Taxation Through the Ages: From Ancient Rome to Modern Times ”عُد إلى ديارك”.. سخط في الشارع لتزايد أعداد السياح ثورة في عالم المجوهرات... صنع أول ماسة في العالم من الورد! الحكومة تأمر ”آبل” بإزالة تطبيقي واتساب وثريدز الإعلام يتوقف تماماً احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة النظارة الشمسية تتألق بتصميم ”عين القطة” بطرق بسيطة وفعالة.. كيف تتخلص من التوتر في العمل؟ ماسك الصبار للشعر لمزيد من الترطيب والنعومة الوقت الأكثر إرهاقا من اليوم وظيفة من المنزل بـ100 ألف دولار أول مسابقة لملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم سر بكاء ام كلثوم في الأطلال

رامز ارمانيوس يكتب: لماذا الصليب؟ (2)

تحدثنا في المقال السابق عن الصليب، وأوضحنا العلاقة بين التجسد والصليب. وقد حاولنا الإجابة عن هذا السؤال، وقد أشرنا إلى سببا واحدا فقط وهو أن كل ما استخدم في هزيمة الإنسان، أصبح الآن بالصليب هو وسيلة نصرته. فإن كان الموت هو أداة لهزيمة الإنسان، فقد أمات المسيح هذا الموت وأفقده سلطانه على الإنسان، فأصبح موت المسيح هو نصرة لنا.. والسؤال الآن: هل هناك أسباب أخرى جعلت المسيح يختار الصليب؟ الإجابة نعم. فالمسيح باختياره للصليب يعلن عن قبول جميع البشر. فحينما يبسط الرب ذراعيه على الصليب فهو بذلك يقبل البشرية كلها. يقول القديس أثناسيوس الرسولي: "إن كان موت الرب هو فدية عن الجميع وبواسطة موته هذا نقض حائط السياج المتوسط وصارت الدعوة لجميع الأمم، فكيف كان ممكنا أن يدعونا اليه لو لم يكن قد صلب؟ لأنه على الصليب وحده يمكن أن يموت إنسان وهو باسط ذراعيه. لهذا كان لائقا بالرب أن يحتمل هذا الموت ويبسط ذراعيه، لكي بأحدهما يجتذب الشعب القديم وبالذراع الأخر يجتذب الذين هم من الأمم، ويوحد الاثنين في شخصه". (تجسد الكلمة ٣: ٢٥). فالصليب هو إعلان لقبول الجميع في شخص المسيح. هو الحضن الأبوي المفتوح دائما لقبول الإنسان حتى في أصعب لحظات حياته، أو أكثرها ظلمة وابتعادا من الإنسان عن مصدر الحياة. عزيزي القارئ، أن كل مرة تدخل فيها إلى الكنيسة، أنظر إلى يسوع المصلوب، ستجده باسطا ذراعيه لك لكي يحتضنك. أنه يقبلنا بكل ما فينا، حتى ولو رفضنا من الجميع، فهو يقبلنا وبلا شروط. السبب الثالث لاختيار المسيح للصليب، هو قهر رئيس سلطان الهواء. فقد قيل عن الشيطان أنه رئيس سلطان الهواء (افسس ٢: ٢). لذلك،  إختار المسيح أن يعلق في الهواء لكي يبيد سلطان رئيس سلطان الهواء.  وهنا يقول القديس أثناسيوس: "لقد جاء الرب ليطرد الشيطان ويطهر الهواء منه، مهيئا الطريق الي السماء وذلك بالحجاب أي جسده (عب ١٠: ٢٠). كقول الرسول: أي نوع من الموت يقدر أن يحقق هذا، إلا الموت الذي يتم في الهواء، أي الصليب". ( المسيح في رسائل القديس اثناسيوس). من هنا يتضح أن في  الصليب تمت النصرة علي الشيطان. إن من يصرح مدعيا عدم القدرة على الانتصار على خطيئته، هو إنسان ينظر إلى إمكانياته فقط، ولا ينظر أبدا الي إمكانيات من صلب لأجلنا منتصرا لنا. إن كان المسيح بالتجسد قد أخذ طبيعتنا البشرية و أخذ كل ما لنا ما عدا الخطية ، فبالصليب إشترك  المسيح ايضا مع الإنسان في ملء موته. فأخذ المسيح لنفسه كل شيء حتي الموت ايضا. وفي الصليب يظهر المسيح أنه رئيس الكهنة الذي يقدم الذبيحة، وهو الذبيحة ذاتها التي تقدم. وهذه الذبيحة هي الذبيحة الكاملة القادرة علي تطهير العالم كله. عزيزي القارئ، تذكر أن الصليب هو قوة الله التي تغير الإنسان. هو قوة الله التي حولت أدوات هزيمتنا الي ادوات نصرتنا. أن الصليب هو إعلان لقبول الله الدائم والمستمر لنا بغض النظر عن خطايانا وآثامنا. أن الصليب هو سر النصرة على رئيس سلطان هذا الهواء. و أن هذه الذبيحة لتطهير البشرية كلها. إن الحديث عن الصليب لا ينتهي، بل إن عمل المسيح من أجل البشرية لا يمكن أن يحد في كتب أو مجلدات. أن الصليب هو قصة الحب العجيب التي لم ولن تنتهي بعد، فهي قصة حب بدأت في عقل الله قبل تأسيس العالم، ولم يكتب الله الخاتمة لهذه القصة، لان حبه أبدي لا نهاية له.