إيليا مقار يكتب: الثورة وسنين الثورة

أكتب هذا المقال والأنباء مازالت تتوافد بتخبط وضبابية عن الهجوم الإرهابي علي فندق ومواقع عسكرية خاصة بالشرطة والقوات المسلحة في العريش وأنباء عن وقوع عشرات الشهداء والمصابين. يزلزلك هذا الحدث ويشعرك بالخوف، يجعلك تتساءل، علي أي جانب أقف، هل هناك للحديث عن مكاسب الثورة في ذكراها الرابعة؟ هل هناك مجال للحديث عن الشهيدة شيماء الصباغ ومئات الشباب من الشباب ضحية القبض العشوائي والغير عشوائي ممن يرفضون حكم المتطرفين وحكم العسكر؟
الحديث عن الثورة ورائحة دم شهداء العريش اليوم مازالت تزكم الإنوف تجعلك مرشحاً ليتم تصنيفك بالخيانة والعمالة. وسيصرخ الجميع في وجهك لعناً للثورة وسنين الثورة. فالخوف يجعلك تتخندق بالفصيل الذي تنمتي اليه اكثر. لا تتوقف لتدرك أن نجاة مصر ربما لن تكون في التخندق بل في الخروج من الخنادق لبناء مجتمع مدني حر يستقطب شبابه المؤمن بالثورة في فترة هو أحوج ما يكون لأنصار حقيقيين فاعلين. النظام له أنصار، ولكن معظم أنصاره من غير الفاعلين في التغيير وليس لهم قدرة على الدفاع عنه، هم في أحضان النظام لكي يدافع عنهم. ما يفتقده النظام في مصر هو الحليف الفاعل.
النظم في مصر أنظمة إستحواذية لا تقبل المشاركة. الإخوان تأمورا علي كل القوى الثورية التي ساندتهم وأنجحت مرشحهم الرئاسي بفارق ضئيل في مقابل مرشح نظام مبارك. والأن يفعل النظام الحالي نفس الجريمة. النظام يريد إستئصال أي صوت يسبب له صداع ويحاسبه ويطالبه بإظهار تغيير حقيقى نحو الديمقراطية والحرية. النظام لا يفرق بين إرهابيي سيناء المجرمين، ومجرمي الجماعة الراغبين في إستعادة مقعد القيادة في مصر حتى وإن أحرقوا مصر، حتى وأن تسولوا الرعاية وإرتموا في إحضان دول تحلم بإسقاط مصر. لا يفرق النظام الحالي بين كل هؤلاء ومواطنين ليس لهم حلم الإ أن يروا مصر أفضل، مواطنون فجرت فيهم ثورة يناير حلم الحرية والكرامة.
النجاة الحقيقة لمصر ونظامها الحالي لن تكون إلا من خلال التصالح مع ثورة يناير عن طريق إعادة الإعتبار لشبابها ووضع إستراتيجية نهضة صادقة تضع أهداف الثورة غايتها وترسم الطريق لتحقيق هذه الأهداف. حلم العيش والحرية والكرامة الإنسانية ولد ليبقى، والنظام لن يبقى الي بالإحتماء بثورة يناير والعمل علي تحقيق أهدافها.
رحم الله شهداءنا