Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

زينب علي البحراني تكتب: الآخرون.. وخطوطهم الحمراء

لكل فردٍ شخصيته التي تختلف عن شخصية الآخر، وظروف حياته التي تختلف عن ظروف غيره، ومن هذا المُنطلق الذي يُفترض أن الوعي به غدا من بديهيَّات هذا العصر؛ يجدر بكل إنسان يصبو للتأقلم مع مجتمعه بنجاح الحرص على احترام حدود الآخرين، ومهما كانت صلة القرابة بأولئك الآخرين تظل هناك درجات من الحدود تجب مُراعاتها في كل العلاقات البشرية باستثناء علاقة الجنين بوالدته وهو في بطنها، وعلاقتها به مادام طفلاً رضيعًا، لأنها العلاقة الوحيدة التي يسقط فيها حق القرار أو الاختيار تلقائيًا. من أبرز الحدود التي تم تصنيفها في علم النفس: الحُدود الجسديَّة، الحدود العاطفية، حُدود التواصُل، الحدود الفِكريَّة، حدود الوقت، وحدود العلاقة. تم تعريف كُل حدٍ من تلك الحدود بأمثلة توضِّح معناه، فالحدود الجسديَّة تُشير إلى: "الأشخاص المُقرَّبين لمساحة الإنسان الشخصيَّة، إلى أي مدى يُسمح لشخصٍ ما بالاقتراب منه، وما الذي يختار أو يرفض إدخاله إلى جسمه من طعامٍ وشراب"، والحُدود العاطفيَّة تعني أن للإنسان "الحق بعدم تحمُّل أي أعباء مشاعريَّة بسبب الآخرين مادام لا يرغب بذلك"، أمَّا حدود التواصُل فتركز على "ما يسمح الإنسان بأن يُقال أو لا يُقال له، وكيف يسمح للآخرين بالتحدث إليه"، الحدود الفكرية تعني: "سماح الإنسان لنفسه بأن تكون لديه أفكار ومُعتقدات وآراء شخصيَّة تختلف عن الآخرين، وأن يقبل فكرة وجود أشخاص قد لا يتفقون مع تلك الآراء"، بينما حدود الوقت تُحدد "كم من الوقت يختار الشخص قضائه مع الآخرين، وكيف أن على الآخرين احترام وقته"، وأخيرًا تأتي حدود العلاقة التي تتطلب وضع حدود واضحة مفهومة لـ "كيف يُعامل الناس هذا الشخص وماذا يتوقعون منه". مازال الوعي بمفهوم "الحدود الشخصية" للإنسان قاصِرًا في بعض البيئات المُجتمعية رغم أهميته العالِية، فبعضهم ينتهكون حدوده الجسدية بالاقتراب أكثر مما ينبغي عمدًا دون استئذان، ومن ينتهكون الحدود العاطفية بالتطفل على مشاعره أو ابتزازه مشاعريًا، ومن ينتهكون حدود التواصُل بالتدخل في خصوصيات الآخر ومسائله الشخصيَّة، وينتهكون الحدود الفكرية بمحاولة إجبار الآخرين على اعتناق آرائهم أو عدم احترام من يعتنقون أفكارًا مُغايرة، وينتهكون حدود أوقات غيرهم بالاتصال في أوقات غير مُناسبة أو فرض أنفسهم كضيوف مُفاجئين دون تحديد موعد، وينتهكون حدود العلاقات بإصرارهم على ارتكاب أفعال تسيء لحياة الآخرين وتتسبب بما يعتبرونه أذى لهم. تذكر دائمًا أنكَ لست أنتَ من يملك حق فتح أبواب الحدود على مصاريعها بينك وبين الآخر، دائمًا ثمة تعريف يختاره كل شخص لما يُناسبه وما لا يناسبه، وحين يقول لكَ شخصٌ ما بوضوح: "هذا السلوك لا يُناسبني" فيجب أن تتوقف على الفور لا أن تتمادى وتعتبره "يُضخِّم الأمور"، لأن ما تعتبرهُ "تافهًا" من وجهة نظرك وبالنسبة لظروفك قد يكون "ضخمًا" حقًا بالنسبة لظروفه، بل قد يتسبب بأذى وخرابٍ لا يمكنك مُعالجة أضراره أو ترميم آثاره فيما بعد.