Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

هاني صبحي يكتب: احنا اللي خرمنا المونوريل!!

تحت شعار العيد فرحة.. وبحضور سعد نبيهة شخصيا، وفي وضح النهار وبأريحية شديدة، يتخللها الكثير من السعادة والإقبال غير المبرر على الحياة، وروح من المرح مسيطرة على الأجواء، وبتميز الأوقات دي من السنة، اللي بتتراجع فيها بعض الشئ، أو تستخبى مؤقتاً، مشاعر الإحباط والاكتئاب، والخوف المَرَضي من بكرة الغامض اللي ملوش ملامح، ولا ظاهر له أمارة أو إشارات تطمن وتريح القطاع الأكبر من سكان المحروسة، برغم إن دولتهم وحكومتهم الرشيدة، بتحتفل بشكل شبه أسبوعي بإنجاز جديد، حضاري وانشائي ومعماري، كانت نتيجته حضور طاغي لمصر بموسوعة جينيس للأرقام القياسية، كدولة لديها أكبر جامع وأضخم كنيسة، وأعلى برج وأطول ساري علم وغيره من الإنجازات. إلا إن كل المجهودات المبذولة دي، لتحسين صورة مصر ورفع معنويات شعبها الحبيب الغالي على قلب حكومته ومسئوليه، مجهودات لم تشفع لدى بعض من المواطنين، اللي دولتهم بتسابق الزمن، وبتوصل الليل بالنهار، وبتاخد قروض بالمليارات من صندوق النقد الدولي، بغرض نقل الوطن والمواطن من ظلام التخلف، لرحاب التقدم والازدهار..كل ده لم يمنع ذلك الجزار من الإقدام على تلك الفعلة النكراء.. عشان تشتعل مواقع التواصل بمشهد حقيقي عبثي، لجزار قرر يجيب شنيور، يُحدث به خرماً بأحد أعمدة المونوريل، لتثبيت خطاف يعلق بيه دبيحته، ويجيب العدة والرجالة، مع الأنبوبة والبوتاجاز وجردل المية، وينطلق بكل بهجة وهمة ونشاط في الدبح والسلخ والتقطيع! وهنا بقى، لابد أن تكون لنا وقفة.. وبالتأكيد لا يمكن بأي حال من الأحوال، هتكون منحازة أو بها أي نوع من التبرير للسلوك الهمجي المتخلف ده، اللي بالمناسبة اتحاسب عليه واترقع غرامة تتجاوز المائة ألف لحلوح.. لكن دعونا نشوف المشهد بمنظور أوسع، ونمد أيدينا اللي بيشير أحد أصابعها بالاتهام على الجزار المهمل المتخلف..اللي بالمناسبة، وصفه بالتخلف، هو وصف سليم تماما وواقعي..لكن هل أصابع الاتهام مفترض تشاور عليه وحده؟ هل تهمة العشوائية والاهمال، تهمة حصرية، زبونها وكبش فداءها دايما واحد وهو المواطن العشوائي المتخلف ؟ وهو فقط دونا عن آخرين، اللي لازم يدفع فاتورة الخطأ؟ السؤال مرة تانية..هل فيه حد في الصورة دي مخطئ غيره رغم أنه يستحق فعلا للعقاب؟ مبدئيا انا مش چيفارا، ولا شاهر سيفي ضد الرأسمالية المتوحشة، ولا يصح إن في واقعة زي دي تحديدا، ارفع لواء المدافع عن الغلابة وطبقة البروليتاريا الكادحة..انا فقط بصيت على الصورة كاملة، وشوفت فيها مخطئ آخر، وشوفت مظهر من مظاهر التخلف متزوق ومدهون وش حداثة وتقدم..شوفت مشروع عملاق، سبقه مشاريع عملاقة عديدة، وهيكون بعده العديد والعديد من المشاريع، اللي في ظاهرها الدعائي وآلة البروباجندا الإعلامية الضخمة اللي مصاحباها، أنها تطوير ، تعمير ، بناء دولة حديثة.. لكنها نسيت..أو تجاهلت تبني الإنسان نفسه اللي بيتسحق ويتهرس تحتها. الإنسان اللي مش متشاف اصلا..ولو اتشاف هيتطلب منه وهما بيقتحموا الأحياء السكنية والشعبية أنه يخرج من بيته، اللي هيكون أثر بعد عين، لو كان وجوده هيمثل عائق لكوبري أو طريق أو.. مونوريل.. الحجر أولا..الكوبري أولا..ولو هيعدي من البلكونة مخترقا الصالة مرورا بغرف النوم.. الكوبري اولا كمظهر للحداثة ولو هنقطع في سبيله آلاف الأشجار، ونجرف لاجل عيونه عشرات الحدائق العامة، متنفس الناس الوحيد في شوارع لا ترحم وبيئة خانقة اصلا بتقتل الإنسان يوميا بالبطئ، في عمر بيضيع في الزحام. وطموح وأمل بيموت في زحمة وبطئ ايقاع الحياة..سلوك الجزار المتخلف _ اللي مش بدافع عنه قطعا.. سبقه سلوكيات أكثر تخلفا منذ عقود..سلوكيات دولة، اهتمت ببناء المدن والكباري والفنادق والمنتجعات.  ونسيت تبني اهم عنصر بتقوم عليه كل الحضارات، وبترتقي بيه كل المجتمعات.. نسيت تبني الإنسان..تبني وعيه..تبني عقله وترتقي بثقافته وتعليمه وصحته..وبدلا من بناء المنشآت لخدمته، قررت تبنيها ولو على جثته..الجزار ده كان نموذج لملايين، وصلت لهم قناعة مؤكدة بالفطرة، إن المشاريع مش بتاعته.. العامود اللي خرمه ده مش ملكه ولا معمول له..كل الإنجازات والمشاريع بالنسبة له لها صاحب..يمتلك كل شئ، من اول الكوبري لحد المواطن نفسه.. حاسبوا الجزار إن كان يستحق..بس مين يحاسب اللي زرع التخلف والفساد، فطرحت زرعته الإهمال والعشوائية وفقدان الإحساس بالانتماء