نسرين جمعة تكتب: إيجابيات مصرية (2)

بقلم: نسرين جمعة
أنتم أول إيجابية سأتحدث عنها , الإقبال المشرف و المبهر لأهلنا بالخارج , رسالة واضحة و صريحة للعالم , عدو كان أو صديق , نحن المصريون فى كل مكان سنشارك سويا فى بناء مصر الحاضر و المستقبل و نحمل تاريخا تمتزج فيه النجاحات و العذابات منذ 7000 عام , لم نعتد يوما على أحد , عطائنا بلاحدود للإنسانية , مواقفنا و أعمالنا تحكمها قيم و مبادئ حضارة إنسانية عريقة و ستظل , أهلنا بالخارج أنتم جزء لا يتجزأ من الوطن مهما بعدت المسافات , مهما مررنا بأحلك الظروف , قد نحبط جميعا أحيانا و لكننا من المؤكد نجدد الأمل فى نفوسنا قولا و عملا , لتعلموا أنكم أضفت يوما يكتب فى تاريخ مصر , يوم الاصرار و الثبات , رغم أى تحديات و أى معاناة أثبتم وجودكم بشكل قوى و فعال , أعطيتم لوطنكم دفعة بحاجة إليه و هو فى حالة حرب مع الارهاب و الخيانة , ليست مجرد أمانى أو أحلام يقظة لكن هو قياس منطقى , مقدمات تؤدى إلى نتائج , أكيد بكرة أحلى بكم يا مصريين داخل مصر و خارجها.
أعود إلى الإيجابيات المتعددة التى تحدث فى مصر الآن , رغم حالة الحرب التى تعيش فيها , و المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية, أتصور كثيرون منكم اهتموا بالمشكلة التى نشأت بين جامعة النيل و جامعة زويل , كانت الأمور تتعقد يوما بعد اليوم و الخاسر هم أبنائنا الذين نعول عليهم لاستكمال مسيرة البناء و التنمية ,الجامعتين المفترض أن يعملوا على تربية أجيال تعمل على البحث العلمى ونعلم جميعا احتياج مصر للبحث العلمى , الجميع يخسر فى هذه المشكلة , استطاعت حكومة المهندس محلب من حل المشكلة و ليعمل الجميع فورا.
سيناء التى فى عقل و قلب كل مصرى , تشربت رمالها بدماء شهدائنا الأبرار , لها وقع خاص عند المصريين , تم افتتاح مدينة شبابية بها , حين تحدثت الحكومة عن سيناء و طموحها تجاهها فعلت و لم تفرط فى التصريحات و قطعا تنمية سيناء من أوائل المشاريع فى المستقبل القريب , المدينة هى مجرد بداية تؤكد على العمل الجاد فيها و رسالة للشباب تحديدا سيتم تنمية سيناء و عليكم أيها الشباب تعميرها و الاعتناء بها بعد ما يتم توفير اللازم لكم.
فى سياق الجامعة و الشباب , بمصر الجامعة المصرية للتعليم الالكترونى و هى جامعة على الانترنت و معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات , لن أستطرد فى هذه المعلومة , ستجدوها و تعلموا عنها ماذا تفعل , لكنها أيضا من دلائل التطوير المستمر بارادة مصرية لكن على التنويه أنها أنشئت 2008 و مع الأسف لم نعرف عنها إلا منذ بضعة أسابيع .
من جاء مصر فى السنوات الأخيرة يعلم أن شوارع مصر احتلت من الباعة الجائلين , لم يقتصر الأمر حتى على الرصيف فقط بل امتد إلى الشارع , و للظروف الاقتصادية الطاحنة و عدم وجود بدائل لكسب العيش لم تستطع الحكومات السابقة حل هذه المشكلة ,فى شهر مارس الماضى تم تخصيص مكان قريب من وسط البلد لإنشاء سوق حضارى لهم و أصبح لهم نقيب منهم , هؤلاء الباعة شهدوا على كل ماحدث فى الشارع المصرى منذ قيام ثورة 25 يناير مرورا بثورة 30 يونيه , و شاركوا أحداثه بأفراحه و أحزانه , هؤلاء المصريين البسطاء دعونى أقولها بالمصرى الدراج " جدعان " .
