إلغاء الفلسفة وعودة الكتاتيب شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة استريحوا قليلا

”أوروبا” إلى الجحيم‎

من أكثر من عام ونصف وقبل انتخابات الرئاسة الفرنسية كتبت مقال تحدثت فيه انه من الطبيعي جدا أن يختفي الديمقراطيون وبنتهم الشرعية اقصد الليبراليون عن المشهد سريعا، والآن تحققت تلك النبوءة ليس فقط برجوع السيد دونالد ترامب إلى الحكم في أمريكا ولكن لما يحدث ويتشكل في كل البلاد الأوروبية التي كانت الحاضنة الأساسية لليمين.

إن الخطأ الأعظم الذي جعل معظم الشعوب الغربية تفر من الديمقراطيون والليبراليون هو انهم إن استمروا في الحكم سيحولون شعوبهم إلى اقصى أنواع النازية والفاشية ويكون لديهم الحق التام في ذلك لأن مبادئ الديمقراطيون وأهدافهم أو لنقول استراتيجيتهم في الحكم هو فتح بلادهم وتشريع قوانين تسمح باستقبال أعداد فوق الطاقة الاستيعابية الحقيقية للمهاجرين واللاجئين والهاربين عبر الحدود بواسطة تجار البشر.

وهكذا أغرق الليبراليون والديمقراطيون بلادهم بملايين اللاجئين والإرهابيين الذين معظمهم يدينون بأيدولوجية تكره تلك البلاد وتريد تدميرها ومهما فعلت لهم هذه البلاد وقدمت من فرص وخدمات فإنهم يريدون أن ينتقمون منها.

وكما سبق وتنبأت بأن الحكومات الليبرالية والديمقراطية ستتساقط واحدة تلو الأخرى، فإن فوز الجمهوريون والمحافظون هو الإنذار الأخير لهؤلاء المهاجرين واللاجئين وخصوصا المسلمين بأن يعدلوا من توجهاتهم ونواياهم تجاه تلك البلاد لان الخطوة القادمة التي سيتخذونها أصحاب تلك البلاد هي اللجوء إلى أحزاب اليمين الذين يسمون أنفسهم "القوميين".

وهذه الخطوة خطيرة جدا وبدأ عدد من الدول الأوروبية اتخاذها لتنامى التيار الراديكالي الإسلامي وتعاملهم مع هذه البلاد على إنها فتوحات لابد أن تتم وانهم الآن في "غزوة" ولابد أن ينتصرون فيها لفتح تلك البلاد وهم بذلك يطبقون بروتوكولات الإخوان وأيدولوجيتهم اعتقادا منهم انهم سينالوا من تلك البلاد، ولحقيقة الأمر هم ضعاف البصر جدا لان تلك الأيدولوجيات لو كانت ناجحة لأثمرت في بلدانهم الذين فروا منها طلبا لحياة شبة إنسانية في البلاد الأوروبية وهربا من جحيم العيش في بلدانهم المحكومة بحكم ثيوقراطي مفلس.

كما إن بلدانهم الأصلية بدأت في التخلي عن الأفكار الراديكالية والدخول إلى العولمة بأقصى سرعة حتى لا يذهبون إلى مزابل التاريخ كما أن تنامى فوز الأحزاب اليمينية في أوروبا وفوز السيد ترامب، هذا ليس الإجراء النهائي لأهل البلاد الغربية لحماية بلادهم وعدم الانزلاق إلى جحيم حقيقي ولكنه جرس إنذار أخير لكل من يعيش في تلك البلاد ويكن لها الغدر بدل الامتنان والولاء.

ومع الأسف إذا وصلنا إلى حكم القوميين الراديكاليين الغربيين فسيدفع الكل الثمن كل الجاليات بما فيها نحن لأننا دائما ندفع أخطاء سفهاء الفكر الذين يشبهوننا في الشكل وليس الفكر.

والآن هناك طريقان قد بدأت ملامحهم في التكون: الأول أن يستمر الإسلاميون في أحلامهم الوردية بغزو تلك البلاد والسيطرة عليها، والثاني أن يستمر الديمقراطيون والليبراليون في الحكم، وكلاهما شر لابد من التنبيه إليه، ان ما يعتنقه أصحاب فكرة الإسلام السياسي والغزوات إنما وجدوه في البلاد الغربية نفسها نتيجة سماح هذه البلاد للدعاة المتطرفين بالتعليم وبث أفكارهم على أراضيها، وبالتالي تصبح البلاد الغربية نفسها مدانة لأنها سمحت بثعبان صغير أن يترعرع في كنفها، والآن اصبح "حية" تريد أن تبتلع كل ما هو حي، والتاريخ يعيد نفسه ولكن ليس من يتعظ.