Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

مينا ماهر يكتب: دردشة بالعربي الفصيح ... رواية ”إلى متى تجوع الضباع؟ (١٧)

مقدمة: بدأت في كتابة هذه الرواية في مايو ٢٠١١ وانتهيت منها في نوڤمبر ٢٠١١! تدور أحداث الرواية في أول ستة أيام من ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، لذلك يجب أن تقرأ في السياق الزمني والسياسي المناسب لهذه الفترة! في الحلقة السابقة: بعد أن أفصح تامر الدسوقي عن موقفه من الثورة و الثوار امام المتحف بسبب ما فعلوه بالضابط الشهم و الممثل المعارض، تلقى اقسى الضربات و ربط في أحد عواميد الاضاءة ليكون عبرة لغيره! أما داخل المتحف فقد قيد الجميع من قبل فريق الجماعات بقيادة عبد القادر؛ وقتها بدأ أبو دومة الدكش عميل الحكومة بالتآمر على الجماعات محاولاً تحريض جمعة الضبع و خميس أخيه ضدهم وتشجيعهم على الانضمام لفريق الحكومة؛ أما شريف جلال فقد ترك مقيداً هو الآخر لكنه كان يهذي و كأنه في أحلام يقظة!  

حلقة ١٧:

"سي إن إن"

  القى خالد جسده المنهك على سريره في شقته في التحرير من شدة الإرهاق، خالعاً عنه أعباء يومه الطويل المتعب، ظناً منه أن بامكانه الخلود الى النوم ولو لدقائق قليلة قبل أن يعود إلى شقة مدينة نصر حيث توجد أسرته! ولكن طاردته الأحلام المزعجة كلما بدأ يستغرق في النوم؛ فكان يستيقظ تارة على صوت شريف وهو يناديه، أو على تعنيف تامر الدسوقي له تارة أخرى، وأحياناً على خليطٍ من أصوات أفراد أسرته وھي تستدعيه مستنجدة! فقفز أخيراً من على الفراش مستنتجاً أنه لا جدوى من النوم، وقصد الھاتف الأرضي ليطمئن على عائلته، وقبل أن يجيبه أحد، استوقفته طرقات خافتة مريبة على باب شقته فاضطر أن يغلق الخط ليلبي نداء الطارق آخذاً كل احتياطاته الأمنية. كان يأمل أن يكون شريف للمرة الثانية، لكنه فوجئ بصديقه چو، فحياه بشغف: - چو، ٕازيك...؟!! أجابه چو بشيء من التحفظ: - أنا آسف يا خالد ٔاني جاي في وقت متٔاخر زي دا! استشعر خالد نبرة غير مٔالوفة، صادرة من چو، فٔاجابه: - يا عم انت بتقول ٕايه؟ انت عبيط ولا ايه؟...ٔاتفضل يا چو...خش. أما چو فرفض بلطافة: - لا مافيش داعى...عشان ما اصحيش الولاد - مافيش حد ھنا غيري! خش..خش… دخل چو، و ما ان اغلق الباب حتى انخرط في بكاء مقلق، فرق قلب خالد عليه و اجلسه قائلاً: - فيه ٕايه يا چو قلقتني!!؟؟ - انچي اتخطفت يا خالد...اتخطفت و مش عارف ٔاجيبھا! - انت بتقول ٕايه؟!! امتى دا حصل؟ - يوم ما نزلنا ندور على شريف، خطفوھا مني في التحرير...و انـ... قاطعته رنة ھاتف مفاجئة، فاستٔاذن منه خالد، ودخل بسماعة الهاتف الارضي اللاسلكية التي كانت بيده الى احدى الغرف تاركاً چو في الصالون ثم ٔاجاب: - الو... و ٕاذ بنسرين زوجته تعنفه بشدة: - انت فين يا سعادة البيه؟ ٕايه مش فارق معاك البھايم اللي في البيت؟ طب يا اخي...اسٔال، طمنا عليك عالأقل... - نسرين!...