استمعت لحديث وزيرة التضامن الإجتماعى " غادة والى " حقيقة وجدتها درست المشاكل و حددت الأولويات و طرق الحل , ليس هذا فحسب , لكن استطاعت بالتعاون مع وزير المالية فى حل مشكلة تسببت فيها حكومة نظيف و وزير ماليته يوسف بطرس غالى و هى أخذ أموال المعاشات و بعض منها طرحها للمضاربة فى البورصة مما أثر بالسلب على أموال المعاشات , و لعلكم تعرفون ماذا تعنى أموال المعاشات لملايين المصريين و التى لاتكفى لمعيشة كريمة , فكيف يتم التلاعب بها ؟
تم جدولة المبلغ و استرجاعه من وزارة المالية على مدة زمنية معينة , كم أسعدنى هذا الخبر و جدد فى الأمل و رفع من تفاؤلى التى تؤدى بى لأستمر فى إيجابيتى و بثها فى كل مكان .
وزيرة القوى العاملة فى عيد العمال , أعلنت عن الاهتمام بشقين و انشاء مجلس للتعليم الفنى و التدريب المهنى و هو أمر كنت أراه حل سريع لمشكلة البطالة لدى الشباب , خاصة افتقادنا للعامل الماهر منذ سنوات و هذا أمر يطول الشرح فيه و الحديث عنه , و قد كنت أرى علينا عند تدريبهم رفع مستواهم الثقافى و تنمية وعيهم , فالمشكلة أيضا اجتماعية حيث يراها الشاب تنقص من قدره اجتماعيا و المجتمع المصرى مساهم فى هذه المشكلة , حين نرفع المستوى الثقافى و الوعى للجميع فلا مشكلة فيها كبقية الدول المتقدمة و هذا جزء من العدالة الاجتماعية التى علينا ألا نغفلها.
الشق الثانى هو الاهتمام بتنمية الموارد البشرية , هنا تدرك الحكومة أن من أهم عناصر الإنتاج هو البشر و علينا الاهتمام به و تنميته لصالحه و لصالح الوطن.
فضلا عن جولات رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب فى كل المحافظات و تحديدا للمصانع , جولاته بالخارج و من وجهة نظرى , الجولات للدول الأفريقية حيث تستعيد مصر علاقاتها و ريادتها على المستوى الأفريقى و قد كان منذ عقود مهمل , خاصة لدينا مشكلة فى إنشاء سد النهضة بأثيوبيا , كما أن جولات وزير الخارجية نبيل فهمى لأفريقيا مستمرة , فالدبلوماسية المصرية حاضرة دائما فى المشهد سواء الأفريقى , العربى و العالمى , هنا يتسائل منكم أهلنا بالخارج عن دور السفارات المصرية و أهمية تواصلها مع المصريين , أتصور هذا ملف عليكم فتحه فمصر التى نحلم بها لابد لنا جميعا المشاركة فيها , فليكن لكم تصور واضح و رؤية عن السفارات المصرية بالخارج و لتشاركوا بالأفكار و بالتواصل .
علمنا أن البنك الدولى و الاتحاد الأوروبى أوقف دعمه لسد النهضة , هذا لايعنى أن مصر لا تهتم بمصالح الشعب الأثيوبى , لكن على الادارات الحاكمة أن تعمل سويا حتى لا يضار شعوبهم و لا تكن مصلحة دولة ما على حساب مصلحة دولة أخرى , هنا يأتى التفاوض و دور الدبلوماسية فى حل مشكلات الدول بعضها مع بعض.
قد لا يعلم كثيرون أن هناك نسبة ليس بقليلة من المتسربين من التعليم , سيتم انشاء مدارس الفرصة الثانية .
ماسردته بايجاز له قطعا تفاصيل كثيرة لا يمكن سردها , لكنها تعطى مؤشرات إيجابية و أننا على الطريق الصحيح و أهم مؤشر فيها أنها تهتم بشكل واضح على المواطن المصرى الذى لازال يتكبد المعاناة من غلاء معيشة و كفاح مستميت للعيش فى وطنه ,و مع هذه المعاناة فهو يتألم يوميا بفقدان شهداء الوطن الذين لا ذنب لهم سوى حماية أفراد هذا الوطن من الخونة الغادرين , فى حين نفرح بمشهد تصويت المصريين بالخارج مساء الأحد يقتل جنديين و ظابط شرطة برصاص من مجهولين أمام المدينة الجامعية بالأزهر , هم يغتالون وطن بأيدى نجسة حتى لا تكتمل فرحة المصريين , هذا لأنهم لم يكونوا يوما مصريين فلا يستطيعوا فهم المصرى , الاصرار عنوانه و الكرامة ردائه .
نسرين جمعة
[email protected]