Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

مينا ماهر يكتب: دردشة…بالعربي الفصيح... رواية ”إلى متى تجوع الضباع؟” (١٢)

مقدمة: بدأت في كتابة هذه الرواية في مايو ٢٠١١ وانتهيت منها في نوفمبر ٢٠١١! تدور أحداث الرواية في أول ستة أيام من ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، لذلك يجب أن تقرأ في السياق الزمني والسياسي المناسب لهذه الفترة!  في الحلقة السابقة: قرر خالد أن يتخذ خطوات ايجابية في البحث عن شريف وحماية المتحف المصري من السرقة في آن واحد، فطلب المساعدة من أحد الثوار الغيورين على المتحف! أما شريف جلال، فقد دفعته عشوائيته للحاق باللصوص والتسلل ورائهم إلى المتحف المصري، فسقط جارحاً رسغ قدمه، ورآه الهجامان خميس وجمعة وهو اعزل، بلا سلاح، فثبتاه بسكين! أما چو عطالله فقد كان مشتت الذهن في التحرير محاولاً لقاء خطيبته المخطوفة من جديد، وعليه لم يستطع تلبية استغاثة المتحف المصري حين كان يسرق!  

حلقة ١٢:

"دروع بشرية"

كان الجميع يتصارعون على اقتحام المتحف، وقتما طلب خالد من هذا الثائر ذي الحماس الواضح، أن يساعده في عملية تنظيم دروع بشرية حول المتحف، فرحب الرجل جداً مدركاً حسن قصد خالد؛ واتضح أنه طبيب (جرّاح)، اسمه شوقي الرشيدي، و يعمل في احدى المستشفيات الخاصة. فقاما سوياً على التو بمزاحمة الجموع عند باب المتحف الرئيسي، وصاح  خالد: - ماحدش حيدخل المتحف إلا على جثتي...ٕاحنا لازم نحمي المتحف دا... قد رأى خالد أن توظيف دروع بشرية لحماية المتحف سيقلل من الفوضى، و بالتالي يسهل عملية تأمين المتحف، و أيضاً العثور على شريف الذي من المفترض أن يكون وسط هذه الفوضى. و على الرغم من نداء خالد المدوِ، ظل البعض يتناحر لاقتحام المتحف بحجة اللصوص الذين بالداخل، أو النيران المتقدة بجانبه، فصرخ أحد الشباب وقال بصوت عال: - اللي حيدخل المتحف سواء بالخير او بالشر يبقى ھو كمان حرامي و عايز ضرب البلغ. احنا حنحمي المتحف من برة، و ورونا الوطنية اللي بجد يا شباب! وسرعان ما انھى هذا الشاب جملته حتى اصطف بجانب خالد والطبيب شوقي، وفي  ثوانٍ معدودة انضم إليهم عدد غفير من الشباب، و قليل من قوات الجيش! أعجب خالد بحماس ھذا الشاب ومبادرته لحماية المتحف فابتدأ يسمع له ولأفكاره في كيفية حماية المتحف؛ فتم الاتفاق على حراسة البوابات الرئيسية الثلاث عن طريق تكوين حواجز بشرية متشابكة الأيدي لمنع تسلل الدخلاء. و فوجيء خالد أن شريف لم يكن بين صفوف الناس! فاغتم أكثر وتذكر وقتها اللصوص الذي زاد عددهم من تسعة إلى عشرة في نفس اللحظة التي اختفى فيها شريف! فابتدأ يستشعر بتشكك أن شريف ھو المتسلل العاشر، لكنه أحصي مع اللصوص خطأً؛ فانتابته حالة من الحيرة والقلق، وقرر ألا يفارق المتحف! وإقترح قليل من الشباب المتجمع أمام المتحف ايقاد النار في شاحنة أمن مركزي، قد ھجرھا رجالھا و ھربوا تاركين ٕاياھا أمام باب المتحف الرئيسي، بحجة منع قدوم أي لصوص أخرين من الجھة الرئيسية، بينما كان الھدف الأصلي ھو التخفي وسط الدخان و التسلل الى ارض المتحف، فٔادرك ھذا الشاب الواعي خطتھم، و سأل بصوت مسموع: - في حد ھنا بيعرف يسوق لوري؟! كان خالد قد اكتسب مھارة قيادة الشواحن أثناء خدمته العسكرية، فأجاب بالإيجاب: - ٔانا... فطلب منه الشاب ان يقود الشاحنة إن استطاع و يسد بھا مدخل شارع وسيم حسن من جھة الكورنيش فركض خالد تجاه الشاحنة و لحسن الحظ ان مفاتيحھا كانت بھا، فٔادار المحرك و سار في اتجاه كورنيش النيل. كانت نيران مبنى الحزب لا تزال متقدة و الناس لاتزال تملأ الشارع، فظل خالد يضرب "كلاكس" الشاحنة لإخلاء الطريق، وإذا بعينيه تنفرجتان فجأة، و ضغط  على كابح الفرامل  و قال: - يا ليلة سودة... أنا نسيت تامر خالص!!  

