير لم يكف عن مضايقته؛ وحين تعب الأب من ابنه قام بقطع ورقة في الصحيفة كانت تحوي على خريطة العالم ومزقها إلى قطع صغيرة وقدمها لابنه وطلب منه إعادة تجميع الخريطة.. ثم عاد لقراءة صحيفته.. ظانا أن الطفل سيبقى مشغولا بقية اليوم.. إلا أنه لم تمر خمسة عشر دقيقة حتى عاد الابن إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة! فتساءل الأب مذهولا: "هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا؟! رد الطفل قائلا: "لا، لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة، وعندما أعدت بناء الإنسان، أعدت بناء العالم"... كانت عبارة عفوية؛ ولكنها كانت جميلة وذات معنى عميق "عندما أعدت بناء الإنسان، أعدت بناء العالم"، فالأهم بناء الإنسان ... في القرن الماضي، كان الاهتمام الاول، والقضية التي تشغل البال هي ماهية الكنيسة. فقد كان قرنا اككليسيولوجيا، فقد كانت الكنيسة تسعى دائما الي تحديد السمات المميزة لها وسط الانتشار السريع والمكثف للكنائس والطوائف الأخرى. والسبب الآخر، هو كثرة المهاجرين الي البلاد الغربية واهتمام الكنيسة بتوضيح الأسس والقواعد التي يجب أن يتبعها المؤمن في التعامل مع الكنائس الأخري. أي ما يجب أن يعرفه عن كنيسته، وما يمكن أن يتعلمه من الكنائس الأخري. فاحتكار التعليم والشعور دائما بالأفضلية والتعالي على الأخر بحجة عدم صحة إيمانه لم يكن يوما ما هدفا من أهداف الكنيسة، بل هي سقطات بشرية وانحراف فكري أساسه الذات. أما ما يشغل الكنيسة في هذا القرن، ومع الانتشار السريع للتكنولوجيا، ووجود جيلا من الشباب يفكر ويبحث، فهو الإنسان نفسه. لأن الإنسان هو شغل العالم الشاغل. بل لقد ينحرف الإنسان حينما يتصور إنه مركز الكون الآن. من هنا، أريد أن أوضح، ومع ما تعانيه الكنيسة اليوم من خلال البعض الذين يصرون على التمسك بعقائد موروثة وأفكار غريبة أدت إلى حالات من التدمير الروحي أو الخراب الأسري، فالحل هو الإنسان. نحن كمجتمع شرقي لم نهتم كثيرا بقيمة الإنسان، ولا بأهم ما يميز هذا الإنسان، الذي هو عقله. مسكين هذا العقل الذي يصرخ متوجعا مما حدث له إثناء فترة الطفولة ما تلقاه من اساليب فاشلة في التعليم. لقد أصبح ضحية عملية قميئة تسمى "الحشو". فكان التعليم عبارة عن مونولوج، أي حديثا منفردا من الاستاذ يتلقاه الطالب دون تفكير. وهذا ما يحدث معنا الآن، فعملية الحشو مستمرة، فيتلقى العقل أي تعليما روحيا دون تفكير. حتى أصبحت أغلب العظات عبارة عن روجتات روحية أو خطوات محفوظة يتبعها الانسان لكي يدخل السماء!! وتتكرر مأساة العقل الذي يصرخ متوجعا طالبا الاستخدام بدلا من الحشو. لقد طرحت كثيرا هذه النقطة، ولكني لم ولن أصاب بالملل أبدا. بالعكس أجد الحاجة ملحة جدا، خصوصا مع الخرافات والأساليب التي يتبعها البعض للسيطرة علي العقل القبطي. إن المسيحية لا تطلب إيمانا أعمى، بل إيمانا متأصلا في النفس ناتج عن اختبار وتفكير عقلاني أيضا. "فالعقل يحفظك والفهم ينصرك." (أم ٢ :١١). لقد كان الإنسان يستخدم عقله في دراساته وفي عمله، فلماذا يصاب العقل بالشلل أمام الإيمان؟ نعم إن الإيمان أعلى من العقل وأرقي منه ولكنه ليس ضده. إن عبارة "العقيدة خط أحمر" عبارة تثير الاشمئزاز لأنها تحتوي بداخلها على دعوة لوأد العقل وقتل كل المحاولات للتفكير النقدي. لقد كتب يوحنا ذهبي الفم قائلا: "كم اشتاق أن تكونوا مُتيقنين، وليس مُتيقنين فقط، بل بفهم، لا تظنوا أني أقصد الإيمان العاري والعقيم، بل أقصد الإيمان بفهم وحب" (عظات على رسالة كولوسي، عظة 5). إن ما حدث وما يحدث حاليا من بعض الأشخاص تجاه المخدومين خصوصا الأطفال، يعتبر في بعض الأحيان جريمة في حق الإنسانية. فبدلا من استخدام العقل في الخدمة أصبح التركيز على بعض الأمور التي أعثرت الكثيرين وشوهت الصورة أمامهم. لذلك هناك عوامل كثيرة في قفص الاتهام وما هي إلا نتائج لغياب العقل. فمثلا إلاعتماد على الأدب النسكي الرهباني الذي لا يناسب الكثيرين والذي فيه تكثر نغمة إماتة الذات. فتشوه مفهوم الاستشهاد ومفهوم الحياة أيضا. كذلك، اختفاء وتهميش الكتاب المقدس في الكنيسة تماما وأصبح كتاب تأملات سطحية بدلا من أن يستعلن المسيح من خلاله فاختفي المسيح عن المشهد تماما، مما أدى إلى الاعتماد على العظات كمصدر تعليم للكثيرين وللأسف تحمل الكثير من الغيبيات، فكثرو انتشر الجهل بقيمة الحياة، ونسينا إن للإنسان دورا ورسالة فيها وإنها هبة مجانية إلهية وان من حق الإنسان أن يستمتع بهذه الهبة، نعم أن يستمتع بالحياة!! اننا أمام ناقوس يدق بشدة مطالبا إعادة تشكيل العقل القبطي. عزيزي القارئ، أرجوك تأكد إن الإيمان قويا جدا، فهو يستطيع أن يقف شامخا أمام اي تساؤلات عقلانية. اطمئن واعلم أن استخدام العقل أصبح ضرورة ملحة للحماية مما يتم تصديره لك من الغيبية الروحية. نحن خليقة الله، ذات قدرات هائلة، ولكن يا للمأساة نترك هذه القدرات لأن استخدامها أصبح "خطا أحمر"!!