معلش اصل اللى حصل... - بلا حصل بلا قرف، ھو انت دريان بينا اصلاً.؟..ليه حق ٔاخوك، مش بس يطردنا...لا يضربنا بالجزم كمان طالما مالناش راجل!!! - اخويا ٕايه؟ انا مش فاهم حاجة!!!  إھدي بس كدة و فھميني... ثم  اختفى صوتها فجأة ليستبدل بصوت أخيه منفعلا: - بص بقى يا خالد، حركات العيال دي ماتنفعش! - حركات عيال ايه عوني؟ ما توضح كلامك!!! - الشقة دي متقفله عشان تتباع حسب الاتفاق، لكن تيجي من سكات تستعملھا لحسابك، فـ دا ما ينفعش! غضب خالد جداً من كلام أخيه، فعلى صوته و قال بسخط و سخرية: - لا معلش اصل ٕاحنا كنا بنتفسح!...ما انتش حاسس باللي بيحصل في التحرير!! دا بدل ما كنت انت اللي تعزم علينا؟؟! دا انت تليفون صغير منك ما حصلش! - خالد، انت مش صغير عشان ماتديناش خبر... - انت سامع نفسك يا عوني؟؟ ٔانا عيالي كان ممكن يموتوا في التحرير، و انت ھازز طولك في عز حظر التجول، عشان تمشيھم من الشقة...لا راجل ياله بمعنى الكلمة. - طب ايه رٔايك ان انا جيت صدفة، و السبب ان معايا زبون لقطة عايز يأجر الشقة بمبلغ خيالي، "السي ان ان" بنفسھم عايزين يأجروا الشقة عشان يرصدوا الأحداث في مدينة نصر. دي فرصة ما تتعوضش... - دا مش كلامك يا عوني، و لا عمرك كنت كدة!!! لكن معلش...ما انت دلدول لميراتك؛ طب ٔانا ميراتي و عيالي مش متتعتعين من الشقة بقى؛ و لو حصل، حنيجي نقعد عندكوا، ايه رٔايك؟؟ تلعثم عوني عند سماعه ھذا الكلام، فالزوجتان ليستا على وفاق، فلم يجبه، فاسترسل خالد: - شفت ازاي انك بقيت واطى، دا انت حتى عزومة المركبية، ما خرجتش من بقك!! اخص ع الزمن الأغبر، بص يا عوني م الاخر...ٔانا جاي في السكة، و حسك عينك تحرك عيلتي شعرة واحدة من مكانھم! حيبقى يومك مش معدي! كان يضرب بھما المثل في الأخوة! كانا ملازمان لبعضھما البعض في كل مكان. لكن شاءت الأقدار أن تزوجا، فاختلفت ديناميكية التعامل بينھما بشكل كبير. لم تكن حياة عوني الزوجية موفقة تماماً في أوائلها؛ ومن كثرة المشاكل العائلية  والمادية التي سببتھا له زوجته المستبدة، اضطر أن يكافح بشدة من أجل تحقيق ذاته! فنبغ كمھندس مدني في المقاولات على نطاق صغير، حتى انشأ شركته الخاصة وأصبح  عبقرية فذة في إدارة الأعمال. ھو ليس بشرير أو انتھازي بطبعه مطلقاً، بل انسان طيب القلب جداً؛ لكنه رُوض على إرضاء زوجته  على الدوام للمحافظة على المناخ العام  لمنزله! فحين عرض عليه عرض الـ"سي ٕان ٕان"، وسوست في نفسه امرٔاته، ليستغل الفرصة و يقبل العرض؛ عندھا صُمّت ٔاذناه و حجبت رٔويته عن أي مطلب ٓاخر، غير إتمام هذه الصفقة التجارية،  حتى و إن كانت على  حساب سلامة عائلة اخيه! اندفع خالد خارج الغرفة منزعجاً بعد انتهاء المكالمة آخذاً معه الأغراض التي كان يجب عليه ٕاحضارھا، وخرج من الشقة تجاه مدينة نصر، ناسياً تماماً ما يخص صديقه چو، الذي انصرف سراً في خلال ثوان قليلة بعد سماعه المكالمة الھاتفية الساخنة!    