"في اللحظة الأخيرة!"

 كاد تامر ان يفقد صبره من طول الإنتظار امام مبنى الحزب الوطني على أمل ان يظھر خالد، و المحاميل لا تعمل كما نعلم! و عليه، هم بالمغادرة بعد أن اغتم من مشاھدة حريق مبنى الحزب، و الذي أشعل بداخله نقمة شديدة على الشعب المصري العاطفي، الذي يعيش اللحظة الحاضرة فقط. و صار يسب في قلبه خالد الذي ورطه في هذا الموقف السخيف؛ غير أنه سمع أخيراً مناداة خالد، الذي اتجه لمقابلته أمام مبنى الحزب بعد نجاحه من ٕايقاف الشاحنة بعرض الشارع كما طلب منه. و انسال تامر على خالد ببحر من العتاب المشحون غضباً: - إيه يا خالد دا؟! ساعة بحالھا مستنيك. حبكت تتحرك من مكانك في الظروف المھيبة دي؟ انت مش عارف ان النيلة الموبيلات مش شغالة؟! - معلش امسحھا فيَّ، أصلك لو سمعت اللي حصل حاتعذرني... - حيكون ايه يعني اللي حصل؟! ما الدنيا كلها مقلوبة؟ - أنت عارف طبعاً ان شريف كان اختفى في الأحداث دي! - إيه؟ لا طبعاً ماعرفش....ازاي؟ - مش مهم التفاصيل…المھم يعني…ھو ظھر تاني... و لما كلمتك كان طب عليا فجأة و عايز ينزل تاني التحرير! - مجنون دا ولا إيه؟ - ما انت عارفه ...المھم ٔانا طلبت منك تيجي عشان تستلمه مني، لأني سايب نسرين و الولاد في مدينة نصر، واهله بصراحة مش حمل إنه يختفي تاني! - طب ھو فين دلوقتي بروح امه؟ صمت خالد لبرھة و قال: - احتمال كبير يكون جوة المتحف!    

"وجھا لوجه!"

