Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

مينا ماهر يكتب: دردشة... بالعربي الفصيح: رواية ”إلى متى تجوع الضباع؟” (١٤)

مقدمة: بدأت في كتابة هذه الرواية في مايو ٢٠١١ وانتهيت منها في نوفمبر ٢٠١١! تدور أحداث الرواية في أول ستة أيام من ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، لذلك يجب أن تقرأ في السياق الزمني والسياسي المناسب لهذه الفترة! في الحلقة السابقة: قامت الدروع البشرية حول المتحف بالقبض على الطبيب شوقي الرشيدي بسبب تحركاته المريبة لتجنيد بعضهم لاقتحام المتحف؛ وبعد التحقق من شخصيته اتضح انه طبيب بالفعل، لكنه طبيب مقاول؛ وها نحن في صدد أن نتعرف على هذا المصطلح!! أما داخل المتحف، فقد ظهر أربعة لصوص آخرون واعترضوا طريق من قبلهم وأوقعوا بهم الرعدة!

حلقة ١٤:

 ان عدنا بالزمن اسبوعين فقط إلى الوراء، لكنا قد رأينا شوقي الرشيدي طبيباً ملتحياً في احدى المستشفيات الخاصة، ومتجهاً نحو أحد المرضى في غرفة الانتظار الخاصة؛ وما أن أدركه حتى حيَّاه: - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…قالوا لي إنك محتاج كلية جديدة ومستحرم تزرع واحدة! زراعة الأعضاء فعلاً رجال الدين بيحرموھا، و هم عندهم حق طبعاً!...عشان كده إدارة المستشفى حولوك لي عشان أتولى حالتك... ثم ابتدأ يهمس مضيفاً قسطاً من الإثارة الى حديثه: - لعلمك...زراعة الكلى مش ھي الحل الوحيد لحالتك…"و ان تعدوا نعم الله عليكم لا تحصوھا" صدق الله العظيم. يا اخي العزيز…في عملية جراحية أنا ممكن اعملھالك بنفسي...مجرد تغير بسيط في فسيولوجية الكلية المريضة بتاعتك، تخليھا تقوم بدورھا وزيادة حبتين...بس هتكلفك اكتر من زرع الكلية عشان دي عملية معقدة جداً...تحتاج تقنيات عالية…بس في النھاية…حلال مية فى المية! اقتنع المريض بكلامه وحدداه موعداً لإجراء العملية. وفي اليوم المتفق عليه وصل المريض قلقاً، فاستقبله شوقي الرشيدي بطلعته المبشرة ودخل به غرفة العمليات وقام بتخديره، و ما ان نام المريض حتى غادر شوقي الغرفة تماماً تاركاً فريق الجراحة بالداخل لينفذوا عملية "زراعة" الكلية! وقبل انتھاء العملية و اغلاق الجرح قام أحد أفراد الفريق بإحضار شوقي للمرة الثانية، ليقوم بتلطيخ نفسه بدم المريض ليكون باستقباله بابتسامة عارمة فور استيقاظه من المخدر، و كأنه ھو من أجرى له الجراحة! قطعاً، كل ما قاله شوقي للمريض عن العملية المزعومة كان خداعاً؛ وكان دور شوقي في كل هذا الهيلمان هو إقناع وطمأنة المريض لإتمام العملية فقط! تبدو مهمة سهلة، لا تحتاج إلى التقاول مع طبيب خارجي؟ لكن العجيب أن طب المقاولات هذا، مجال واسع ومنظم للغاية وله رواده من رجال ونساء متمرسين في الإقناع وتقمص الشخصيات المختلفة. فإن كان المريض أنثى مثلاً ولا تود أن تنكشف على طبيب ذكر في عملية جراحية ما، ولا يوجد في المستشفى طبيبة متخصصة، فيتم التقاول مع طبيبة مقاولة محترفة، لتقوم بهذا الدور الجليل! ولكن لا يقوم هؤلاء الأطباء المقاولون بٕاجراء الجراحة بأنفسهم، رغم مؤهلهم الجامعي، لأنهم غير ممارسين للمهنة. هم فقط نافذة (او ڤاترينا) لجذب الزبون، بدلاً من أن يختطفه مستشفى آخر! لم يعد، للأسف، المؤهل الجامعي في مصر مقياساً لكفاءة المهني! فقد يفتقر الكثير من خريجي الجامعات الدراية الشاملة بمجالاتھم! و ھذا يستدعي بنا مناقشة قضية التعليم في مصر. إن عملية قبول الطالب في كلية معينة، ما ھي إلا حصيلة مجھوده في الثانوية العامة؛ فيتحدد المصير المھني للتلميذ المسكين بأدائه في امتحانات الثانوية العامة المعجزة للقدرات! قليلون جداً من الطلبة من ينجحون بنسب عالية ويسجلون في كليات القمة، أما البقية فيوزعون حسب المقاعد على الكليات الأخرى! وهكذا سنحت الفرصة للجامعات الخاصة ذوات نظام التعليم الأمريكي أن تفتح ابوابھا لفئة الطلاب تعساء الحظ؛ وبرغم نبل المقصد الظاهري، إلا أن المكسب المادي في باطن تلك الجامعات له الأولوية عن العلم؛ فتحول التعليم الخاص الى تجارة، تباع فيها الشهادات لمن لا يزال قادراً على دفع المصاريف! والغريب أن العديد من خريجي الجامعات، خاصة كانت أم حكومية، حاصلون على أدنى التقديرات التي لا تؤھلھم على مزاولة مهنهم (أو أية مھنة أخرى)! وقد يسمح النظام الجامعي للطلاب الراسبين بٕاعادة السنة عدة مرات، دون تطبيق قانون الفصل إن لم يتم تحسين المعدل؛ فيتخرج الطالب رغم انف الجميع، ويحسب جامعياً على الدولة؛ لھذا امتلأ المجتمع الحالي بنماذج مثل المھندس الفاشل، والصحفي الجاھل، والمحاسب الفاسد، والطبيب المقاول! ان المبلغ الذي يتقاضاه شوقي الرشيدي مقابل مقابلة المريض واستدراجه إلى غرفة العمليات، لا يقل عن ألف جنيه مصري! فٕاذا كان يتقاول على عشرة مرضى في الأسبوع، فھو يقبض ما لا يقل عن عشرة آلاف جنيه اسبوعياً. مصدر رائع للكسب السريع دون الحاجة الى الكفاح والاجتهاد في الدراسة. ومن كان محتالاً في القليل، يحتال في الكثير ايضاً، لذا كان من السھل جداً على شوقي أن يخون وطنه ويسعى لسرقة المتحف المصري.        

