لماذا يكره السلفيون المتحف؟ عزيزتي جود نيوز.. شُكرًا فوز ممداني في مدينة نيويورك وصناعة الكذب وعدم فهم الغرب غزوة المتحف المصري الكبير ابن الراوندي والفول النابت... وحكامنا الآلهة‎ رسالة من تحت الماء! 9.5% انخفاض في مبيعات اكتوبر النتائج الأولية: وصول 5 من المرشحين الأقباط لجولة الإعادة في انتخابات ”النواب” ومازلنا نعيش في ”الهبل” المقدس‎ من الكاتب؟ (٣) إيمان صريح وقف بناء كنيسة ميت عفيف بالمنوفية

لماذا يكره السلفيون المتحف؟

منذ افتتاح المتحف المصري والسلفيون في مندبة كبري، يلطمون ويصرخون ويشقون الجيوب، ديننا ضاع، ها قد عادت الأصنام ثكلتكم أمهاتكم، مصر تعود ثانية إلى الوثنية، هيا بنا إلى فتح منطقة فيصل وحدائق الأهرام!!

ماذا حدث لكي تحدث كل تلك الضجة؟، لماذا سرادق العزاء الذي نصبه السلفيون على امتداد مصر من أقصاها إلى أقصاها؟، السبب هو كم الصحوة التي حدثت وأدرك معها المصريون أن هذا هو تاريخهم الحقيقي، وليس تاريخ البداوة والغزو، تأكدوا أن ما يجب الفخر به هو حضارة مصر القديمة وليست أي وافد جاء عبر الصحراء، التمثال الذي يعتبرونه صنماً ليس مجرد جرانيت أو رخام، لكنه تراث فن وعمل وعلم ورؤية وفلسفة، وهذا سيسحب البساط من تحت أقدامهم

التيار السلفي مرعوب من ضياع البيزنس وتأثير المخدر، وبداية زرع شريحة وعي جديدة في عقول المصريين، وسوفت وير جديد حداثي يتفاعل مع الحضارة والعالم، وينفض عن نفسه غبار تراث الخرافة، حولوا المتحف إلى كعبة جاهلية، وأطلقوا على رمسيس فرعون الكفر، والتماثيل أوثان شرك، لكي يستقر في الوعي الجمعي المصري أن الدولة صارت تدعو للكفر وتحارب الدين وتنشر الفسق والفجور، فهيا نجاهد في سبيل الله ونصرة الإيمان والحق

المتحف ليس مجرد خزانة لعرض التماثيل، لكنه مشروع حضاري ثقافي، غرضه ليس السياحة فقط لكنه تنوير الشعب ورصد طبقاته الجيولوجية الحضارية العميقة، ليعرف معنى فجر الضمير وأخلاقيات المصري القديم، ليلمس الريشة واللون وازميل النحات كيف قهر تحدي الصلابة والجمود، سيلمس الشموخ والأبهة والفخامة، سيعرف أنهم احتفوا بالحياة ولم يكتفوا بالموت وتمجيده وإقامة مقابر ونصب تذكارية.

سيسمع المصري القديم وهو يقول "السلام عليك أيها الإله الأعظم إله الحق. لقد جئتك يا إلهي خاضعا لأشهد جلالك، جئتك يا إلهي متحليا بالحق، متخليا عن الباطل، فلم أظلم أحدا ولم أسلك سبيل الضالين، لم أحنث في يمين ولم تضلني الشهوة فتمتد عيني لزوجة أحد من رحمي ولم تمتد يدي لمال غيري، لم أكن كذبا ولم أكن لك عصيا، ولم أسع في الإيقاع بعبد عند سيده. إني (يا إلهي) لم أجع ولم أبك أحدا، وما قتلت وما غدرت، بل وما كنت محرضا على قتل، إني لم أسرق من المعابد خبزها ولم أرتكب الفحشاء ولم أدنس شيئا مقدسا، ولم أغتصب مالا حراما ولم أنتهك حرمة الأموات، إني لم أبع قمحا بثمن فاحش ولم أغش الكيل. أنا طاهر، أنا طاهر، أنا طاهر. وما دمت بريئا من الإثم، فاجعلني يا إلهي من الفائزين".