 كثيراً ما كان يتابع ٔاخبارھم في الصحف، و مراراً عديدة كان يستمتع بمشاھدتھم في الأفلام المصرية، و لكن لم يكن شريف يتوقع أن يرى نموذجا حيا لبلطجية مصر بهذا الكثب؛ كان لا يزال يستعيد وعيه من أثر الضربة التي تلقاھا على رٔاسه بعد أن نغزاه بالسكين، فكان يأمل أنه يحلم؛ فھم بلا شك أشد شراسة و أكثر عنفا و اسلط لسانا ممن شاهدهم على شاشات التلفاز قبلاً. و ما إن ابتدأ شريف تمييز خيالا خميس و جمعة، حين كانا ينھبان التماثيل المطلية بالذھب، حتى حاول أن يھرب، لكنه كان مقيد القدمين و اليدين! فحاول فك قيوده بفرك رجليه و ذراعيه بشدة دون جدوى! ومن حمو يأسه صرخ في وجهي خميس و جمعة: - حرام عليكم….حصلت تسرقوا البلد يا حوش؟! فنظر نحوه خميس، وھو منھمك في تكويم المسروقات: - والنبي تنقطنا بسكاتك، ايش حال ما كناش شايفينك و انت داخل معانا، كنت داخل تعمل ٕايه...تزور المتحف بروح خالتك؟ فنظر جمعة لأخيه شزراً و عنفه: - انت حتفضل طول عمرك دغف يا خميس؟ اللي قدامك دا مش وش سرقة اصلاً! - وانت عرفت منين؟ شفت بطاقته؟ - مش بٔاقولك دغف...الحاجات دي مش محتاجة بطاقة...ما ھي باينة زي الشمس...الواد دا ايديه ناعمة ولسانه نظيف، مالوش في شغل الھجامة ولا حتى ينفع في البوليس...دا ابن ناس…و العياذ بالله! - و ٕايه اللي حدفه علينا يا ضبع؟ نظر جمعة نحو شريف، و تقدم اليه بخطواتٍ بطيئة مريبة، اقشعر لھا بدنه؛ ثم اخرج جمعة من جيبه "قرن غزال" و راح يلوح بھا ببرود حتى صار قبالة شريف، فدنى بركبتيه منه، و اقترب بوجھه من وجهه جداً و صاح عالياً: - ٕايه اللي حدفك علينا يا لهَ؟ إنطق!! ارتعب شريف جداً لدرجة انه ركل  لاارادياً بقدمه احدى معداتھما الملقية على الارض، مما أفزع خميس بالتبعية، فافلت منه تمثال الملك توت و ھو ممتطياً النمر، فتهشم التمثال الى اكثر من قطعة؛ فغضب الضبع جداً و انتهر اخاه: - مش تفتح يا ابن الكلب! ثم ما لبث أن انتصب و ركل شريف غيظاً في بطنه بشدة مخرجا ما في جوفه، و قال له بھيستيرية مبالغة: - كله منك يا خرع يا ابن الخرعة. ٕايه فاكرنا مولودين زيك في بقنا معلقة دھب؟ لأ يا روح امك، ٕاحنا بنشقى عشان نلاقي اللقمة. ثم دنى من شريف مرة اخرى وجذب شعره بعنفٍ وقال: - انت عارف التمثال اللي اتكسر دا تمنه ممكن يأكل كام نفر في المنطقة عندنا؟ عارف؟ ٕاحنا اتكتب علينا الفقر اللي ما اتكتبش على حد! تقوم انت تلعب في السبوبة بتاعتنا؟! بصعوبة استطاع شريف أن يلفظ أنفاسه من شدة الألم و السعال و ٔاجابه: - ٕايه اللي مانعك تتعلم وتشتغل...عايز افھم؟ ترك جمعة شعر شريف و استقام و ھو يضحك بشدة و قال بسخرية متجولا في المكان: - تصدق و تٓامن بالله كانت تايھة عني...فعلاً ٕايه اللي مانعني ٔاتعلم و اشتغل؟ ثم عاد ادراجه لقمة الغضب و ركل  الحائط معللاً: - عشان مش لاقي ٓاكل، مش لاقي ٔانام زي بقية البشر. انت نفسك لو مريت بظروفي ما كنتش حتتعلم. انت ابن محظوظة بس مش ٔاكتر. فٔاجابه شريف بتسرع: - الكلام دا مش صح...انت اللي بتعمل الظروف مش ھي اللي بتعملك! - كلام فارغ…بتاع افلام…ما بيأكلش عيش!!! طب بٕامارة ٕايه عايز افھم... ثم صرخ: - بامارة ايه؟! واحد مش  لاقي يعيش...يجيله منين مزاج يتعلم؟!! ثم ركض نحو شريف بغضب و امسكه من قميصه و ھم بلكمه، و لكنه توقف فجأة ًاستجابة لصوت شخص رابع غير متوقع أتى من الخلف قائلا: - عندك! فالتفت الجميع تجاه الصوت و اذ بثلاثة لصوص آخرين بعصي متربصين لھم، و كبيرھم هو الذي كان في الوسط، و غالباً هو من قام بالتعليق السابق! و ما ان رآه جمعة و خميس حتى ابتلعا ريقھما سوياً و قالا مذعورين: - ٔابو دومة؟…

يتبع في الحلقة التالية من العدد القادم!