Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

عاطف حنا يكتب: ”بمن” ...ام... ”بماذا” نكرز! (٥) لا للقدرية ولا للقضاء والقدر!!

لقد طرحت أسئلة في العدد السابق من مقالي تحت عنوان لا للقدرية ولا للقضاء والقدر؟! ويحدوني الأمل في قدرة القارئ اللبيب على إجابة كل شخص حسب قناعاته الشخصية في هذا الأمر، لأني أعلم علم اليقين أننا جميعاً بدون استثناء بما فيهم كاتب هذا المقال، اعلم أننا نشأنا على مسلمات تسلمناها من الأسرة أو المجتمع تغذي فينا هذا الإيمان المسلم من جيل إلى جيل بدون الرجوع إلى كلمة الله في مجملها. فنحن كعرب أو بالأخص كمصريين نشأنا منذ نعومة أظافرنا في مجتمعات تغذي فينا هذا الإيمان سواء في المدرسة وقطعة المحفوظات التي بلا شك كانت تشمل على أجزاء من القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية التي كثير منها أسقط هذه الأيام لعدم الجدوى أو لأسباب أخرى، وإذ كنت لا تعلم أقرأ تاريخ المملكة العربية السعودية وكن متابع لما يجري على الساحة هذه الأيام، ولكي لا أعرج كثيرا عن المحتوى الأصلي للموضوع سوف أذكر بعض من أقوال القديس يوحنا ذهبي الفم الذي تعتبره الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، علامة فارقة في التعليم الأرثوذكسي، الكتاب بعنوان "التواكل والقدرية و العناية الإلهية" وابدأ حديثي بالحق الكتابي الذي يقول  "إِنْ شِئْتُمْ وَسَمِعْتُمْ تَأْكُلُونَ خَيْرَ الأَرْضِ.٢٠ وَإِنْ أَبَيْتُمْ وَتَمَرَّدْتُمْ تُؤْكَلُونَ بِالسَّيْفِ». لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ. (إشعياء ١: ١٩، ٢٠) الله يقول إن شئتم وان أبيتم أي لم تريدوا تركا لنا فرصة لنتبع بحريتنا حياة الفضيلة أو الشر حسب إرادتنا، الشيطان يقول لا نستطيع أن نهرب من المكتوب علينا سواء اردنا أو لم نرد بينما الله يقول لو شئتم وسمعتم تأكلون خبز الأرض، ثم يكمل القديس إن فكره القدرية تقول لو أردتم هذا فلن تقيدكم إرادتكم شيئا اذا كان ما تريدونه ليس مكتوبا ولا مفروضا عليكم بينما الله يقول إن أبيتم تؤكلون بحد السيف فالإيمان بالقدرية يقول إن لم نرد فلابد أن نخلص تحت أي ظروف اذا كان مكتوبا لنا أن نخلص. فهل هناك ما أوضح من هذه الحرب التي يحرض فيها تلاميذ هذا الشرير بلا حياء المؤمنين ضد الكلام الإلهي فليس غريبا أن تقبل شياطين هذه الأفكار عن التواكل والقدرية لكن الأغرب أن يقبل أولاد الله أي المؤمنين باسمه مثل هذه الأفكار فانت يا من لديك تعليم إلهي وخلاصي كيف تحتقر تعليمك هذا وتسرع إلى الضلال الذي يسبب هلاكا للنفس، هنا أكلم العارفين بكلمة الله وليس الذين من الخارج وأقول "لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِل؟  أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللهُ يَدِينُهُمْ. «فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ». (١ كورنثوس ٥: ١٢، ١٣) يقول القديس يوحنا الذهبي الفم "اني أتضايق جدا وابكي وانتحب لأنه حقا يستحق الرثاء من يسقط في خطايا لا تستحق المغفرة، اخبرني يا من تؤمن بهذا أي مغفره تكون هناك عندما يعلم الله تعليم بينما يقول الشياطين عكس هذا التعليم وأناس الله يعتبرون تعليم الشياطين اكثر صدقا ويعطي أيضا مثالا على الإيمان بالقدرية والتواكل فيقول اذا دنا رجل بامرأة وقدم للمحاكمة فيقول إن هذا ليس  ذنبي بل القدر أوقعني في هذه الخطية، لقد أردت أن اضبط نفسي لكن القدرية أجبرتني على الخطية، فلا يدان مثل هذا وتصدر ضده عقوبة قاسية على الرغم من ذلك التبرير المضحك هل سيصفح عنه لا على الإطلاق بل سوف يدان بالقانون الأرضي وبالنسبة للذين يؤمنون بالقدرية فليس  لديهم مبرر افضل من أن كل شيء يصير بالقدر وليس بالإرادة فبحسب رأي هؤلاء إن القدرية اقوى من الإرادة اذا فعبثا يحاكم أو يحاكم هذا المتهم بل يجب أن يبرر لأنه تبع القدر الذي يفوق الإرادة إننا لم نسمع قط عن متهم قال  أمام المحكمة بهذه المبررات بهدف أن يبرر نفسه وسمعت المحكمة الأرضية هذا التبرير. وهكذا القدرية هي بدع شيطانية وخرافات وهذيان ويتساءل المؤمنون بالقدرية قائلين إن كان البشر يغفرون للذين اجبروا بواسطة إنسان مثلهم على ارتكاب جريمة فهذا الذي اجبر من القدرية يجب أن يغفروا له بالأحرى لأنه من المستحيل الهروب من القدر. إن سلطان القدر لا يهزم حتى لو ذهب المرء إلى الصحراء أو أبحر إلى مكان بعيد فانه لا يهرب لن يهرب لن يحرم من مخططات القدر فمن الواضح أن الذي يأخذ القدرية كحجة لكي ينجو من العقاب فانه لا ينجح أبدا فلا يفلت المجرم من العقاب إذا دافع أمام القضاء عن نفسه معلقا ارتكاب جريمته على القدرية كذلك العبد في بيت سيده والتلاميذ في مدارسهم ولا أحد في أي مكان أخر يمكن أن ينجو باتخاذ القدرية مبرر الأخطاء إن الذين يؤمنون بالقدر يتخذونه كمبرر لكي يبررون أخطائهم هم. أما بالنسبة لغيرهم فانهم يرفضون السماح لهم بان ينجوا من العقاب عن طريق استخدام ذريعة القدرية هكذا نراهم مقتنعين بالحق إن القدرية تعتبر خرافة، بل هؤلاء يرتكبون خطأ أبشع يلقون كل المسؤولية على الله فنجدف على الله ونجعل النفس خاملة لان اقتناعها بان السقوط في الشر امر حتمي ولا يتوقف على ممارسة أعمال الفضيلة من عدمها هذا يؤدي إلى تثبيط عزيمه هذه النفس. يشبه القديس يوحنا ذهبي الفم إن الإيمان بالقدر هو عباده أصنام فيقول: فلنهرب يا أحبائي من عباده الأسنام هذه التي هي في الواقع تشبه ما قيل في العهد القديم هو ذا موتا في القدر يا رجل الله إن من يأخذ ولو شيئا يسيرا مما في داخل هذا القدر أي الآراء الفاسدة فسوف يموت إن لم يسرع إلى التعليم المستقيم حتى يستمتع بالصحة الروحية وحتى لا نندم بلا فائدة بعد رحيلنا من هذا العالم وينتهي زمن التوبة. اختم بتحذير كتابي من فم الرب نفسه في العهد القديم "فَإِنِّي أُعَيِّنُكُمْ لِلسَّيْفِ، وَتَجْثُونَ كُلُّكُمْ لِلذَّبْحِ، لأَنِّي دَعَوْتُ فَلَمْ تُجِيبُوا، تَكَلَّمْتُ فَلَمْ تَسْمَعُوا، بَلْ عَمِلْتُمُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، وَاخْتَرْتُمْ مَا لَمْ أُسَرَّ بِهِ". (إشعياء ٦٥: ١٢)