لماذا يكره السلفيون المتحف؟ عزيزتي جود نيوز.. شُكرًا فوز ممداني في مدينة نيويورك وصناعة الكذب وعدم فهم الغرب غزوة المتحف المصري الكبير ابن الراوندي والفول النابت... وحكامنا الآلهة‎ رسالة من تحت الماء! 9.5% انخفاض في مبيعات اكتوبر النتائج الأولية: وصول 5 من المرشحين الأقباط لجولة الإعادة في انتخابات ”النواب” ومازلنا نعيش في ”الهبل” المقدس‎ من الكاتب؟ (٣) إيمان صريح وقف بناء كنيسة ميت عفيف بالمنوفية

ابن الراوندي والفول النابت... وحكامنا الآلهة‎

بن الراوندي هو مفكر عاش في القرن الثالث الهجري عرف عنه الجرأة في التفكير. والرجل نقد كل الأديان تقريباً ولم يكن يصدق أي من الأنبياء. وللرجل مؤلفات كثيرة ويعد أشهرها كتاب أسمه الزمرد وللأسف لم يتبقى لنا من مؤلفات بن الراوندي شيئا إذ حُرقت كل كتبه وبالقطع السبب في حرقها لا يخفي على فطنة القارئ وما وصلنا من مؤلفاته كانت عبر من كتبوا عنه وردوا عليه. أتفق أو اختلف مع الرجل ولكنه كان أحد هؤلاء الذين فكروا ولم يترك لأحد غيره أن يفكر له أو بالنيابة عنه فقد كان يرى أن ما يميز الإنسان هو إعمال العقل وليس العقل نفسه.

ذات يوم وقف بن الراوندي عند رجل يبيع الفول النابت وجاء رجل من الأغنياء أشترى الفول وأكل الفول وألقى القشر على الأرض ثم ذهب ولم يحمد الله أو يشكره. ثم أتي رجلاً فقيرا ألتقط قشر الفول من على الأرض وأكل وظل يحمد الله ويشكره على نعمته. فأقترب إليه ابن الراوندي وعنفه وقيل إنه صفعه قائلاً "ما تجرأ علينا الله نحن معشر المساكين إلا بسببك وبسبب أمثالك إذ علم أنكم تشكرون على أكل القشور" إلى هنا انتهت قصة ابن الراوندي وأنا لا أناقش هنا القصة. أنا أُناقش المعنى وما يهمني من معنى ربما يختلف عما وصلك قليلا.

أنا أختلف مع ابن الراوندي في شيئا واحدا وهو أن الاستثناء عندي هو الله. فهو الوحيد الذي يستحق أن أشكره على القليل قبل الكثير من العطايا. وحده الرب وليس غيره. ولأنني أجد أن البعض يرفع الحكام لمرتبة الآلهة والخطأ عندهم ليس واردا على الإطلاق. ولأني أجد بعض من هذا البعض لا يتحمل مجرد نقد لرئيس أو حاكم بل يتمادى في شكره على كل شيء حتى على القشور وربما على الأخطاء.

وأنا لا اشكر رئيسا على القشور ولا أعظم حاكما على الوهم أو زيف الإنجازات. والله ما تجرأ علينا حكامنا إلا لأننا نشكرهم على القشور ونمجدهم على العدم ونرفعهم على توافه الإنجازات فلماذا لا يتجبرون؟ ولماذا لا يستكبرون؟ ولماذا لا يرون في أنفسهم فلتات التاريخ وعظماء الإنسانية ولا أحد غيرهم يصلح لمهمتهم الكونية في إنقاذ البلاد والعباد.

لا أعلم لماذا يصر البعض منا على فكرة أن الرئيس يحمل جينات إلهية وليست بشرية أو قل نبياً كلامه مصدقاً، وانتقاده زندقة، ومراجعته كفر، والرد عليه خروج عن ثوابت الدين. فمن ذا الذي يعلم والرئيس لا يعلم، ومن ذا الذي أتاه الله من الحكمة كما للرئيس. نظل لسنوات نمجدهم ونضعهم في مصاف الأنبياء والقديسين وحسن أولئك رفيقاً ثم في النهاية نخرج عليهم جراء ما اقترفوه من خطايا وربما جرائم ولا نعلم أننا بهذا إنما نضيع أوطاننا بأيدينا. ما الذي يجعل البعض منا ينظر إلي الرئيس بعظمة تجعله يتجاهل بشريته في الخطأ.

هم بشر محض بشر يؤخذ ويرد عليهم وليس لأحدهم روضة شريفة حتى تكون له القدسية بل أن ما يؤخذ عليهم أكثر مما لهم. كفانا تمجيدا فسنوات من التمجيد كانت كفيلة بوضع بلادنا في الموضع التي وصلت إليه الآن. يا سادة بعض العظماء عظماء فقط لأننا ننظر إليهم بعظمة.