سوبر سيو... المرأة التى لم تضحك قط

في أوائل القرن العشرين، كانت عروض السيرك والمسرح في أمريكا لا تقل في إثارتها عن أعظم أفلام هوليوود اليوم. الناس يأتون من كل حدب وصوب ليشاهدوا الغرائب… المهرجين، البهلوانات، آكلي النار، والنساء ذوات اللحى.
لكن في صيف عام 1907، ظهرت امرأة على خشبة أحد أشهر المسارح في جزيرة "كوني آيلاند" بنيويورك، لتُشعل ضجة لم تُطفأ حتى اليوم.
اسمها كان: Sober Sue. وغرابتها؟ أنها لم تبتسم في حياتها قط. ولا تضحك. ولا تُظهر أي تعبير على وجهها. إطلاقًا.
التحدي المجنون: "من يستطيع إضحاكها؟"
مدير مسرح Luna Park، الشهير بعروضه الخارجة عن المألوف، أراد أن يجعل منها ظاهرة إعلامية.
فأطلق تحديًا علنيًا: "10,000 دولار لأي شخص ينجح في جعل Sober Sue تضحك!" تصور هذا الرقم وقتها؟ 10,000 دولار في 1907 كانت ثروة حقيقية — ما يعادل اليوم أكثر من 350 ألف دولار!
الخبر انتشر كالنار في الهشيم، وتحول إلى حديث الصحف والمقاهي والساحات. العشرات، بل المئات، من الكوميديين المحترفين والهواة توافدوا على المسرح. كل واحد منهم يدخل أمام الجمهور، يقف أمام Sue، ويبدأ عرضه الهزلي:
بعضهم يقلد الحيوانات، آخرون يرتدون ملابس نسائية مضحكة، هناك من سقط على وجهه عمدًا، أو أطلق نكتًا بذيئة، حتى أشهر نجوم الكوميديا في نيويورك جربوا… وفشلوا
وهي؟ كانت جالسة في هدوء، بوجه جامد كالصخر، تحدق فيهم وكأنها تمثال حجري بلا مشاعر.
مع الوقت، بدأ الناس يتساءلون: هل هي إنسانة حقيقية؟ أم آلة؟ هل تتعمد السيطرة على نفسها بهذا الشكل؟
بل إن البعض قال إنها ربما تُعاني من اضطراب نفسي نادر يمنعها من الشعور بالفرح.
لكن الحقيقة التي ظهرت لاحقًا كانت أغرب وأذكى مما توقع الجميع:
اتضح أن "Sober Sue" كانت تعاني من خلل عضلي أو عصبي في وجهها، ربما شلل جزئي دائم، يمنع عضلات وجهها من التحرك كما يفعل الناس الطبيعيون.
ببساطة، لم تكن قادرة جسديًا على الابتسام! يعني حتى لو أرادت أن تضحك… لن تستطيع.
أن إدارة المسرح كانت تعلم هذا السر، واستغلت الأمر لصنع واحدة من أذكى خدع التسويق في تاريخ الترفيه.
عرض لا يمكن لأحد أن يكسبه، لكنه سيجعل الجميع يتحدثون عنه… ويأتون لرؤيته. وقد نجحوا تمامًا.
الناس لا يتذكرون من أضحكهم عام 1907...
لكنهم لا يزالون يتحدثون عن التي لم تضحك أبدًا.