محاولة لتوصيل النقاط أيمن الظواهري دراسة حالة قد يكون في الجحيم نافذة علي الجنة .. من الكيبيك وفي الانتخابات الكندية أنا الذي والذين وكله موجود في كتابي! يا عزيزي كم من زواهي حولنا‎؟! هل تحتاج الكنيسة إلى مراجعة صلواتها ؟! ثقيلة هي ثياب الحملان! (قصة قصيرة) (9) بأي حقٍ الهُجوم على النُّجوم؟ الكورة ونظرية ”الشبهية”!! روح الفاشل عبد الناصر تحيا بأرض مصر الآن‎ الافراج عن العلم! Digital Vendettas: When Online Reviews Become Tools of Revenge معك لا أريد شيء

سياحة في فكر طبيب

كان قصد لوقا الطبيب من كتابة انجيله أن يوضح الطريق المسيحي للأمم وإن يقوم بتفسير الإنجيل للبيئة الاممية. وكأن في ذلك الوقت بعض التيارات والفلسفات الغريبة، فقام الطبيب بكتابة انجيله بوحي من الروح القدس لكي يحمي المسيحية من هذه التيارات الفكرية الغريبة. وبدراسة إنجيل لوقا نستنتج أن هناك تيارين كتب عنهما لوقا لكي يكشف مدي اختلافهما عن الفكر المسيحي وهما التيار الهليني والتيار اليهودي

اولا: التيار الهليني

فقد رأي بعض الأمم أنه لا توجد اي ضرورة للربط بين الإنجيل وبين البيئة اليهودية التي نشأ فيها، وليس هناك أي صلة بين العهد القديم وبين حياة وعمل السيد المسيح. كما انهم رأوا أنه لا فائدة كبيرة للإنجيل من حياة يسوع المرتبطة بالحياة اليهودية، وكان كل همهم هو خلع الإنجيل من البيئة اليهودية ووضعه في البيئة الهيلينية. إن هذا الفكر يؤدي إلى التفريق بين إله العهد القديم وإله العهد الجديد. لذلك كان علي لوقا أن يكشف التدرج الذي سار فيه عمل الله في المسيح بداية من ميلاده حتى صعوده. فالإنجيل الذي يكتبه هو عرض لتجليات العمل الإلهي وامتداد للتاريخ الإلهي في العهد القديم.

للآسف أن هذه المعضلة لها ظلالا في عصرنا هذا! فأتذكر أحد الأصدقاء الذي قرر أنه لن يقرأ العهد القديم وانه لن يهتم به فهو لا يؤمن بإله العهد القديم الذي يراه إلها غاضبا، قاسيا، بل وأقول دمويا!!! فهو إذن غير مقتنع بالعهد القديم.

الحقيقة أنه لا فرق إطلاقا بين صورتي الله المرسومتين في العهدين القديم والجديد. ويشرح معلمنا يوحنا هذا الحق الكتابي حينما يعلن أن: "الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَبَر" (يو١: ١٨). و تأتي هذه الآية في الأصل اليوناني هكذا: " الله لم يره احد قط، الله الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر"

فالجملة أتت باللغة اليونانية الأصلية كما يلي وذلك مع ذكر كلمة الله والتي لا توجد في ترجمات عربية كثيرة.

Θεὸν οὐδεὶς ἑώρακεν πώποτε· μονογενὴς θεὸς ὁ ὢν εἰς τὸν κόλπον τοῦ πατρὸς ἐκεῖνος ἐξηγήσατο.

فإن ما يراه الإنسان في يسوع هو بعينه طبيعة الآب، إله العهد القديم، فلا فرق بينهما في الطبيعة. فإله العهد القديم هو نفسه إله العهد الجديد. وبما أن هناك محبة في العهد الجديد، إذا هناك محبة في العهد القديم. وبما أن هناك دينونة في العهد القديم، إذا هناك دينونة في العهد الجديد. الفرق الرئيسي هو الفرق بين الدينونة على مدى التاريخ، والدينونة في نهاية التاريخ. فهل هناك إلها محبا في العهد القديم؟

إن الصورة الاساسية التي رسمها الله لنفسه حينما تكلم مع موسى، هي الله المحب. فها هو الله يعلن عن ذاته: "فاجتاز الرب قدامه ونادي الرب: الرب إله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء." (خروج ٣٤: ٦)

نعم هذا هو التعريف عن إله العهد القديم وإله العهد الجديد أيضا فهو إله واحد لا يتغير.

إن الدارس لسفر هوشع، يري الله المحب الذي ينكسر قلبه على شعبه، فهو يصور نفسه في هوشع، زوج المرأة الزانية وما يريد أن يفعله هو أن يضمها بين ذراعيه. حقا هو لا يريد أن يتجاهل سلوكها، فخطته لها ليست الدينونة القاضية بل الدينونة التي تحول قلبها رجوعا إليه حتى يمكن أن يسترد (أسرته).

أما سفر يونان، فحب وغفران الله يتجلى في أبهي صورة، ها هو الله المحب يغفر ويقبل شعبا وثنيا عنيفا.

عزيزي القارئ، إن إله العهد القديم ليس إله الدينونة فقط، كما إن إله العهد الجديد ليس إله الحب فقط. فالله واحد لا يتغير. إله العهد القديم هو هو إله العهد الجديد، هو إله الحب، هو إله الدينونة، هو إله الغفران، هو إله العدل، هو هو لا ولن يتغير.

اما التيار اليهودي وما له من معضلة ذهنية الطقوس، فسنناقش هذه النقطة في جولة اخري مع لوقا الطبيب وذلك في المقال القادم ان أحبت نعمة الرب وعشنا.

المراجع:

١-الكتاب المقدس

٢-الدكتور القس ماهر مخلص – الأناجيل الإزائية

3-Hard Saying of the Bible: Walter C.Kaiser Jr., Peter Davids and Manfred T.Brauch.