شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة استريحوا قليلا تفاصيل اجتماع ترودو وحكام كندا

ابرام مقار يكتب: داعش ... ولماذا الحرب علي الأقباط؟

أثار الهجوم الإرهابي الإنتحاري علي كنيستي مارجرجس بطنطا والمرقسية بالأسكندرية، المحللين السياسيين في العالم حول طبيعة هذا الهجوم والذي أعلن تنظيم "داعش" مسئوليته عنهما. فبعد الحادث نشر موقع مجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية، مقالاً هاماً للباحث بجامعة جورج واشنطن، "مختار عوض"، وهو أحد المتخصص في دراسة الجماعات الإسلامية الجهادية في الشرق الأوسط، تناول فيه إستراتيجية "داعش" القادمة تجاه مصر بصفة عامة والأقباط بصفة خاصة، عبر قراءة أحداث "أحد الشعانين" الدامية، والتي أعتبرها أعنف هجوم ضد الأقباط في مصر والتي أشار إليها بالأقلية المسيحية الأكبر في الشرق الأوسط وبينما أعتبر الهجوم الأخير علي الكنيستين تغييراً محورياً في طبيعة التهديد الذي يواجهه الأقباط الأن، فقد أشار "عوض"، أن التكتيك الجديد لتنظيم داعش هو أبادة الأقليات من المنطقة، والتي أعتبرها الباحث توسع في مشروع ذلك التنظيم الإرهابي. وأن هذا - بحسب كاتب المقال - يعتبر تهديد متصاعد علي السلطات المصرية أن تتعامل معه، ومحذراً من تراجع الكفاءة للسلطة المصرية أمام تطور متزايد لقدرات داعش الموجهة ضد مصر، ومع تقهقر التنظيم لوضع دفاعي في دول أخري فأن الخوف أن يجد في مصر جبهة محتملة في حملاتها الجهادية، أي ستُصبح مصر في دائرة إهتمام داعش ، ومحذراً من وضع أسوء في المستقبل. ويري "مختار عوض" أن خطة داعش الحالية تتمثل في إشعال الطائفية في المجتمع لتفكيك البلاد، بعد أن كان نشاطها قبلاً في سيناء، والبعيدة عن القاهرة - حيث الحكومة المركزية - وبالتالي فكانت في الماضي لا تُشكل تهديداً حقيقياً للحكومة المصرية ويقول باحث جامعة "جورج واشنطن" أن داعش إتخذت خطوة غاية في التطرف تتمثل في أن الأقباط في مصر مثل الشيعة في العراق ، أي يمكن قتلهم دون تمييز ودون سبب سوي عقيدتهم، وتحدث التنظيم بقوة عن هذا الطرح وقت تفجير الكنيسة البطرسية قبل أربعة أشهر، ومُدعين أن المسيحيين المصريين "مُشركون" وأنهم أظهروا الغدر عبر التحالف مع الغرب والحكومة المصرية ويؤكد "عوض" علي أن تنفيذ تلك الأستراتيجية لها تداعيات خطيرة علي أمن مصر، فقد كان هناك سؤال يورق الجهاديين دائماً وهو "لماذا فشل الجهاد علي الأراضي المصرية؟"، إلا أن الكاتب أشار إلي دراسة كتبها أحد مُنظري داعش وهو "أبو مودود الهرماسي" والذي قدم فيها مفتاح النجاح الجهادي والذي يتمثل في أثارة الفتنة الطائفية، والهجوم علي الأقليات الدينية وتحريض المسلمين المتشددين علي الأقباط في المناطق الريفية. أخيراً وأن أستبعد "عوض" نجاح تلك الإستراتيجية الداعشية في مصر إلا أنه حذر من وجود جذور طائفية متطرفة وعميقة في المجتمع المصري، نشرها الإسلاميين عبر عقود وساهمت الحكومات المصرية المتعاقبة فيها، عبر قوانين إزدراء الأديان ، والتمييز ضد بناء الكنائس ، والمحاكمات في القضايا الطائفية، وخطابات الكراهية من الإسلاميين ضد الأقليات دون رقابة. ونحن بدورنا نحذر مع الباحث "مختار عوض"، ولاسيما بعد ما قاله نقيب الدعاة في قنا، الشيخ "قرشي سلامة"، بأن في قنا فقط هناك 21 مسجد يتبني أفكار داعش، وشباب كثيرين يعتنقون تلك الأفكار بل وقري بأكملها، وبدلاً من أن تنتبه السلطة المصرية لخطورة الأمر بعد هذا التصريح ومحاولة ردع هذا الفكر المتشدد، وتجفيف منابع التطرف عبر تنقيح المناهج الأزهرية والعامة والخطاب الديني، بدلاً من هذا كله، كان قرار وزارة الأوقاف هو إحالة الشيخ "قرشي سلامة" نفسه إلي التحقيق ومنعه من الحديث بالإعلام!!!!