"غرض في نفس يعقوب"

 كان جميع اللصوص المتواجدين بالمتحف المصري على دراية كاملة بوجود آخرين مثلهم في المكان، و لكن كان وقع المفاجأة على ابو دومة شديدا، حين رأى زعيم مجموعة اللصوص الجديدة يناديه بالاسم؛ فاستفسر قائلاً: -و انت تعرفني منين لامؤاخذة؟! - نار على علم يا ابو دومة...ھو انت قليل في البلد؟ دا انت دراع الحكومة اليمين يا راجل! ارتبك أبو دومة للحظة، و ابتدأ ينظر لمن حوله ثم صرخ بجرأة: - إيه الكلام الفارغ دا؟ انت مين يالَه اصلاً؟ - ماتتنفخش قوي كده؟ انت عارف كويس انه مش كلام فارغ...ولا انت مش عارف لقبك الرسمي"...ابو دومة...كلب الحكومة". - قصره يعني ...انت مين و عايز ٕايه؟ - عايزك ماتفتريش على خلق الله انت ورجالتك، رجع الحاجة اللي ٔاخدتھا لصحابھا؟ - هأأو...و ان ما رجعتھاش؟ - بسيطة...كل الناس حتعرف ان الحكومة ھي اللي مدبرة سرقة المتحف عشان تحرك مشاعر الناس ناحيتھا، و طبعاً اسمك حيتسرب بم انك انت اللي فضحتھم...وانت عارف ان الحكومة كافرة مش حترحمك !مشكلة الحكومة انھا اتغرِّت قوي، ما حسبتش حساب اليوم دا! كان شريف يسمع هذا الحديث في صمت و رھبة،  فتعجب و قال مشيراً الى ابو دومة: - أيوة..أنا كنت بشبه على الصوت دا فعلاً...دا نفس الصوت اللي كان بيفتح ابواب زنازين قسم قصر النيل و أنا محبوس! نظر كل من جمعة وخميس إلى ابو دومة بدھشة؛ فضحك ٔابو دومة بافتخار وقال لشريف: - الله دا انت طلعت سوابق زينا يا روح امك... ثم نظر الى من حوله و قال لزعيم اللصوص الجدد دون أن يكترث لتھديده: - طب ٕاحنا حكومة و عرفناھا، ما تعرفنا انت كمان بنفسك... فٔاجابه: - خليك في حالك...ٕاحنا جينا بس نطل…لغرض تاني خالص. كان الفضول - و ربما القلق - يقتل جمعة الدباغ، تُرى ما هو ھذا الغرض الآخر الذي يقصده ذلك اللص، فسأل عفوياً : - غرض تاني زي ٕايه يا أخينا؟  

"ابو دومة الدكش"

ولد أبو دومة منذ خمسة و ٔاربعين عاماً كمواطن عشوائي؛ كان يتمتع ببنية قوية في شبابه، فأصبح فتوة الحي! لكنه كان الفتوة الودود الذي يحمي منطقته من الإعتداءات الخارجية؛ ومع مرور السنين، ثقل عليه الحمل، فساقه كبرياءه لفرض الإتاوات على أھل حيه فبات مكروھا وسط ناسه على مدى جيلين. وكون عداوات كثيرة مع من جيرانه، و لھذا تم تجنيده سرياً لحساب الحكومة ليكون عينھا داخل المنطقة العشوائية و غيرھا. فھل هجومه على خميس، ليلة ٢٤ يناير، حين رفض جمعة عرض الحكومة بالانضمام اليھم، كان مجرد صدفة؟ ھل ٕاطلاقه سراح مساجين قسم شرطة قصر النيل من تدبير رأسه ھو فقط؟…ربما!! إن جواسيس الشرطة بارعون في اللعب الدنيء و لوي الاذرع، و لا حبيب لھم! فهم مستعدون للتخلي عن أي شيء مقابل بقاءھم في القمة. قد يكون هؤلاء من تعمدوا سرقة المتحف المصري حتى يفتقد الناس زمن الأمن والأمان قبل غياب الشرطة عن الشارع المصري!   يتبع في الحلقة التالية من العدد القادم!