Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

عبد المسيح يوسف يكتب: أستاذي العزيز ... جورج اسحق ... شكرا ... والله يرحمك

منذ أيام قليلة وأنا أتصفح السوشيال ميديا من وقت لآخر، كعادتي اطمئنانا على أخبار المحروسة مصر، بعد سنوات هجرتي وغربتي في كندا، وجدت خبرا أحزنني للغاية، هو سفر أحد أساتذتي للسماء، الأستاذ والوطني والحقوقي والمناضل الوطني جورج اسحق. ورغم الخبر الحزين، ورغم طول المسافات، وعدم قدرتي على المشاركة في قداس صلاة الجناز، لأن أستاذي جورج اسحق يستحق كل الخير وأن نرد له جميله وأستاذيته. كان اختياري أن أتحدث عنه هنا. تعرفت على جورج اسحق "مع حفظ الألقاب لأستاذي" عن طريق أحد أهم أساتذتي، وأطال الله في عمره أستاذي الصحفي والكاتب والباحث سليمان شفيق، في بداية عام 2001. كان سليمان شفيق مرتبط بالعمل مع الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية مستشارا، وتحديدا أمانة الثقافة والإعلام، التي كان يرأسها جورج اسحق، وأحدث بها طفرة نوعية على مستوى عقلية وتطلعات وأمال وسلوكيات، المدرسين والطلبة، وبفضله وبفضل المتعاونين معه من باحثين وصحفيين ومثقفين. كان جورج اسحق منارة للتنوير والثقافة والفكر بجانب كونه معلما وسياسيا ووطنيا له باع يشهد له القاصي والداني. قدمني له سليمان شفيق في بدايات عام 2000، وكانت الانطباعات إيجابية للغاية، تبادلنا الإعجاب، خاصة وأنني لست غريبا عن ثقافة الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية وأمانة الثقافة والإعلام، باعتبار أنني أحد أبناء الثقافة الفرانكفونية، حيث درست ونضجت في فرنسا. بدأت المشاركة في برنامج المشاركة مدخل لبناء روح المواطنة والديمقراطية، هذا البرنامج الطموح والرائد بين مدارس مصر كان يقوم علي تطويره مجموعة من الأساتذة والدكاترة المحترمين من ذوي المكانة في مجال الفكر والثقافة والتنوير، اذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر: الدكتور عماد صيام، الله يرحمه، والذي كان إنسانا بمعني الكلمة وطاقة إيجابية لكل من حوله بشخصيته الطيبة المتواضعة وإبداعاته الفكرية والسلوكية والتنويرية، وكذلك الدكتور سامح فوزي، الكاتب والباحث الأكاديمي، ومدير مركز دراسات التنمية بمكتبة الإسكندرية، هذه الشخصية ذات الإمكانيات الفكرية والتنويرية الكبيرة، وغيرهم من المثقفين والباحثين. هذا الإنتاج الفكري والتنويري والسلوكي، تمت ترجمته في مجموعة من الملتقيات الصيفية لكل طلبة ومدرسي الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، في مختلف محافظات مصر، والتي يزيد عددها على 158 مدرسة، من أسوان إلى الإسكندرية. كان جورج اسحق أبا ومعلما للجميع هدفه نشر الفكري التنويري والحقوقي والديمقراطي وسط أجيال من الطلبة والمدرسين، يمثلون مستقبل مصر. لم يتوقف دور أمانة الثقافة والإعلام عند هذا الحد بل كانت لها أنشطة كثيرة من ندوات وورش عمل وإصدار نشرة دورية وغيرها من الأنشطة الفكرية والثقافية التنويرية. كانت كل هذه الأحداث كلها محركها جورج اسحق، الذي كان طاقة تنويرية وحقوقية وديمقراطية لمن حوله. جورج اسحق، هذا الأستاذ والمعلم، ولد في محافظة بورسعيد، الغالية علي قلب كل مصري وطني، والتي تمثل نقطة مضيئة في تاريخ مصر الحديث. ولد عام 1938، وسافر للسماء في 9 يونية 2023. وشارك منذ صغره في حركة الفدائيين في بورسعيد ضد العدوان الثلاثي على المدينة الباسلة. وكان ناشطا على المستوى المحلي والشعبي، حيث رشح في انتخابات مجلس الشعب في دورته 2011-2012. تخرج في كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة القاهرة، عام 1964. عمل مدرسا للتاريخ ثم خبيرا تربويا. وكانت الانطلاقة الوطنية، عندما قاد حركة كفاية المعارضة ضد نظام مبارك، في وقت كان نظام مبارك في أعتي صور بطشه وتنكيله بالمعارضين، وفشل نظام مبارك في القضاء على حركة كفاية ومظاهراتها، منذ بداية عام 2004، وكانت الحركة بمثابة صداع رهيب في رأس نظام مبارك ونظام التوريث لجمال.   