بسام عبد الملك يكتب: أولاد الحلال.........و أولاد الناس

أعتاد كثيرا منا عند خروجة لقضاء حاجة او ذاهبا الى عملة أن يصحبة دعاء من والدتة او زوجتة او انسان عزيز علية قائلا "روح يا ابنى ربنا يوقفلك أولاد الحلال "
و سؤالى هل قابلت يوما هذة الفرقة من الناس المدعوون أولاد الحلال و هل لو رأيت احدا منهم سوف تجد فية سمة معينة او صفة مميزة و اذا كان هناك من نطلق عليهم أولاد الحلال فماذا نطلق على الباقيين ؟
من هم أولاد الحلال ؟ فى حديث لك مع آخر عن شخص بعينة وعندما تنتهى من حديثك تقول "فلان/ فلانة دة فعلا إبن /بنت حلال " ربما لموقف جليل او خدمة اسداها اليك او رأى سديد أشار عليك بة , جرت العادة أن نسلك كما الطالب بعد الامتحان لا يعلق بذهنة غير السؤال الصعب او المسألة التى لم يعرف طريقا لاجابتها أما ما أجاب علية فينساة و لا يعيرة أهتماما و كهذا نحن يعلق هذا او ذاك باذهاننا لذكرى غير طيبة جمعتنا سويا ولا نذكر العشرات من أولاد الحلال الذين صادفناهم فى حياتنا , " إبن الحلال " ليس لة شكل او دين او جنسية او جنس معين فربما يكون من بلد تبعد عن بلدك الاف الاميال او يتكلم بلغة تختلف عن لغتك او يؤمن بعقيدة تخالف معتقدك او لا يؤمن بمعتقد من الاساس .... إبن الحلال ممكن أن يكون رفيق طريق او زميل دراسة او شريك غرفة أيام الغربة او رفيق عمل .... إبن الحلال يمكن أن يكون رفيق غربة او انسان رافقتة فى أثناء تأدية الخدمة العسكرية ....جميعهم يختلفون فى كل شىء كما ذكرت لكنهم يجتمعون على أنهم أولاد حلال تجدهم حينما يضيق بك الحال يردون على مكالمتك حينما يكون الجميع خارج نطاق الخدمة ..يمدون يد المساعدة حينما تكون قد أوشكت على الغرق و تحتاج فقط قشة فتجد أياديهم ممدودة اليك, يفتحون لك قلوبهم قبل أذهانهم حينما لا تجد أحدا يسمعك , يعطونك بكرم من علمهم و مالهم و مشاعرهم و وقتهم ,أولاد الحلال تتفاجئ بهم فى الطريق كحجر العثرة و لكن مع الاختلاف فحجر العثر يعطلك عن المسير أما هم فينحنون لتصعد أنت على كتفهم فيحملونك الى الجانب الآخر بسلام , أولاد الاحلال تجدهم يقدرونك فى غيابك و يحتضنوك عند قدومك تجدهم يذكرون تاريخ مميز فى حياتك و يتهللون لنجاحك و يكتئبون لفشلك, تجدهم فى خلفك عنما تكون فرحان و تجدهم الى جوارك عندما تكون حزين و تجدهم أمامك حينما تكون مضطربا تبحث عن طريق فيصبحون هم عينك التى ترى و رجلك التى تسعى و عقلك الذى يبحث و يفكر ... فتنفتح لك أبوابا ربما لم تشعر بوجودها من الاساس .أولاد الحلال تجدهم فى انتظارك بعد غيابك يسعون لرؤيتك يحشدون الاحباء لاسترجاع الذكرايات تجدهم و عائلاتهم فى انتظار عائلتك و يقتطعون من اوقاتهم لرؤيتك او ربما يغيرون خط سير عملهم ليتوافق مع مكان تواجدك او يقطعون مسافات طويلة فقط ليقضوا سويعات قليلة معك . أولاد الحلال تمر السنون و تتغير الملامح و تعلوا المناصب لكنهم على عهدهم لم تغيرهم الالقاب حتى لو صنعت هذة الالقاب حاجز بينكم أمام العامة لكن حينما تختليان تنتزع الالقاب و يتبقى صفاء و ذكرايات الطفولة و الشباب حتى لو هذة الالقاب القابا و مناصب دينية بما فيها و بها من اعباء. أو مناصب اجتماعية و القابا خلعها عليهم الناس لكن معك أنت يخلعون القابهم مع نعالهم على باب قلبك . هل لى أن أسالك الان كم من إبن حلال قابلتة فى حياتك ولم تذكر جميلة او معروفة او حتى تحمل ذكرى طيبة لة فى قلبك؟
أغلق عيناك لدقائق و فكر فى هذة الصفات سوف تجد العشرات او ربما المئات ممن أضائوا حياتك بوجودهم فيها.