أشرف حنا يكتب: المهاجر و جاليته في المهجر

ترددت كثيراً قبل كتابه هذا الموضوع الشائك. في ثاني أيام وصولي الي كندا و اثناء تناول الافطار في الفندق الذي اقمت فيه مع اسرتي. تعرف علي رجل عربي عجوز و اعطاني نصيحة انني ان اردت النجاح في كندا علي ان ابتعد عن بني جلدتي من الجالية العربية. بعد فتره كنت ابحث عن عمل فذهبت الي مقابله و كان الممتحن من افراد الجالية و فوجئت بتعنته اثناء المقابله و بالطبع رفض تعييني. اردت زيادة الحد الائتماني لكارت الائتمان نظراً لحاجتي له في العمل و طلبت من مسئول البنك و هو من الجالية فكان الرد لا يمكن هذا لأنك قادم جديد و رفض بشده. اغلقت حسابي غاضباً في هذا البنك و ذهبت لبنك اخر فرحب بي و اعطاني كارت ائتمان بضعف ما كنت اطالب به. جلست افكر فيما مر بي منذ مجيئي الي كندا و خبرات التعامل مع ابناء جاليتي و ما قاله لي العجوز في اول ايامي في كندا. هل صحيح كان من الخطأ التقرب من افراد الجاليه؟ اذا كانت الجالية سيئة فأنا ايضاً فرد منهم و سيء مثلهم. و لكن لماذا مرت بي هذه التجارب السيئه. العلم يقول ان ما يلصق بعقولنا هو ما مر بنا من مواقف غير ساره. و ربما بتعاملنا مع احد افراد الجالية يكون توقعاتنا اكبر مما ينبغي كما يقولون بالمصري (عشمنا كبير) و لذلك نصدم اكثر لو كانت النتيجة سيئه في حين لو كانت هذه المواقف مع جنسيات اخري لما اثرت فينا هكذا. ان الجالية كأي تجمع يوجد بها الصالح و الطالح. و بإمعان التفكير اجد أن اول من ضمنني للحصول علي عقد ايجار شقه هو فرد من الجاليه و من قام بالبحث عن عمل لي في البداية هو مصري و عملت لدي عربي و من ساعدني في معرفه طريقه معادله شهادتي هم ابناء الجالية و من وفروا لي معلومات كثيرة و اعطوني خبراتهم في كيفيه تأسيس حياتي الجديدة هم ابناء الجالية. تعاملي مع المهنيين من افراد الجاليه من المهن المختلفة كأطباء او صيادلة او محامون او غيرهم يوفروا علي الكثير لأنهم يفهمون اكثر طبيعة احتياجاتي. الواقع يقول ان جاليتي افادتني كثيرا ليس فقط في حياتي العمليه و لكن ايضا في التعاملات الأجتماعيه. فهم من اشتم فيه رائحه بلدي الأم و هم من يعوضنني عن فكر الحنين الي الوطن. و باستعراض تجربتي القصيرة اجد ان افادتي من جاليتي اكثر كثيرا جدا مما فقدته. و ادعو افراد الجاليه للعمل اكثر علي مساعده القادمين الجدد. فهذا واجب اخلاقي و وطني ليس فقط تجاه بلاد المنشأ بل و تجاه بلد المهجر ايضاً.