وتحمل جورج اسحق الكثير من المضايقات الأمنية والاعتقالات رغم كبر سنه.  ولعب جورج اسحق دورا مهما في ثورتي يناير ويونيه 2011 و2013 والتعديلات الدستورية والحركة الوطنية وكان من قيادات الثوار في ميدان التحرير. وكانت أخر مناصبه عضوا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان. كان جورج اسحق يتعامل مع كل من حوله بتقدير واحترام، ومعنا فريق تنفيذ برنامج المشاركة والديمقراطية مدخل لبناء روح المواطنة بأستاذية عالية، ندرك أننا كنا أعضاء في فريقه المبدع بأمانة الثقافة والإعلام، وهذا يحملنا مسؤولية أننا نعلم ونتعلم من الأجيال الشابة طلبة وطالبات مدارس الأمانة وكذلك المدرسين والمدرسات، كانت عملية تعليمية وتربوية وتنشئة مستمرة لكل الأطراف علي المواطنة والمشاركة والتنوير. كنا نعتبره العمدة والأستاذ والمعلم. وعلى مدار سنوات طويلة تعاملت فيها مع جورج اسحق، كان دائما كبيرا وأستاذا في تصرفاته، لا أنسي يوم مشاركته في خطوبتي وسعادتي البالغة بأحد القيادات الوطنية تأتي مع بقية أساتذتي يباركون لي ويشاركونني في مناسبة مهمة للغاية لي. ولا أنسي يوم أن كنا ذاهبين فريق أمانة الثقافة والإعلام إلى الغردقة للإعداد وتنفيذ أحد الملتقيات الصيفية لطلبة وطالبات ومدرسي ومدرسات مدارس الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، وإذ بالسيارة التي فريق الأمانة، أحد إطارات ينفجر، وكادت السيارة تنقلب على الطريق السريع بين القاهرة والعين السخنة، وتعطلنا ساعات طويلة، وفريق الأمانة فيه أستاذي الكاتب الصحفي والباحث والمفكر سليمان شفيق، والأخت والصديقة العزيزة أمل أشعياء، وبقية الفريق الإداري للجنة الثقافة والإعلام، لقد مررنا بوقت عصيب وصعب للغاية. وأتذكر أن جورج اسحق كان خارج مصر في هذا التوقيت، وعندما علم بالأمر، اضطرب كثيرا، وكان همه الأول الاطمئنان على سلامتنا، والتأكيد على أهمية صحة وسلامة كل واحد في الفريق.، وكان كثير الاتصال بنا على مدار الساعة، وكانت سعادته كبيرة، عندما قررنا استكمال السفر للغردقة انتظار للأفواج القادمة من طلبة ومدرسي مدارس الأمانة، وقامت شركة النقل بإرسال سيارة جديدة لتقلنا من السويس، بعد أن نقلتنا سيارة نصف نقل!! من الطريق السريع قرب العين السخنة لمدينة السويس، حيث استرحنا هناك وأكلنا سمكا، وكانت من أكثر اللحظات التي لا يمكن نسيانها، حيث كنا قبلها على شفا السفر للسماء. ذكريات كثيرة مع جورج اسحق، عايشتها وتعلمت منها، خاصة عندما كان يأتي إلينا في ملتقيات الغردقة ومرسي مطروح والعريش والإسماعيلية، كان يجلس معنا ويحكي عن رؤيته وموقفه من عدد من الأمور الوطنية والتعليمية والتربوية، كان شخصية وطنية، مبدعة وخلاقة، يتعامل بأستاذية ولباقة، كانت شخصيته جذابة، وقادرة على جذب انتباه كل من حوله، كان له ضحكة مميزة ووجه بشوش وصوت متميز جهوري يتناسب مع كاريزمته وشخصيته القوية والمبادرة والمبدعة والنضالية الوطنية. الأستاذ جورج اسحق، سلاما لروحك ... الوطنية المناضلة، وعزاء لكل من أحبك واحترمك وتعامل معك وتعلم منك، وهم كثيرون، لقد تركت أثرا إيجابيا عظيما، علي كل من عمل معك وتعرف عليك، وكذلك علي آلاف من طلبة وطالبات مدارس الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، الذين يدينون لك بتغيير آفاق حياتهم لتكون آفاقا أوسع وأرحب ومستقبل أكثر إشراقا، وكذلك الكثير من المدرسين والمدرسات، الذي استفادوا من برامج لجنة الثقافة والإعلام، بتعاون وترحيب ودعم من المسؤولين عن الأمانات الفرعية في مختلف محافظات مصر للآباء الكهنة الموقرين آباء مختلف الرهبانيات الكاثوليكية في مصر، المشكلين لمدارس الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية. سلاما لروحك أستاذي جورج اسحق، وعزاء لأسرتك ولكل من أحبك، إلى أن نلتقي، لكمني دائما الاعتراف بالأستاذية والفضل والامتنان للعمل معك والتعرف عليك. والتعلم منك.