التقدم العلمي صنعه الازدراء! تصدع الحزب الليبرالي في الكيبيك ... انتخابات العام القادم في الإقليم الصلاة على قارعة الطريق! سيكولوجية ”النفخ في الزبادي”! وعادت مصر إلى مربع الصفر! والشتا كان يومين وشوية مطر‎ لماذا يعشق الناس الأذى؟ نظرية التطور لا تتعارض مع قضية الإيمان بوجود الخالق A Warning from the Graveyard Rising crime and desperation show a society in danger لماذا تثير خطة ترامب لبيع طائرات F-35 للسعودية جدلا واسعا؟ إجراءات استثنائية فى أسبانيا لمواجهة حمى الخنازير خوفا من تفشى المرض تجميد الهجرة من ”دول العالم الثالث”.. ماذا يعني إعلان ترمب وما طرق تنفيذه؟

الطفل الذي أخذه الغراب ولم يُعرف

تعد قضية غريغوري فيلمين واحدة من أكثر الجرائم غموضاً وإثارة للرعب في تاريخ فرنسا. في 16 أكتوبر 1984، اختُـطف الصبي غريغوري، البالغ من العمر أربع سنوات، من أمام منزله في قرية صغيرة تُدعى ليبينج سور فولون في منطقة فوج. ساعات قليلة بعد اختفائه، عُثر على جـثته في نهر فولون القريب، وقد كانت يداه وقدماه مقيدتين، ووجهه مغطى بقبعة صوفية، في مشهد هزّ فرنسا كلها وأثار صدمة واسعة.

الغموض لم يبدأ مع اختـطاف غريغوري، بل منذ سنوات قبل الجريمة، حيث كانت عائلته تتلقى رسائل ومكالمات مجهولة المصدر من شخص يُعرف باسم "الغراب". هذه الرسائل لم تكن مجرد تهديدات عابرة، بل تضمنت تفاصيل دقيقة عن حياتهم اليومية، وكأن القاتل يراقب كل تحركاتهم.

في يوم اختـطافه، تلقّت عمة غريغوري مكالمة من الغراب أخبرها بمكان الجـثة. ذهب المحققون ليجدوا الطفل ملقى في النهر، وما زال الغموض يكتنف لحظاته الأخيرة، مع احتمال أنه رُمي حياً في الماء.

القضية شهدت فوضى تحقيقية وتغطية إعلامية مكثفة، مع تورط عدة أفراد من العائلة نفسها:

برنار لاروش: ابن عم والد غريغوري. اعتُـقل بناءً على شهادة موريل بول، شقيقة زوجته الصغيرة، لكنها تراجعت لاحقاً عن أقوالها، مدعية تعرضها لضغوط الشرطة. أُطلق سراح لاروش، لكن والد غريغوري، جان ماري فيلمين، اقتنع ببراءته، فأطـلق عليه النار وقتـله، وقضى عقوبة سجنية لمدة عامين ونصف.

كريستين فيلمين: والدة غريغوري. اتُـهمت في وقت لاحق بقـتل ابنها استناداً إلى تحليل خط اليد للرسائل المجهولة، لكنها تبرأت بالكامل في عام 1993 بعد سنوات من الشكوك والإجراءات القانونية المعقدة.

أقارب آخرون: في عام 2017، تم احتجاز عمة غريغوري الكبرى وزوجها للاشتباه في تورطهم، لكن أُطلق سراحهم لاحقاً لأسباب إجرائية، تاركين القضية كما هي، غارقة في الغموض.

رغم إعادة فتح التحقيق عدة مرات واستخدام أحدث تقنيات الحمض النووي (DNA)، لا يزال قاتل غريغوري مجهولاً. القصة أصبحت رمزاً للغموض، والأخطاء القضائية، والتغطية الإعلامية المكثفة، وما زالت تثير اهتمام الرأي العام الفرنسي حتى اليوم.

من رسائل الغراب المجهولة إلى جرائم العائلة المتشابكة، تبقى قضية غريغوري لغزاً رهيباً مليئاً بالدهشة والرعب والغموض.