لماذا يكره السلفيون المتحف؟ عزيزتي جود نيوز.. شُكرًا فوز ممداني في مدينة نيويورك وصناعة الكذب وعدم فهم الغرب غزوة المتحف المصري الكبير ابن الراوندي والفول النابت... وحكامنا الآلهة‎ رسالة من تحت الماء! 9.5% انخفاض في مبيعات اكتوبر النتائج الأولية: وصول 5 من المرشحين الأقباط لجولة الإعادة في انتخابات ”النواب” ومازلنا نعيش في ”الهبل” المقدس‎ من الكاتب؟ (٣) إيمان صريح وقف بناء كنيسة ميت عفيف بالمنوفية

ومازلنا نعيش في ”الهبل” المقدس‎

كنيستنا القبطية الأرثوذكسية هي كانت ومازالت وستستمر إلى يوم مجيء ربنا يسوع المسيح أعظم وأقدس وأثرى كنيسة بمفهوم الكتاب المقدس وتبعا لتعليم آباؤنا الرسل القديسين خاصة سيدنا والهنا الرب يسوع المسيح - له كل المجد- وهي كانت وستظل هكذا فقط بقوة وقداسة وبر الله الذي أخذناه نحن شعب الرب يسوع المسيح.

عظمة كنيستنا كان من شعب الكنيسة فقط الذى أمن ووضع رجاؤه في السيد المسيح، لم يكن يوما من عظمة أساقفتها ولا بطاركتها ولا معلميها بل من الشعب المؤمن بالمكتوب في الكتاب المقدس، ولم تستمد شموخها من تعاليم وطقوس وبدع وضعها من استأسر التعليم على نفسه ولا من وضع شروط وممارسات على حسب ما ارتقى إن يرتقى إليه عقله المبتدع، بل شموخها من شموخ بنيها الذين وسعوا تخومها وأطالوا أطنابها وأقاموها لتستنير، هم الشعب البسيط الغير متفلسف السالك بحسب الروح، ولا لم يكن يوما من الأيام لرهبانية وقساوستها وأساقفتها أو حتى بطاركتها دور يذكر في شموخها، بل على العكس كانوا مرات كثيرة جدا قد لا تعد سبب لكبوتها ومعون للهرطقات.

على سبيل المثال لا الحصر كان الأنبا يوساب الثاني سبب لإبادة شعب البشموريين البواسل بالكامل، من الأديرة خرجت كل الهرطقات والحروب وتقسيم الكنيسة، من الأديرة والرهبان قُسم جسد السيد المسيح على أساس ديني طائفي بسبب الأساقفة وحب الزعامات، حاربت الكنيسة الشرقية الكنيسة الغربية لسنوات، كما حاربت وأبادت الكنيسة الكاثوليكية الكنيسة البروتستانتية لسنوات عديدة، بل الألعن من هذا عندما استقوت الكنائس على بعضها البعض بغير المسيحيين بفتاوى من البطاركة.

والآن وفى يومنا هذا يخرج علينا من ماتوا عن الدنيا ليستمروا في تسلطهم وتوزيع بركاتهم لمن يعلن ولاءهم لهم ولعناتهم وحرمانهم لمن يخضع لمشيئتهم، يتدخلون في كل مناحي حياة جسد السيد المسيح، في أرزاقهم، وحياتهم العائلية، وحياتهم الشخصية، بل وفى اختياراتهم المستقبلية، حتى في توجهاتهم المستقبلية المادية والسياسية.

المشكلة إن هؤلاء الذين خرجوا علينا من الأديرة هم قد فقدوا الاتصال بالعالم الخارجي لسنوات كثيرة وأصبحوا غير مؤهلين حتى لقيادة أنفسهم خارج الدير، فكيف وبالأولى قيادة إيبارشية أو مدينة أو كل شعب الكنيسة برمتها؟!

هم لم يجربوا الحروب اليومية للشعب البسيط مثل توفير كل التزامات الأسرة لأن كل ذلك مؤمن لهم، هم لم يواجهوا الخطف وما تعانيه الأسرة من تلك المشكلة لأن الأمن محيط بهم، هم لم يعرفوا معنى التهميش الطائفي ومعاناة الأقباط السياسية، لأنهم يسمعون عنها ولا يعيشونها.

إن أديرتنا المصرية عامرة بآلاف الرهبان والراهبات، لماذا لا يحملون كتابهم المقدس وبدل من أن يعيشون حياة الأباطرة ينزلون إلى الشوارع يبشرون باسم السيد الرب يسوع المسيح ويثبتون للرعية، انهم طلبوا التلمذة وليس الزعامة، وبدل من أن يفكر كل أسقف كيف يبنى مباني فبالأولى يفكر أن ينفذ وصية سيده كحمل وسط الذئاب وتكون الضرورة له أن يجذب نفوس جديدة وليست أن يركب سيارة جديدة!!

ولكن المشكلة الآن انهم بدافع "الهبل" المقدس ساقوا الشعب إلى اقصى أنواع الجهل فأصبح من لا يسجد للأسقف مهرطق ومحروم، ومن ينتقد نيافته ليس ابن الطاعة ويستحق اللعنة، وأصبحت الأسقفية هبة إلهية من يد البطريرك وليس تكليف كتابي، بان من يشتهى الأسقفية يشتهى عملًا صالحا ولكنى اشك.

الأسقفية أصبحت مكافأة للموالين والاهم من ذلك إن أبناؤنا تركوا الكنيسة واتجهوا إلى العالم لانهم - واقصد كل الجيل الجديد- يستخدم المنهج العقلي، والتفكير الناقد لكل ما يتعلق بالروحانيات، ولكن أباء الكنيسة مازالوا يستخدمون خرافات أو حقائق غير منطقية لإقناع هؤلاء الشباب بـن الرهبان هم يمين الله على الأرض مثل القديس الذى يطير والأسقف الذى يضئ والراهب الذى مشى عريان على سور الدير، ليثبت للعالم أنه متواضع ولا يطلب المجد الأرضي، هذه الأمثلة كانت تناسب الأجيال القديمة ليسيطروا بها على عقولهم أما الآن فتلك الأمثلة تؤدي إلى الإلحاد... من اجل ذلك كفانا جهل مقدس، ولنعود إلى رشدنا، وكفى استعباد.