"الأمر بالمعروف والنھي عن المنكر"

 شقشق صباح اليوم التالي، مسدلاً أشعته الذھبية على جدران المتحف الداخلية، عندئذ عادت الجماعة الى القاعة العلوية حيث قيد بقية اللصوص مع شريف. فالقى عليهم عبد القادر السلام: - السلام عليكم و رحمة الله و بركاته! متجمعين عند النبي يا اخوانَّا... أصدر رجاله ضحكات مقتضبة مجاملة لسخرية عبد القادر. بينما ظل الآخرون ينظرون له بلا استحسان! و بابتسامة بسيطة مستفزة أكمل عبد القادر حديثه: - ايه يا جماعة...حتى السلام ما بتردھوش....لا كده عيب....طب ما فيش كلمة شكر طيب؟! فرد عليه جمعة: - شكر؟؟!! على ايه يا عبد القادر...دا انت ضربتنا و ربطتنا...نشكرك على ايه فھمني؟ فرد أبو دومة على جمعة: - مش قلتلك انه خايف لنكشف سره للي برة... ضحك عبد القادر ضحكة قوية، سعل بعدھا بشدة و قال: - الله يجازي شيطانك يا ابو دومة...انت عارف كويس ٔاننا لا نخاف الا من الله سبحانه و تعالى...ثم نخاف ليه...مادام كل اللي برة معانا؟! كان شريف يصغي لهذا الحديث الفارغ  فقال مدافعا: - معاكم ازاي ان شاء الله؟؟ الكلام دا مش صحيح... - مش عايز تصدق انت حر!! اللھم ٔاني قد بلغت اللھم فاشھد... - ٔانا مش معاكم و ٔاكيد فيه غيري كتير برة مش معاكم... - صحيح، بس اللي معانا ٔاكتر م اللي مش معانا! ثم عاد مرة أخرى و ضحك ضحكة قصيرة وقال لجمعة قاصدا ابو دومة: - بقى سيادته قالك اني خايف!!؟؟ و يا ترى قالك ايه كمان؟! ارتبك جمعة قليلاً حين سمع ھذا السٔوال المفاجيء، فلم يجبه، فبادره عبد القادر قائلاً: - ٔانا ٔاقوللك قاللك ايه...حاول يجيبك في صفه عشان تعملوا رباطية علي و على الأخوة...ما دا اسلوب الحكومة الرخيص؛ و بعدھا حيرميك زي الكلب...ٔاصلك انت بالنسبة له ولا حاجة! نظر جمعة إلى ابو دومة مستفھماً ما إذا كان هذا الكلام صحيحاً، فما كان من أبو دومة إلا أنه دافع عن نفسه و عن فريقه: - طب لو فرضنا ان كلامك صح...انت بقى اللي المفروض نثق فيه و نٓامن له…مش كدة؟ ٔاجاب عبد القادر بطلقائية: - طبعا... - بٔامارة ايه....ايش حال ما كناش لسه بنتكلم عن ضربك لينا و خلافه...ايه حنستعبط؟ - ٔانا ضربتكم عشان احميكم....! أجاب شريف ساخراً: - الحقيقة فيك الخير...حاميھا حراميھا يعني!! كتم عبد القادر غيظه و أكمل حديثه: - بٔاحميكم من ضلال نفوسكم، ٔانا مھمتي ليست النھي عن المنكر فقط...بل نشر الدعوة ٔايضا...ٔانا لو كنت سيبتكم تھربوا، كنتم ستظلون في ضلالكم. رد عليه شريف: - ضلال ايه و دعوة ايه اللي بتقول عليھم...ما احنا مسلمين و الحمد الله!!! ٔاجابه عبد القادر ببرود: - طب الحمد لله رب العالمين....كده نبقى متفقين...استعنا ... ع الشقا بالله ذھب اربعتمھم نحو شريف و قرفصوا بجانبه و تھامسوا معه، و رغم أن شريف كان يعلو بصوته احيانا الا انھم حافظوا على ھدوءھم، ثم ما لبثوا ان ھموا بالقيام جميعاً، و قال عبد القادر لشريف: - فكر كويس، و خد وقتك... ثم مشى في اتجاه جمعة و خميس و تھامسوا بنفس الطريقة. و في النھاية قال لهما عبد القادر: - معانا حتبقوا اقوى، وكل احتياجاتكم هتبقى موجودة...شقة عربية...فلوس مش قليلة، عروسة... فرد جمعة مقاطعاً بعفوية: - مافيش داعي للعروسة...اصل ٔانا مش بتاع جواز! - استغفر الله العظيم... - لا ماقصدش يا عبد القادر اللي في دماغك والله... ابتسم عبد القادر على مضض و قال: - كله هيتغير بٕاذن الله تعالى...بس العب مع الفريق الكسبان!...قلبھا في دماغك يا جمعة انت و أخوك... و بنفس الاسلوب انتقلوا الى مجموعة أبو دومة فقال لهم عبد القادر: - مافيش وقت يا ابو دومة للعب العيال بتاعك دا...شوية و يدخلوا علينا المتحف و ينزلوا فينا كلنا تقطيع... - علي وعلى اعدائي...و بعدين مالك شكلك خايف كدة ايه؟! ما انت لسه قايل ان اللي برة معاك!! و لا نسيت!! - مغفل!!! هو انت فاكر اني باتكلم على الناس اللي اللي حتدخل المتحف عشان تمسكنا؟! الناس اللي حيقتحموا علينا المتحف دول، ممكن يبقوا كتار صحيح، و اكتر مننا انا معاك….بس فيه ملايين برة غيرهم…ولا يفرق معاهم المتحف بنكلة!!! دول اللي انا باتكلم عليهم!  دول اللي معانا! - و مالك واثق قوي كدة؟! - بكرة نشوف…بص لقدام ماتبقاش حمار....ٔانا عارف اننا مش ممكن نتفق...بس ممكن نتفاھم... - نتفاھم على ايه؟؟ - على كل حاجة...ودلوقتي التفاھم واجب، لان بعد كدة مش هتلاقي اللي يسمعك! - والمطلوب ايه بقى؟  اننا نبقى معاكم؟! - زمان لما ماكنتوش معانا... كنتوا بتسلكوا لنا سكك صغيرة حسب التساھيل، إنما سيشاء الرحمن قريباً جداً ان احنا اللي نسلك لكم السكك...وساعتھا غصب عنك هتبقى معانا! ً  

 يتبع في الحلقة التالية من العدد القادم!